ماجد سوس
ازدادت الكوارث في الفترة الأخيرة في كل بقاع الأرض وقد أنبأ الرب يسوع عنها وأخبر.
يقف الإنسان معها متحيرا.
هل يدبرها الله.
هل يهلك الله البشر بسبب خطاياهم.
أين رحمته، ومحبته، ولطفه، وعنايته.
كلها أسئلة تدور في اذهان الناس كافة من مؤمنين وغير مؤمنين.
والظاهرة الملفتة أن الكل يجيب عن فهم وعن غير فهم. هناك المتذمر الذي يتهم الله بأنه وراءها
وهناك الشامت الذي إذا حدث هذا لبلد يحبه فهو ابتلاء للمؤمنين وإن كان لبلد لا يحبها
فهو عقاب الله واستجابة لدعوات الناس المؤمنين، في نظره.
والحقيقة التي يجب علينا ان نعرفها جيدا أنه إن كان كل شيء يحدث في هذا الكون بسماح من الله لأنه
صاحبه إلا أنه ليس كل ما يحدث هو حسب مشيئته.
فمشيئته هي الإرادة الإلهية المطلقة الصالحة التي يعبر بها الله عن خطته الأزلية ومقاصده المقدسة.
مثل مشيئته لخلاص البشرية “الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَخْلُصَ جَمِيعُ النَّاسِ” (1 تيموثاوس 2:4) او لحصولهم على الحياة الأبدية:
“لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.”(يوحنا 6: 40)
مشيئته أن يعيش الإنسان في قداسة: “لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ.” (1 تسالونيكي 4: 3)
أو مشيئته أن يعيش كل إنسان شاكراً: “ٱشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ.”(1 تسالونيكي 5: 18)
أو في فعل الخير: “لِأَنَّ هذَا هُوَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا ٱلْخَيْرَ.”(1 بطرس 2: 15) وهكذا.
سأعطيك أمثلة من واقع الحياة فإذا ألقى الناس بالقاذورات في الأنهار وأصيب الناس بالبلهارسيا
او الفشل الكلوي او غيره فهل نقول إنها مشيئة الله بالطبع الله فالله مشيئته أن يحافظ الناس
على نظافة الأنهار، ولكنه سمح بذلك نتيجة حرية الإرادة التي تركها للإنسان وللأسف أذى بها نفسه وأخوته.
كمن يعبر الشارع دون التفات فتدهسه سيارة ونرجع هذا لمشيئة الله بينما مشيئة الله أن تستخدم
عقلك وتعبر من الأماكن المخصصة للعبور وان تحترس، ولكنه سمح بهذا لسوء استخدام حرية العقل والتفكير.
قس على هذا التخاذل في العمل او الدراسة او عدم الصوم والصلاة قبل اختيار شريك الحياة او السفر
أو العمل كلها أمور لا تدخل تحت دائرة إرادة الله إلا إذا اخضعتها بنفسك لإرادته وإلا عدت تحت دائرة سماح الله.
السؤال الأهم هو هل يقوم الله بتصحيح أمور الإنسان وجعلها للخير.
أقول نعم، فهو يستخدم سماحه لتحقيق مشيئته، ولكن هذا أيضا يتوقف على استجابة قلبك
فقد يحول الكوارث التي سمح بها لتغيير حياة الناس لطلب مشيئته او للتمتع بالعيش فيها
وبها والتاريخ أرانا أمثلة كثيرة:
مثال: قصة يوسف في تكوين 50:20 (“أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللَّهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا”).
او قصة أيوب: فالله سمح بتجارب أيوب رغم أنها لم تكن من مشيئته المباشرة. هذه التجارب
كشفت إيمان أيوب وأظهرت حكمة الله في النهاية. هل الله يعاقب الإنسان الذي لم يسأل مشيئته وإرادته.
الإنسان هو من يحصد ما يزرعه، ولكن الرائع في الأمر أن الله مستعد أن يصلح ويصحح أخطاء الإنسان.
فإن لم تأخذ رأيه في هجرتك، أو عملك، أو زواجك، أو مشروعك، أو تكريسك، هو مستعد، إن طلبت منه بلجاجه
أن يبارك اختياراتك الخاطئة إن كانت في صالحك فيبارك زواجك وأولادك حتى ولو كان اختيارك
جسداني لأنه محب البشر الصالح الذي يفرح بالابن الضال الذي يطلب منه أن يعود ليعيش في حضن أبيه.
عزيزي، لا تصدق إن الله هو من يفعل الكوارث او الحروب او الحوادث فكلها صنعها الإنسان في نفسه
ولكنه يريدك أن تصرخ إليه يارب أريد أن اعرفك فتكشف لي إرادتك وتقودني فيها.
يارب ارفع عن العالم الغلاء والوباء والأمراض والكوارث، حتى لو اننا من تسبب فيها.