د. ماجد عزت إسرائيل
يمثل القديس سلفستروس، بابا روما، إحدى الشخصيات الكنسية البارزة في تاريخ المسيحية. في سيرته نرى نموذجاً عملياً لوحدة الكنيسة الأولى في الاعتراف بالقديسين قبل انقسامها في مجمع خلقيدونية عام( 451م).
كان لهذا القديس دور ريادي في مواجهة البدع، وإدارة الكنيسة بحكمة، وإرشاد الإمبراطور قسطنطين الكبير
في بداية عهده المسيحي.
ميلاده ونشأته :
ولد القديس سلِبطرُس ( كلمة معناها: خلاص أب) أو سلفستروس في روما
ونشأ يتيماً في ظل رعاية أمه جيوستا، التي حرصت على تربيته في الفضائل وتعليمه الفلسفة وقواعد الإيمان.
برزت مواهبه في سن مبكرة، مما أهله ليصبح شماساً ثم كاهناً على يد البابا مرشيالينوس.
وقد تولى الكرسي البابوي في 31 يناير 314م، أي في السنة كبطريرك في السنة الحادية عشرة من حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير.
وبدأ عامه الأول بمواجهة بدعة الدوسيتيين من خلال عقد المجامع
وإرجاع التائبين إلى الإيمان.
كما اهتم بمناقشة اليهود واليونانيين، واستطاع أن يرد الكثير منهم إلى المسيحية.
وارتبطت بعلاقة قوية بالإمبراطور قسطنطين حيث قام بتعميده. ولعب البابا سلفستروس
دوراً مهماً في توجيه الإمبراطور قسطنطين وتعليمه الإيمان المسيحي.
في عهده، أصدر الإمبراطور مرسوم ميلان الذي أعلن التسامح مع المسيحية.
كما شهدت هذه الفترة بناء الكنائس العظيمة في روما، مثل كنيسة القديس بطرس.
موقفه من مجمع نيقية على الرغم من عدم حضوره شخصياً بسبب تقدمه في السن
أرسل مندوبين عنه للمجمع المسكوني الأول في نيقية عام 325م، والذي واجه هرطقة آريوس
وأصدر قانون الإيمان النيقاوي.
وبعد أن أكمل خدمته للكرسي البابوي لمدة 11 عامًا، تنيح القديس سلفستروس بسلام في 7 طوبة 335م.
ودُفن في روما، ولا تزال سيرته مضيئة بمواقفه الحازمة وتعاليمه العميقة. بركة صلواته تكون معنا جميعاً.
آمين.
الخلاصة أن سيرة القديس سلفستروس تظل شاهداً حياً على قوة الإيمان ووحدة الكنيسة
في عصورها الأولى، حيث واجه البدع بثبات، وأرشد الملوك بحكمة، وقاد الكنيسة بحنكة.
إرثه الروحي وتعاليمه العميقة لا تزال تُلهم الأجيال، خاصةً في أوقات التحديات والصراعات.
لقد قدَّم مثالاً رائعاً للقائد الروحي الذي يكرس حياته لخدمة الله وشعبه، مسطراً صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة.
بركة صلواته تكون معنا جميعاً، ونسأل الله أن يمنحنا القوة للسير على خطى الإيمان والفضيلة.
آمين.