الأحد , ديسمبر 22 2024
حسن نصر الله

حزب الله لحماس : لا تتصلوا بنا فعندنا معارك أخرى غير غزة .

اتصل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هاتفياً برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، قبل 3 أيام، وتعهد له بدعم” المقاومة في غزة بكل الوسائل الضرورية”، ومن ثم اتصل نصر الله، بزعيم حركة” الجهاد الإسلامي” رمضان شلّح، للتشديد على تضامنه حزبه مع الحركة في الصراع ضد إسرائيل.

يعلم نصر الله أنه إن وقف إلى جانب حماس، في هذا الوقت فإنه سيستدعي انتقاماً إسرائيلياً شبيهاً بحرب 2006 وهو خاسرٌ لا محالة هذه المرة لأن قواته مشغولة بحماية حلفائه وحلفاء طهران في دمشق لكنً الرسالة الأكيدة التي أرسلها نصر الله لحماس تقول: “أنتم وحدكم في المعركة ضد إسرائيل”، كما اعتبر تحليل سياسي نشره موقع “ديلي بيست” الإلكتروني.

في هذا السياق، أكد الموقع أن موقف زعيم حزب الله يختلف كلية عما بدا عليه قبل 10 سنوات، عندما برز نجمه في المنطقة، وبدعم من إيران، بوصفه أكبر داعم للمقاومة ضد إسرائيل، وأنه ليس حامياً للشيعة في لبنان وحسب، بل لجميع سكان المنطقة من سنة ومسيحيين، ويهود أيضاً.

وفي عام 2006، عندما هاجمت إسرائيل غزة من الشمال، أطلق نصر الله عليها صواريخه من الجنوب، وخطف 3 جنود إسرائيليين، وخاض حرباً قصيرة، بل شرسة، وأجبر يومها الجيش الإسرائيلي المتبجح على وقف القتال.
قضايا ملحة
ويقول ديلي بيست إن نصر الله “يواجه اليوم قضاياً أكثر إلحاحاً، كما أنه ليس زعيماً انفعالياً، بل هو يخطط ويرسم خطواته بمكر، وينحني للعاصفة، ولا يتحرك إلا إذا علم أنه سيحقق مكسباً ما”.

ولذلك، يعلم نصر الله أنه إن وقف إلى جانب حماس، في هذا الوقت، فإنه سيستدعي انتقاماً إسرائيلياً شبيهاً بحرب 2006، وهو خاسرٌ لا محالة هذه المرة، ليس لأن إسرائيل ستشن حملة أذكى، بل “لأن قواته موزّعة على عدة جبهات لحماية حلفائه، وحلفاء طهران، في دمشق، وبغداد”.
تنبيه حماس
ويشير الموقع إلى أن قيادة حماس لطالما خشيت من قدوم هذا اليوم، وقد حذرت حزب الله من تشتيت قوته عبر التدخل في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وبينما انشغل حزب الله، خلال العام الماضي، في خوض معارك صغيرة حقق فيها الانتصار لصالح الأسد، دأبت حماس على حثه لسحب قواته من سوريا، وتركيز جهوده في محاربة إسرائيل، عوضاً عن ذلك.

لكن حماس، كما يعرف الجميع، جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو تنظيم طالما تعهد بالإطاحة بنظام الأسد في دمشق، وربما كان من الممكن تغليف هذه الحقيقة لو وقف الجميع ضد العدو الإسرائيلي، لكن لم يعد ذلك قائماً في ظل حرب يخوضها السنة السوريون ضد حرب أهلية شيعية.

في هذا السياق، كتب القيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، ، قبل أشهر على صفحته في فيس بوك، داعياً حزب الله لـ “سحب قواته من سوريا، وإبقاء سلاحه موجهاً ضد العدو

“.

وقد حذر أبو مرزوق من أن يؤدي تدخل حزب الله في سوريا لإشعال حرب طائفية في المنطقة، وهو ما جرى بالفعل، ولكن نصر الله أصر على مناصرة النظام السوري.

ويلفت ديلي بيست إلى تقارير غير مؤكدة أشارت إلى تقديم مقاتلي حماس نصائح للمسلحين السنة في سوريا، بشأن كيفية محاربة حزب الله داخل المناطق السكنية، وذلك عبر استخدام الأنفاق(أسلوب تعلمته حماس أصلاً من حزب الله، وباتت تستخدمه حالياً في حربها ضد إسرائيل).

وفي العام الماضي، وبعد الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين في مصر، وجدت حماس نفسها معزولة شيئاً فشيئاً، وفي حاجة ماسة لدعم مالي، مما استدعى زعيمها السياسي، خالد مشعل لأن يبعد نفسه عن الثورة السورية، والتي دعمها سابقاً، ولأن يقول: “نؤيد حق الشعوب في نيل حقوقها، ولكن يجب أن يتم ذلك بالوسائل السلمية”.
وعندها، رد فصيل من المقاتلين السوريين بازدراء على مشعل بقوله: “من يمارس الجهاد من مكتبه، لا يحق له وعظ القابعين في الخنادق”.

ويعتبر الموقع أنه، بغض النظر عن مواقف حماس السابقة بشأن تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية، فإن توقيت المواجهة الحالية مع إسرائيل، ليس في صالح حزب الله، ولا داعمته طهران.

لذا فإن أولى الأولويات بالنسبة لحزب الله تقوم اليوم على إنقاذ الأسد، ووقف خطر الجهاديين المتطرفين الذين عرفوا سابقاً باسم داعش، ولم تحسم المعركة مع داعش بعد، ولا يلوح في الأفق أن حسمها بات وشيكاً.

كما أن الإيرانيين ينشغلون، في الوقت الحالي، في التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، يضمن لهم رفعاً جزئياً للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ولن يضحوا بذلك المكسب “من أجل عيون حماس”.

ويؤكد ديلي بيست أنه، في ضوء هذه الحقيقة الساطعة، تأتي إشارات نصر الله لحلفائه السابقين في حماس والجهاد الإسلامي، والتي فهموا مغزاها، لتقول: “لا تتصلوا بنا، لدينا أولويات أكبر، ومعارك أشد، نحن سنتصل بكم إذا أردنا”.

شاهد أيضاً

الإسكندرية

كلية النصر للبنات بالإسكندرية القسم الإعدادي تكرم مخترعات الأيسف

كتب دكتور علاء ثابت مسلمعقدت كلية النصر للبنات حفلا لتكريم الفائزات في مسابقة إنتل الدولية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.