قالت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية: إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق سهامه على قطر وتركيا والولايات المتحدة في الحرب على غزة، وأن انشغال مصر بأحزانها الداخلية قلل من اهتمام المصريين بملف غزة».
ولفتت الصحيفة، في تقرير ، إلى حالة الحداد التي تعيشها مصر حاليا؛ بسبب استشهاد 22 جنديا مصريا على يد تكفيريين على حدود الوادي الجديد والجيزة، ولكنها قالت: إن «مصر ما زالت متمسكة بموقفها الذي يتلخص في قيامها بمفردها، وبدون أي دور لقطر ولا تركيا بإدارة المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة».
وأضافت الصحيفة: إن« قطر وتركيا لم تكونا الدولتين الوحيدتين اللتين تلقتا ضربة دبلوماسية من السيسي، فقد تلقت الولايات المتحدة ضربة سهم مباشر منه أيضًا، عندما أعلن عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة أنه لا يعتزم حضور (القمة الأمريكية – الأفريقية)، التي دعته واشنطن لها من أجل مقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما».
وأوضحت الصحيفة أن «برودة العلاقات بين القاهرة وواشنطن زادت أكثر حين بادر السيسي إلى إعلان مبادرته لوقف إطلاق النار في غزة دون إجراء أي مشاورات مع الولايات المتحدة، وزادت برودة العلاقات أكثر وأكثر حين علم السيسي أن الإدارة الأمريكية تؤيد مبادرة (قطرية – تركية)».
وقالت: إن «قيام السيسي بتصفية حساباته مع واشنطن وقطر وتركيا لم يجمد فعلًا الجهود الدبلوماسية المستمرة بدون جدوى حتى الآن لوقف إطلاق النار في غزة، ولكنه يحشر حركة (حماس)
في زاوية غير معروفة، لا تحظى فيها الحركة بأي دعم عربي أو إيراني».
وأضافت: إن «حماس تتجنب إجراء اتصالات مباشرة مع القاهرة في الوقت الحالي، وتكتفي بالرهان على أن صعوبة الوضع في غزة وزيادة مأساويته ستحدث نقطة تحول في الرأي العام العربي والعالمي، وهو ما لا يبدو أنه سيتحقق سريعًا»».
وتحت عنوان «لم تكن القاهرة بعيدة عن غزة كما اليوم»، أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن مصر ترفض دعوة مدير المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، لزيارة القاهرة
ما لم يوافق على إشراف مصر وحدها على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأن يتخلى «مشعل» عن مطالب حركة «حماس» بوجود إشراف دولي وأمريكي على وجه الخصوص، على فتح معبر رفح، الذي تقول مصر إنها ستحافظ على فتحه بشكل يضمن عدم نزوح الفلسطينيين إلى مصر.
وأكدت الصحيفة أنه «بالنسبة للشروط الأخرى المتمثلة في دفع رواتب الموظفين التابعين لحركة (حماس) ورفع الحصار عن غزة، والإفراج عن الأسرى وإنشاء ميناء وحرية الصيد، وما إلى ذلك من مطالب تخص إسرائيل، فإن مصر لا تعتزم في الوقت الحالي التحدث باسم (حماس) أو الضغط على إسرائيل لإقناعها بالموافقة».
وقالت الصحيفة: إن «المفاوضات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار ينبغي أن تسير في مسارين، الأول بين مصر و(حماس) في الموضوعات المتعلقة بالمصالح المصرية، والثاني يتعلق بإرضاء إسرائيل لإقناعها بوقف الحرب على غزة».