الأحد , ديسمبر 29 2024
الكنيسة القبطية
البابا غبريال السادس

مرور 550 عامًا على نياحة البابا غبريال السادس : مصر بين القيادة الروحية والتحديات المملوكية

  د. ماجد عزت إسرائيل

أوضاع مصر السياسية

خلال فترة البابا غبريال السادس(1466-1474م) ، كانت مصر تحت حكم دولة المماليك الشراكسة.

وقد تزامنت فترة حبريته مع تعاقب أربعة من السلاطين:

الظاهر سيف الدين خشقدم (1460-1467م) :

حكم مصر بعد سلسلة من الاضطرابات واستطاع تثبيت الأمن نسبيًا، إلا أن ولايته شهدت أزمات اقتصادية.

الظاهر سيف الدين بلباي المؤيدي (1467-1468م) :

تولى الحكم لفترة قصيرة جدًا، واتسمت فترة حكمه بالضعف الداخلي.

الظاهر تمر بغا الرومي (1468م) :

حكم أيضًا لفترة قصيرة جدًا، حيث استمر عهده بضعة شهور فقط.

الأشرف سيف الدين قايتباي (1468-1496م) :

يُعتبر من أعظم سلاطين المماليك، حيث عمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي

وشهدت مصر في عهده نهضة معمارية كبيرة.

الحالة الدينية

كان الوضع الديني في مصر معقدًا، حيث كانت الأغلبية المسلمة تحت الحكم المملوكي

ولكن كان هناك تعايش مع الأقليات الدينية، بما في ذلك الأقباط.

وعلى الرغم من الضغوط الاجتماعية والسياسية التي عانى منها الأقباط في بعض الفترات

إلا أن فترة البابا غبريال السادس تميزت بالهدوء النسبي وعدم وجود اضطهاد كبير.

وقداسة البابا غبريال السادس استغل هذا الاستقرار النسبي في تعمير الكنائس وتعليم الشعب

ما ساعد على تعزيز التراث القبطي والحفاظ على الهوية الدينية للأقباط.

الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية

عانت مصر من أزمات اقتصادية متكررة خلال هذه الفترة، نتيجة ضعف التجارة

بسبب التوترات الدولية والاضطرابات في طريق الحرير.

بالرغم من الأزمات، إلا أن القاهرة كانت لا تزال مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة الإسلامية والقبطية.

النهضة المعمارية والثقافية

شهدت فترة قايتباي نهضة معمارية، حيث أنشأ العديد من المساجد والمدارس.

ومن المرجح أن هذا التطور انعكس أيضًا على الكنائس القبطية، التي شهدت ترميمات وتوسعات خلال تلك الفترة.

ولعبت الكنيسة القبطية دورًا مهمًا في التعليم ونشر الثقافة الدينية بين الأقباط، وقد كان للبابا غبريال دور بارز في هذا الجانب.

أبرز الأحداث في الكنيسة القبطية

 استمرار تعمير الكنائس وصيانتها، مع تزايد النشاط التعليمي داخل الكنيسة، وأيضًا  استقرار نسبي

في العلاقة بين الكنيسة والسلطة الحاكمة.

الخلاصة:

كانت مصر في عصر البابا غبريال السادس تمر بمرحلة من التحولات السياسية والاقتصادية

مع استقرار نسبي على الصعيد الديني.

وقد استطاع البابا أن يستغل هذه الظروف لتعزيز دور الكنيسة القبطية وتوطيد علاقتها بالشعب

مما جعل فترة حبريته واحدة من الفترات الهادئة والمثمرة في تاريخ الكنيسة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

مُبادرة مُطران لوس أنجلوس الذهبيِّة

ماجد سوسلا يوجد ما هو أهم من أولادنا وخلاص نفوسهم وأرواحهم التي استأمنا الله عليها، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.