الإثنين , مارس 17 2025
الكنيسة القبطية
كمال زاخر

كنيسة اليوم … كلمة أخيرة “جزء ثالث”

كمال زاخر

الإثنين 17 مارس 2025

زمن التغيرات المتسارعة منذ السطر الأول فى طرحنا هذا أكدنا على أننا لا نسعى للتأريخ، أو حتى رصد الأحداث الجسام فى مسيرة ومسار الكنيسة، أو طرح قضايا لاهوتية، وأوضحنا أننا نسعى للبحث عن المقدمات التى قادتنا إلى الحالة التى نحن فيها، من صراعات ومصادمات وتشتت كانت فى بعضها تهدد وحدة الكنيسة وسلامها، وكانت مرشحة لتهديد بقائها، وهو أمر جلل، ولا أظن أن أحداً يقبل أو يحتمل هذا.

ظن البعض ـ فى مناخات الأزمة ـ أنها فرصة للانتصار لجناح ضد أخر، وبدا الترقب والتحفز واضحاً فيما حملته بعض التعليقات عقب نشر حلقات هذه الدراسة، بين مهلل ورافض، وبعضها فى الجناحين لم يكلف نفسه عناء القراءة

ولعل أكثرهم لم يلتفت للعنوان الرئيس لها والذى يقول أن سطورى “كلمة أخيرة”، وهى أخيرة لارتباطها بعمر

طال بى حتى اقترب بى من ابواب الثمانين، وهو أمر لو تعلمون ثقيل، وجدت معه أنه يجب علىَّ أن اقول كلمتى بما اختزنته الذاكرة قبل أن أمضى أو قبل أن يداهمنى آلزهايمر، لعلها تصادف يوماً من يلتفت إليها، يفككها ويترجمها إلى فعل يقيل الكنيسة من عثرتها، بعيداً عن الانحيازات الضيقة التى تلفنا

وقد يكون واقفاً هناك على الشاطئ الأخر للمتوسط أو المحيط، إذ يتملكنى هاجس أن التصحيح سيأتى من ابناء الكنيسة هناك

ربما لأنهم عاشوا صدمة الاستنارة الفكرية مع ثقافات تلك البلدان، والتى انتقلت من الشخوص إلى الكيانات، تماماً كما حدث معنا فى كل مرة باغتتنا فيها حملات تلك البلاد ونموذجها الحملة الفرنسية، التى كانت فى واحدة من تداعياتها انطلاق شرارة التنوير.

وابناء الكنيسة هناك يجمعون بين الأصالة والمعاصرة.

فى احتماء بالزخم القبطى الذى لم يبارحهم. واحدة من الملاحظات على عصر البابا شنودة، الذى يغطى نصف قرن، أنه عصر التطورات بل القفزات العلمية والتقنية المتسارعة، خاصة فى العقدين الأخيرين، والتى انعكست على تشكيل ذهنية الأجيال المعاصرة، وعلى طريقة التعاطى مع المعلومة والفكرة، ومفهوم الدين فى مجمله، حتى إلى ظهور موجات الإلحاد، وكانت تستوجب أن يواكبها تطور فى التعامل مع هذه الأجيال

وقد تغير عندها مفهوم الأبوة، وهنا تكمن واحدة من معضلات الكنيسة وهى بحكم تكوينها “كنيسة تقليدية محافظة” شأن كل الكنائس الرسولية، لكنها لم تلتفت لهذه الفجوة، كما فعلت كنيسة انطاكية، وهو ما نكتشفه بسهولة عندما نقارن بين خبرتين فيهما، عندنا تجربة “مدارس الأحد” وعندها تجربة “الشبيبة الأرثوذكسية”

وتكشف أدبيات التجرتين عن الحراك المتباطئ فى الأولى، والتثوير الفكرى الذى يجمع بين الالتزام بالثوابت الإيمانية وبين أدوات نقلها للأجيال الجديدة من علوم الفلسفة والمنطق والتواصل

وقد وظفتها فى مخاطبة شبابها، بل واهتمت أن تدفعهم للمشاركة فى الشأن العام بفاعلية، كانت العقبة عندنا أن منطلقات الصحوة جاءت على أرضية رهبانية، بَنت حراكها على العزلة والنسك وان التعاطى مع العالم أصل لكل الشرور.

كان البابا شنودة مؤمنا بمشروعه، وبدأ فى ترجمته منذ اللحظة الأولى كأسقف تعليم، وهو موقع استحدثه البابا كيرلس السادس، وفيه حشد اسقفه كل مواهبه وقدم للكنيسة شكلاً مختلفاً فى مسارات الوعظ

وفيما اتصور أنه أول اسقف يؤسس لاجتماع مرتبط باسمه، فى الكنيسة القبطية، وأدرك عطش الناس للإجابة على اسئلة تؤرقهم اجتماعياً ودينياً وأسرياً، فقسم اجتماعه الإسبوعى إلى قسمين الأول للإجابة على اسئلة الحضور، والثانى للموضوع الذى اختاره، وكسر كل تابوهات عظات ذاك الزمان، فتكلم مع الناس بلغة يفهمونها، بعد أن جردها من قيود ومعضلات المحسنات البديعية ورتابة الإلقاء، دون أن يفقد فصاحة اللغة

ولم يبدأ اجتماعه بحملة اعلانية أو ضجيج.اتذكر أن البداية كانت بقاعة مطعم الكلية الإكليريكية، يتراوح الحضور فيها بين خمسين إلى سبعين جلهم من طلبة الإكليريكية واصدقائهم، وسرعان ما انتشر خبر الاجتماع حتى ضاق المكان برواده لينتقل إلى القاعة اليوسابية (قاعة الأنبا رويس) بالكلية الإكليريكية

ومنها ينتقل إلى الكنيسة المرقسية، البطريركية القديمة، قبل انتقالها الى مقرها الحالى بالعباسية

والتى انتقل اليها الإجتماع فى الدور الأول لها، وهو بعد على حالته الخرسانية.كان السبب فى كل هذه التنقلات تزايد الاقبال الشعبى والشباب فى القلب منه، وتبدت حنكة الأب الأسقف فى اختيار موعد الإجتماع مساء يوم الجمعة من كل اسبوع، الاجازة الرسمية للطلبة والموظفين الكتلة الأكبر المستهدفة

وفى الموضوعات التى اختارها فى مرحلة بداية الاجتماع، وكانت تأملات فى مزامير السواعى

خاصة تلك التى تمس احتياجات الناس. وتبث الأمل فى نفوسهم وتؤكد استجابة الله لهم.

كان الاجتماع فرصة ليبدى الاسقف الشاب رأيه فيما يحدث فى الكنيسة وفى المجتمع وفى الدولة، عبر اجاباته على اسئلة الاجتماع، وايضاً من خلال القضايا التى تتناولها موضوعاته، وبالتوازى كانت مجلة “الكرازة” ـ التى تصدر عن اسقفية التعليم ويرأس الأسقف تحريرها ـ تعزز طرح رؤاه، فى استكمال لما كانت تتبناه مجلة “مدارس الأحد”

والتى رأس تحريرها وهو علمانى قبل أن يقصد الدير طالباً الرهبنة، وقد ادرك مبكراً أهمية الإعلام فى خدمته، مسموعاً ومشاهداً فى الإجتماع، ومقروءاً فى المجلة.

وقد خاض العديد من المعارك الفكرية والسياسية عبر صفحاتها، حتى ضاق البابا كيرلس بالأمر، فأصدر تعليماته بعودة الأسقف إلى ديره، فانصاع للأمر وتوقف الاجتماع وتوقفت المجلة.تعود المجلة ويعود الاجتماع مجدداً بعد تنصيبه بطريركاً

ويواصل البابا الجديد معاركه عبرهما فى مرحلة اختلفت فيها التوازنات، شهدت ظهور الجماعات الاسلامية على الساحة السياسية، وكانت ترى فى البابا الجديد عدواً لرسالتها وسعيها، وغير بعيد عن مقر البابا كان هناك احد شيوخ تلك الجماعات هو الشيخ عبد الحميد كشك من جعل من البابا واجتماعه هدفاً يترصده ويهاجمه ويؤلب الجماهير عليه، اسبوعياً فى اجتماعه الذى يعقده يوم الجمعة ايضاً، فى مسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان، الذى كان على مرمى حجر من الكاتدرائية.

صار يوم الجمعة يوماً ملتهباً يهدد أمن وسلامة الشارع، فكان أن تم الاتفاق مع البابا على تغيير موعد اجتماعه ليكون الأربعاء، وتجرى فى النهر مياه درامية كثيرة، ويضيق رئيس الدولة بالبابا وردود فعله كممثل للأقباط

كما ارادت الدولة، وبحسب تحليل الدكتور ميلاد حنا، أن الدولة اختزلت الأقباط فى الكنيسة واختزلت الكنيسة فى الإكليروس، واختزلت الإكليروس فى البابا، ليصير ممثلاً لهم أمامها، يضيق الرئيس بالبابا فيعلن فى خطابه المأساوى فى 5 سبتمبر 1981 قراره بالغاء القرار الجمهورى الذى يقضى بتعيين الانبا شنودة بابا للكنيسة،

ووقف اجتماعه ووقف صدور مجلة الكرازة. واعتقال الشيخ كشك، الذى دأب على مهاجمة السادات

فى خطبة، ضمن الرموز الدينية والسياسية التى شملها قرار الاعتقال ويربو عددها عن الف وخمسمائة من كافة التيارات السياسية والفكرية.

نقترب من البابا فى مواجهاته، لنجده قد افرغ الدائرة حوله من الداعمين الحقيقيين سواء من اقرانه فى مشوار الصعود، أو من المؤمنين بضرورة تطوير العمل الكنسى الرعوى والتعليمى، خاصة بعد عودته من الإقامة الجبرية فى الدير، والغاءه القرارات التى اتخذتها اللجنة الخماسية خاصة فيما يتعلق بعودة بعض الكهنة المبعدين

وبدأ فى التوسع فى رسامات اساقفة جدد جلهم من الشباب الغر يفتقرون لمقومات الرعاية، ولم تكتمل تلمذتهم الديرية بعد، الأمر الذى انعكس سلباً على الخدمة والعمل الكنسى.

لم تأت تجربة تقسيم الإيبارشيات بالنتيجة المرجوة، لأسباب موضوعية، فقد استتيع اقامة اسقف على عدد محدود من القرى، أن يتجه سعيه لتدبير وتأثيث مقراً لإقامته، يتحمل اعبائه الرعية، والتوسع فى رسامات الكهنة بغير قواعد منظمة

وفى بعضها يقوم الأسقف بتكليفهم بالنزول الى القاهرة والاسكندرية لجمع تبرعات لتغطية الأعباء، وهم صاغرون، وتشهد الكنيسة ظاهرة الاحتفال بكل مناسبات الأسقف، يوم رهبنته ويوم رسامته بل ويوم ميلاده، وتشهد جريدة “وطنى” اعلانات تصل الى مساحة صفحة بكاملها لتهنئته بكل مناسبة منها، وفى محاولة للتشبه بالبابا ينشئ الأسقف اجتماعاً اسبوعياً حتى لو لم يكن لديه موهبة الوعظ.

وكما فى القاهرة كذلك فى الأقاليم، يتم تقليص الدور العلمانى لحساب الإكليروس، والذى يعانى بدوره من الطبقية، فاليد العليا للأسقف فيما الكاهن منفذا لتعليماته دون نقاش، وتفاقمت ازمة الكهنة لتسرى بينهم دعوة لتكوين نقابة لهم تدافع عن حقوقهم وتتصدى لعسف الأسقف وامتلاكه العصف بهم دون محاكمة ودون توفر قواعد قانونية

متفق عليها تنظم التأديبات الكنسية، لكن الدعوة قوبلت برفض تام فالكنيسة لا تتشبه بالعالم (الشرير)

والاسقف يرشده (الروح القدس) فى تدبيره لإيبارشيته!!. فى القاهرة تبدو الأمور مع مجيئ البابا الجديد مبشرة

إذ يعلن عن ضرورة عودة المجلس الملى لدوره المهم فى ادارة شئون الكنيسة المادية التى لا يجب على الإكليروس الانشغال بها، فضلاً عن هو حلقة الوصل بين الكنيسة والدولة، بما يضمه من خبرات مدنية وسياسية

وعندما تدور عجلة الانتخابات يتم توزيع منشورات على الناخين تحمل قائمة يروج موزعوها انها القائمة التى تحظى برضا البابا، ترافقها نصيحة من كهنة مراكز الاقتراع “مش عاوزين حد يدخل المجلس

من معارضى البابا لسلام الكنيسة”، وكانت النتيجة متكررة فى كل دورات المجلس نجاح قائمة البابا حصراً

اللافت تفرد هذه الانتخابات باجراءات خاصة بها، فالجمعية العمومية للناخبين يتم اعادة تشكيلها مع كل اننخاب

إذ تعلن وزارة الداخلية، فى كل مرة، عن فتح باب القيد فى قوائم الناخبين، والذين لم يتجاوز عددهم

فى كل المرات عن الثمانيمائة ناخب، ثم تفتح باب القيد فى قوائم المرشحين، هكذا يأتى المجلس الملى العام

ثم يبادر البابا بسامتهم شمامسة الأمر الذى اعترض عليه كثيرون ومنهم اساقفة لعل ابرزهم الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى

لأن رسامتهم شمامسة وهى رتبة كهنوتية، يخضعهم كنسياً لتعليمات وتوجيهات البابا، الأمر الذى يمثل قيداً على ممارستهم لمهامهم.

فى سياق تجربة تقسيم الإيبارشيات، ونتائجها اقترح البعض ـ عبر أوراق بحثية قدمت للبابا آنئذ ـ أن يعاد النظر فى قواعد تحديد النطاق الجغرافى للايبارشية ليتطابق مع التقسيم الادارى للدولة، فيكون لكل محافظة مطراناً ويتبعه عدد من مساعدى الأب المطران برتبة (خورى ابسكوبس)

بحسب الكثافة المسيحية فيها، وجميعهم يضمهم مقر الايبارشية، ويشكلون مجلساً للإيبارشية برئاسة الأب المطران، ويشكل مجموع المطارنة مجلس الكنيسة الأعلى، برئاسة البابا البطريرك.

ويحقق هذا النظام اكثر من فائدة، منها تخفيف الالتزامات التى تفرضها اقامة اسقف لكل مدينة أو عدة مدن، مقراً وكرسى وهيئة مساعدين، وعلى مستوى الكنيسة يوفر لها مجلساً ـ مجمعاً ـ اكثر تجانساً يملك مساحة أوفر للحوار والتوافق واتخاذ القرار.

لكن أحداً لم يتفاعل معه أو يستجب له، ليبق الحال على ما هو عليه بل ويزداد تفاقماً، فلم تعد الأديرة مفرخة للرهبان المعدين لتلك المهمة، رغم زيادة المقبلين على الرهبنة، والتى تزامنت مع اقصاء شيوخها، وقصر اعتراف الرهبان على الأسقف رئيس الدير، ليدخل الرهبان فى دائرة القولبة، وتختفى الخصائص الذاتية لكل دير.

وعلى عكس المستقر فى الاديرة تتوسع فى رسامة رهبانها كهنة، بل وتعد لذلك قوائم انتظار، وتشرع ابوابها للزيارات الفردية والجماعية، بلا ضوابط، وتنخرط فى المشروعات الانتاجية وتتوسع فيها، لترتبك الحياة الديرية بين نذور الراهب وانهماكه فى العمل بتلك المشروعات، والتى لا يجمعها ادارة عليا تنسق بينها

وتوزع ريعها على بقية الأديرة، وعلى المعوزين وعلى الايبارشيات الأكثر احتياجاً.خبرات اسقف التعليم كشفت له قصور الكلية الإكليريكية الأساسية ـ القسم النهارى الداخلى ـ عن تغطية احتياجات الخدمة، فعَدَل كبطريرك عن رسامة خريجى هذا القسم، فذهبوا يبحثون عن فرصتهم بالأقاليم، فيما ركز اختياراته على القسم المسائى

الذى يضم خريجى الجامعات من مختلف التخصصات، ولم يكن هذا القسم ـ آنئذ ـ يزيد عن مستوى اجتماع شباب مكبّر، ويفتقر للمعايشة الحياتية كما كان القسم النهارى (الداخلى)

واتجه لإقتاع الدفعات القديمة من امناء الخدمة بالرسامة الكهنوتية لتسريع سد الفجوة وتوفير كوادر لها

خبراتها فى الخدمة، وكانوا فى خط مواز قد تبوأوا مواقع متقدمة فى وظائفهم المدنية، التى يفقدونها ونفقد معها التوازن على الخريطة العامة.

من يتابع تلك الحقبة يلمس تقليص الدور العلمانى ـ المدنى ـ فى خريطة التدبير الكنسى، فاختفاء المجلس الملى وتدجينه، ادى إلى انفراد قيادات الإكليروس بهذا الدور، وما صدام السادات والبابا فى جانب كبير منه إلا واحداً

من تداعيات هذا الإنفراد، بعد اختفاء حائط الصد الطبيعى باقصاء الأراخنة، واختلاط ما لله بما لقيصر

وامتد محاصرة الدور العلمانى ليقبع فى دائرة العمل التنفيذى الذى يخضع لرؤية الأسقف منفرداً

بغير التفات لخبرات المدنيين من شعب الكنيسة، تتراجع الخبرة وتتقدم الثقة كمعيار للإختيار، وتتسلل الأزمات للكنيسة.

كان عصر البابا شنودة عصر التغيرات السريعة والعاصفة فى الفضاء العام التقنى والعالمى والسياسى

وفى الفضاء الكنسى، الذى يشهد قفزات متسارعة فى مد الغطاء الكنسى داخل مصر وخارجها حتى إلى اقصى المسكونة

فى سعى لتعميق اواصر العلاقة مع ابنائها، وربطهم بكنيستهم ووطنهم، ولا يمكن اغفال ما قدمه لكنيسته

ووطنه، وتجربة البابا شنودة تبقى تجربة انسانية عميقة الأثر اجتازت قمماً وقيعاناً، لا يمكن اختزالها

فى الاختيار بين الأبيض والأسود، وقد حفلت بالكثير مما امتد أثره الى اليوم ايجاباً وسلباً شأن كل التجارب الإنسانية الكبيرة.

ومازال الاقتراب من كنيسة اليوم قائماً فإلى لقاء

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

معلش نصحح لكم المعلومة اللي عايشة في دم المصريين من قديم الزمن ..اسمها “كله إلاّ مصر ” مش “الدور على مصر”

كدا يا محترم انت وغيرك ما تعرفوش المصريين خالص اللي وقت الجد كلهم بيبقوا جيش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.