ماجد سوس
أعيش في كاليفورنيا من ٢٥ عاما نصفها عشته في الجنوب والنصف الآخر في الشمال وكنت كغيري أتصور أن الولايات المتحدة تملك بنية تحتية قوية جدا وانها تقوم تطويرها باستمرار وأن كاليفورنيا تعتبر من أعظم
ولايات أمريكا ولما لا وهي تملك أشهر شركات التكنولوجيا في العالم، حتى استمعت إلى الرئيس ترامب
من ثمانية أعوام حين قال أن كل رؤساء أمريكا يصرفون أموالها على دول العالم ويتناسوا البنية التحية
وقال انه يريد أن يهتم بالبنية التحتية وبالطرق والكباري، وقتها لم أفهم وتصورتها شعارات
تقال في أوقات الانتخابات للتقليل مما قام به الرؤساء الأخرين أو فرقعات ترمباوية.
حتى جاء يوم ٧ يناير من هذا العام واندلع حريق في عدة مدن في مقاطعة لوس انجلوس
حيث بدأ من مدينة باسيفيك باليساديس ثم مدينة إيتون بالقرب من مدينة بسادينا ثم مدينة كينيث
بالقرب من منطقة وودلاند هيلز
وهي التي قبض فيها على مشتبه كان يدور بدراجته النارية وهو يشعل النيران
مما يشير إلى احتمال أن يكون متعمدًا.
وقد ساهمت رياح سانتا آنا القوية، التي بلغت سرعتها 160 كيلومترًا في الساعة
في تأجيج النيران وانتشارها السريع.
تم نشر فرق إطفاء من مناطق متعددة، كما أعلن الرئيس جو بايدن أن الحكومة الفيدرالية
ستغطي تكاليف الاستجابة للكوارث لمدة 180 يومً.
هذا وقد أدت الحرائق إلى وفاة 12 شخصا على الأقل، أما الخسائر المادية فكانت خيالية
فقد دُمر أكثر من 10,000 مبنى، بما في ذلك منازل وبنية تحتية حيوية.
تُقدر المساحة المتضررة بأكثر من 34,000 فدان.
والتقدير المبدئي للخسائر الاقتصادية يتراوح بين 135 و150 مليار دولار.
هذا وقد قامت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية بإنشاء مراكز إيواء للمتضررين.
تم توفير هذه المراكز في المدارس والمرافق العامة لتقديم المأوى والمساعدات الأساسية للنازحين.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء دور إيواء مؤقتة للحيوانات الأليفة التي تركها أصحابها أثناء عمليات الإخلاء.
الطامة الكبرى، كما أسلفنا، في تهالك البنية التحتية وقِدَمها، وتجلى هذا في هذه الكارثة حيث أدى سوء
أنظمة المياه والكهرباء إلى صعوبة السيطرة على الحرائق، حيث استُنفدت خزانات المياه بسرعة
مما أعاق جهود الإطفاء.
فلم تتعلم السلطة المحلية مما حدث أيضا في لوس أنجلوس في عام 2019 وهو حريق “هيرست”
والذي كان جزءًا من حرائق اندلعت في منطقة سيلمار شمال غرب لوس أنجلوس، حيث أن الحريق
اشتعل حينها بسبب مشكلات في البنية التحتية الكهربائية، حيث أبلغت شركة الكهرباء “إديسون”
عن سقوط موصل كهربائي
في برج جهد عالي، مما يُعتقد أنه كان السبب في إشعال النيران.
بجانب الجفاف التي تشكو منها الولاية، فإنه حتى وإن هطلت أمطار غزيرة قفد أشارت إحدى الدراسات
إلى أن مئات الآلاف من سكان لوس أنجلوس معرضون لخطر الفيضانات المستقبلية بارتفاع يصل إلى قدم
نظرًا لتهالك البنية التحتية وعدم قدرتها على تحمل الأمطار الغزيرة أو الكوارث المرتبطة بتغير المناخ.
ما حدث في كاليفورنيا هو ناقوس خطر لكل دول العالم، مفاده أن البنية التحية وبناء الطرق
والمنافذ المرورية والكباري بجانب تدريب السكان على التصرف في حالات الطوارئ وحدوث الكوارث لهو
أمر أصبح أمنا قوميا غير قابل للتفاوض وعلى الكونجرس وكل برلمانات العالم الاستيقاظ قبل فوات الآوان.