جمال رشدي
كنت قد كتبت احد المقالات عن نيافة المطران الجليل الدكتور الانبا بفنوتيوس مطران ايباراشية سمالوط ، وقد اطلع عليه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة المصرية، ، وأرسل لي رسالة مختصرة قال فيها
( حقا ما كتبته عن نيافة المطران الجليل المبارك الانبا بفنوتيوس ) وعلي ما اتذكر ان هذا المقال
قد تناول المعجزة التي حدثت في ايبارشية سمالوط والدرب والمسار المتفرد والاستثنائي الذي تم استخدامه
لأول مرة في الكنيسة المصرية لبناء الايبارشية وطريقة إدارتها والذي،اعتمد علي رؤية لشاب
راهب جاء من كواليس وجحور جبال الرهبنة لم يدرس علم الإدارة ولا التخطيط لكن جسد ذلك
وأصبح مرجع لذلك العلم فيما فعله في ايباراشيته
التي كانت خلف كواليس العدم والظلام، واصبحت الان مناره روحية وعملية تعتلي قباب كنائس العالم
فعندما جاء هذا الشاب في السبيعينات إلي مجتمع الصعيد وهو ابن الأسرة الاستقراطية الغنية
بالمال والمعرفة ، وهنا التناقض الطبقي ما بين إمكانيات الشاب ودائرة ايباراشية سمالوط المعرفية
والثقافية والاجتماعية، فلو جاءت أعظم المراكز البحثية وعلماء الدراسة والتحليل والتقييم
لكانت رؤيتهم لا تخرج عن أمرين الأول هو فشل الشاب الراهب واصطدامه العنيف
مع الواقع.. او استسلامه لهذا الواقع والمعايشة معه
وان يتحول شخصيا إلي مكون ثقافي واجتماعي من مكوناته كما حدث ويحدث مع الجميع تقريبا
لكن ارادة الشاب الراهب ورؤيته كانت تسبق ذلك الواقع بعشرات السنوات وسبقت
كل اطروحات علماء الإدارة والتخطيط بمئات السنوات
لقد صنع المعجزة التي لابد من تدوينها في كتب ومراجع لكي تكون عنوان لكيفية التحدي والإرادة
وهزيمة المشكلة وتحويلها الي درب ومسار للنجاح والارتقاء .
ابي المطران الذي اعتز به وافتخر بابويته دام وجودك ودمت متوهجا مشعا بالروح والعمل
ودام حصنك الابوي الحاني لأولادك
وللجميع وكل عام ونيافتك طيب … سنين عديدة وعمر مديد