الإثنين , ديسمبر 23 2024
احمد ياسر الكومي

سيناء قاطره التنميه الاقتصاديه ..

 

احمد ياسر الكومي
احمد ياسر الكومي

بقلم / احمد ياسر الكومى ..

تعتبر سيناء أهم المقاصد السياحية في مصر لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة وتساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي المصري ويؤم سيناء الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لاسيما من دول الاتحاد الأوروبي للاستجمام والاستمتاع بطبيعة سيناء حيث الجبال تعانق البحر الأحمر في مشاهد خلابة، كما يمكن زيارة مناطق البدو وهم السكان المحليين في أماكن تجمعهم من خلال رحلات السفاري التي تتم في الصحراء. وتوجد في سيناء والبحر الأحمر عدة منتجعات ومدن سياحية أهمها شرم الشيخ، دهب، رأس سدر، نويبع، طابا، وأيضا دير سانت كاترين ومدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوب سيناء ،يشغل مثلث جزيرة سيناء حيزاً إستراتيجياً في خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ , نظراً لموقعه الحاكم في خريطة الشرق الأوسط , حيث يعتبر رقعة اليابسة الوحيدة التي تقسم المنطقة العربية الى شرق وغرب , لذا فهو بمثابة حلقة الاتصال بين الشطرين ..وتعد سيناء ملتقى القارتين الإفريقية والأسيوية والجسر البري الذي يربط بينهما حيث كانت منذ القدم ممراً للقوافل والجيوش الغازية , تأخذ شكل المثلث تستلقي قاعدته الشمالية على امتداد البحر الأبيض المتوسط ( من بور فؤاد غرباً الى رفع شرقاً ) بطول يبلغ قرابة 200كم , أما رأسه فيقع جنوباً في منطقة رأس محمد ( التي تبعد عن ساحل البحر الأبيض بحوالي 390 كم ) ويبلغ امتداد الحد الغربي لمثلث سيناء حوالي 510 كم ( ويشمل هذا الامتداد خليج السويس وقناة السويس ) أما امتداد الحد الشرقي فيصل الى نحو 455 كم (ويشمل خليج العقبة والخط الوهمي للحدود السياسية الشرقية لمصر ) وتبلغ المساحة الكلية لشبه جزيرة سيناء حوالي 61,000 كم مربع , أي ما يقارب من 6% من إجمالي مساحة مصر ( مليون كم مربع)..
ولعبت سيناء أدواراً تاريخية هامة , عادت آثارها على مصر والمنطقة العربية برمتها , فقد كانت مجالاً خصباً للهجرات البشرية وممراً تجارياً هاماً يربط آسيا بأفريقيا وطريقاً لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر واليها , إضافة الى ما لسيناء من حظوة دينية خاصة … فقد كانت سيناء المعبر الذي سلكته الهجرات البشرية القديمة بين مصر وآسيا بحكم موقعها كممر يتجه الى مناطق الجذب الاقصادي في دلتا النيل , مما أدى الى انتشار الثقافة العربية في مصر على نطاق واسع
ويمثل مشروع تنمية سيناء أهمية كبيرة ، فسيناء هي بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، لذا يعد هذا المشروع عبورا ثانيا للشعب المصرى، والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، والانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها .
ومشروع التنمية الشاملة لسيناء يشمل جميع النواحى والمشروعات الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشاريع خدمية والانطلاق من ضيق الدلتا والوادي وتكدس السكان إلى رحابة سيناء ويعد هذاالمشروع الحلم والشغل الشاغل للملايين من أبناء مصر من خريجيها وصغار مزارعيها وأيضا خبرائها وعلمائها الذين يرونه المشروع الأكثر قدرة على تأمين حدود مصر من الأخطار المحدقة بها من الشرق كما أنه لا يقل أهمية عن مشروع ممر التنمية المقترح من العالم المصرى فاروق الباز والذى مازال فى طور الدراسة لمعرفة مدى جدواه اقتصاديا. وينظر لمشروع ممر التنمية باعتبارة من أهم المشروعات وأعظمها حيث يمتد غرب النيل من شمال البحر المتوسط إلى جنوب توشكى مع وجود ثمانية ممرات عرضية تربط محافظات الدلتا والوادى بممر التنمية إلا أن مشروع تنمية سيناء لا يقل كذلك أهمية أو أولوية عن مشروع ممر التنمية, فسيناء هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتى آسيا وإفريقيا – ولم تنجح أى محاولة على مر التاريخ القديم والحديث لغزو مصر أو احتلالها من الغرب ولكن تمت جميع الغزوات والفتوحات عبر سيناء أى من الشرق ولهذا يجب أن نضع مشروع تنمية سيناء فى المقام الأول لتحقيق الانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها .
ويقول الدكتور إبراهيم أحمد مدير مركز بحوث الفلزات إن شبه جزيرة سيناء تزخر بالعديد من الثروات المعدنية التي يمكن أن تساهم في التنمية الصناعية حيث يمكن استغلال الرمال السوداء التى تتواجد على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط وفصل مكوناته والاستفادة منها فى العديد من الصناعات مثل التيتانيوم المستخدم فى صناعة البويات والزركون لصناعة السيراميك. إضافة لذلك فإن سيناء غنية بالجبس والجرانيت والرخام والألبستر. كل هذه المعادن تمثل فرص كبيرة للاستثمار، بما يسهم في زيادة عدد السكان كأحد محاور المهمة التي تسعى الدولة لتحقيقها ضمن استراتيجيتها لتحقيق الأمن القومى للبلاد. كما أن مشروعات الثروة المعدنية تعد من الصناعات الكثيفة العمالة مقارنه بالصناعات الأخرى. وبشكل عام تبدو المشروعات الأربعة هامة وتكاملية وتدعمها عدة عوامل:
– توافر ثروات معدنية كبيرة، عمالة رخيصة، وعدد من الموانى التى يمكن تطويرها وزيادة قدراتها الاستيعابية، كما من الممكن أن يلعب الموقع الجغرافى الفريد لسيناء ووجودها على البحر الأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس وقربها من الأسواق الخارجية بأوربا ودول الخليج العربى ودول جنوب شرق آسيا دورا فعالا في تحقيق أهداف التنمية الصناعية بسيناء، وزيادة فرص التشغيل وإدخال تكنولوجيات جديدة تساهم في إنتاج بدائل للواردات من نفس الخامات المتوافرة بسيناء، وزيادة فرص التصنيع والتصدير لأرجاء العالم.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.