خلاص كلها يومين والمسيحيين يخلصوا احتفالات الميلاد اللي دوشونا بيها بقالهم شهر وبكدا يكونوا أكلوا اللحمة ولبسوا الهدوم الجديدة وعملوا الشجرة بلمة العيلة وخرجوا وزاروا وهيصوا ..نفوق بقا ونرجع لمصالحنا وحياتنا العادية ونشوف اللي ورانا من انشغالات وهموم وأكل عيشنا
بس الحقيقة مش كدا خالص ولا المفهوم دا له أي أساس في واقع الإيمان المسيحي إطلاقا .. ببساطة شديدة الإيمان المسيحي يعترف أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد والمقام حيا من الأموات بقوة لاهوته
وليس نبيا يعد موته ضرورة طبيعية وحتمية كسائر الأنبياء وخلصت حكايته على كدا.. وأنه بالحق هو
كلمة الله الحية «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ،” (يو 6: 68)
لهذا هو الوحيد على الإطلاق اللي تعاليمه تخبر عن ملكوت السموات والحياة الأبدية
وماعدا ذلك يظل الموت مخيفا.. ومابعد الموت مجهول
وغامض وملئ بالهواجس .. * الحياة المسيحية هي حياة روحية في المقام الأول
” اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.” (يو 3: 6) ودا الفرق الشاسع
بين المسيحية وغيرها من حياوات أخرى على الأرض .. وهذا لا يعني اطلاقا الغاء الاحتياجات الجسدية
” لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” (مت 6: 33).
المسيحية اتحاد كامل مع المسيح يسوع الحي كل يوم وليست في الأعياد فقط
” فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ.(غل 2: 20) بمعنى هي أسلوب حياة ودعوة للقداسة
” كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».” (1 بط 1: 16).
المسيحية دعوة للفرح كل حين ” أقول لَكُمْ هَذَا لِيَكُونَ فِيكُمْ فَرَحِي، وَيَكُونَ فَرَحُكُمْ كاملا” ”
المسيحية حياة معاشة وشركة حقيقية يومية مع الرب يسوع
” هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.
” (رؤ 3: 20)..” إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». “.
لذا المسيحية بالحق هي حياة السماء على الأرض ودا اللي بيخلي الأعياد والقداسات اليومية
جميعها احتفالية ومختلفة ..فالأمر يحمل في جوهره عمق روحي مهيب وعظيم لهذا يقال في القداس
“اين هي قلوبكم ..! هي عند الرب ” علشان كدا الترانيم والتسابيح بكل اللغات واللي بترج الارض ليها رجفة
في القلوب ومهابة مخيفة تخطف القلب والروح للسما .. وكل سنة وكل إنسان على الأرض بلا استثناء
في ملء الفرح بالميلاد االيومي والخلاصي الفريد الذي هو من أجل الجميع
بالمناسبة نقترب ايضا من الاحتفال المهيب لعيد الظهور الإلهي .. وبعدين الحدث المهول ..القيامة الممجدة ..لاتكونوا إلا فرحا كل يوم