د. ماجد عزت إسرائيل
تحل علينا في التاسع عشر من كيهك 1191 ش/ 28 ديسمبر 2024 م الذكرى الـ550 لنياحة البابا القديس غبريال السادس، البطريرك الحادي والتسعين من بطاركة الكرازة المرقسية.
نشأته وترهبه
وُلِد البابا غبريال السادس في عام 1466 في قرية العرابة المدفونة، الواقعة غرب البلينا
بمحافظة سوهاج.
تُعرف هذه المنطقة بأهميتها التاريخية والدينية، حيث تضم معبد أبيدوس وكنيسة أثرية باسم الشهيدة دميانة
والأنبا مويسيس.
اختار البابا غبريال طريق الرهبنة منذ صغره، حيث ترهَّب في دير القديس الأنبا أنطونيوس.
بفضل تقواه وإخلاصه، ترقَّى في الدير حتى أصبح رئيسًا عليه، مما أكسبه سمعة طيبة داخل وخارج الدير.
سيامته بطريركًا
بعد نياحة البابا متاؤس الثاني، اجتمع الأساقفة والأراخنة لاختيار بطريرك جديد.
وقع اختيارهم على الأب غبريال لفضائله وإدارته الحكيمة، وتمت سيامته بطريركًا باسم البابا غبريال السادس.
استقر في القلاية البطريركية بكنيسة العذراء الأثرية بحارة زويلة، حيث قاد الكنيسة خلال فترة امتدت
ثماني سنوات وستة أشهر.
إنجازاته
تميّزت فترة رئاسة البابا غبريال السادس بالهدوء والسلام، مما أتاح له الفرصة
للتركيز على تعمير الكنائس وتعليم الشعب.
عُرف بحرصه على نشر الإيمان وتطوير البنية الكنسية دون أن تُعكر صفو خدمته أي اضطرابات.
نياحته المهيبة
بعد أن أكمل سعيه الصالح، تنيَّح البابا غبريال السادس بسلام في التاسع عشر من كيهك عام 1191 ش/ 1474 م.
أقيمت جنازته باحتفال شعبي مهيب بدأ من حارة زويلة وانتهى بدفنه في دير الخندق (منطقة الأنبا رويس)
حيث وُضع في مقبرة البطاركة أسفل كنيسة القديس الأنبا رويس.
الحكام المعاصرون:
عاصر المتنيح قداسة البابا غبريال السادس عددًا من الحكام البارزين في مصر
خلال فترة حكم المماليك: الظاهر سيف الدين خشقدم (1460-1467م)، الظاهر سيف الدين بلباي المؤيدي (1467-1468م)، الظاهر تمر بغا الرومي (1468-1468م)، الأشرف سيف الدين قايتباي (1468-1496م).
وأخيرًا في ذكرى نياحته الـ550، نستذكر إرث البابا غبريال السادس وخدمته المخلصة
التي ساهمت في تعزيز الكنيسة وتوطيد أواصر الإيمان.
سيبقى دوره رمزًا للسلام والعمل الدؤوب في تاريخ الكرازة المرقسية.