كمال زاخر
الأحد 10 نوفمبر 2024
نصادف فى حياتنا انساناً له رؤيته وادواته التى تترجمها، اراد ان يكون نفسه، خارج الطابور الذى نصطف فيه، دينيا وانسانيا وممارسة، يصطدم بكل من لم يألف اختياراته… شأنه شأن كل انسان، انا وانت، ليس ملاكا
ولا شيطاناً، له حياته وتطلعاته ويسعى للتحقق، ينجح ويتعثر، يفرح ويحزن، ينتشى ويُحبط، يصيب ويخطئ.
وما الإنسان الا سلسلة من الخيارات.
ربما تكمن الأزمة فى القولبة، والصورة الذهنية التى تتشكل، قد تكون صحيحة فى مرحلة
وقد تكون غير ذلك ربما بفعل مدخلات كثيرة، وفى مجتمعات القحط المعرفى التى تعودت على ان توقف
شريط حياة المرء عند لقطة، قد لا تكون بالضرورة متسقة مع السياق العام له
وقد تكون مفعمة بانفعال لحظى انتجتها ضغوط ما، او هى رد فعل عفوى، فنراه غاضبا، ونحسبه غضوبا
وهو حليم، وقد نراه فيها كارهاً فيما هو محب للجميع حتى من يبغضوه، وهكذا… نتوقف عند اللقطة
العابرة ونضعها عنواناً لحياته…ويجيد البعض صناعة الصورة الذهنية لشخص ما بشكل بغيض
ويعملون على تصديرها لنا وترويجها واعتمادها، ربما استطاع ان يكون نفسه بلا اقنعة، فيما فشلوا فيه
ربما لأنه يؤرق مضاجعهم بصوته الصارخ بالحق فى بريتهم الفاسدة، او دفاعه عن الذين كسرت آلاتهم
الجهنمية عظامهم الواهنة، بحكم خضوعهم التراتبى لهم، او بفعل موقعهم المادى أو الطبقى أو الدينى
أو السياسى أو المجتمعى.
أو بما وقر فى ذهنهم من جبرية الخضوع والطاعة، والا فقدوا دنياهم وآخرتهم فى مجتمع فارقه الوعى
وغابت عنه الاستنارة … وكل غايته أن ينجح فى ان يأكل ويشرب، وكثيره يكمل عشاه نوماً
ثم… يموت.ثمة أزمة حدثنا عنها فى مذكراتهم كثيرون من هؤلاء الذين تعرضوا للتنكر من العامة
او حتى رفقاء الطريق
يعانونها فى مرحلة انحسار الأضواء، لأنهم لم ينتبهوا لحركة الزمن، وتعاقب الأجيال
وتغير شخوص المسرحية فى عرضها الذى لا يتوقف على خشبة مسرح الحياة، فلم يسلموا بها
غير قانعين بأنهم يخضعون لدورة الحياة، فيقتحمهم الأسى ويلفهم القنوط، وقد ينظرون بغضب
وندم لتاريخهم المنقضى وربما المنكور.
كن نفسك … لا تنظر خلفك بغضب … القادم خير