دعانا أحد الاصدقاء لحضور مسرحية تعرض في المسرح القومي (العريق – الجميل – المبهج ) وهي مسرحية مش روميو وجوليت من تأليف الفنان أمين حداد واخراج الاستاذ عصام السيد وبطولة الفنانة رانيا فريد شوقي والفنان علي الحجار والفنان ميدو عادل مع الفنان عزت زين وكتيبة من الشباب الواعد.
المسرحية استعراضية تحكي قصة خناقة في مدرسة “الوحدة” والخناقة كانت على علاقة مدرس مسيحي
(علي الحجار) ومدرسة مسلمة ( رانيا فريد شوقي )، في البداية صُدمت من موضوع المسرحية
وكنت متشوقة كيف سيعالج المؤلف هذه “العركة” فالعركة ليست في المسرحية فقط
ولكننا نراها حولنا وتسبب العديد من الكوارث، وطبعا مع محاولات المُدرس والمُدرسة اقناع
من حولهم ان ما يربطهما هي علاقة جيرة وأخوة ومحبة نقية ليس لها أي مطامع أخرى
ولكن هيهات أن يقتنع أحد فما بداخلهم من صورة مظلمة حول هذا النوع من العلاقات
وطبعا أدى هذا الى انقسام طلاب المدرسة ما بين مسلم بقيادة الفنان (ميدو عادل) ومسيحي
( الفنان مايكل سيدهم) ، ومع استمرار هذا الانقسام تفتق ذهن ناظر المدرسة (عزت زين)
الى ان يلجأ الى الدراما الى الفن الذي يوحد القلوب والاذهان واقترح ان يمثلوا مسرحية روميو وجوليت
مع معارضات المدرسين مسيحيين ومسلمين على هذه الفكرة الا ان الفن انتصر
وفي خلال بروفات المسرحية تقع طالبة مسيحية وطالب مسلم في الحب، وترتبك الطالبة
ما بين مشاعرها وما بين انه ما ينفعش، وهنا جاء المؤلف على لسان الفنان علي الحجار بحل بسيط خفيف
واقعي يدخل القلب والعقل ويقتنع به من يعرف ويقدر قيمة الحب فعلا، لن اقول الحل بالفعل
حتى تتحمسوا لمشاهدة هذا العرض الغني بالفن وبصوت الزمن الجميل الفنان
علي الحجار ورشاقة الفنانة رانيا فريد شوقي والتي كشفت عن موهبة مختلفة بمنتهى الخفة والرشاقة والجمال.
وفي الحقيقة وانا اشاهد هذا العرض استرجعت كل الكوارث التي حدثت بسبب هذه العلاقات
سواء كانت جيرة واخوة ومحبة بريئة ام علاقات اتخذت اتجاه اخر كالزواج، أمين حداد ابرع في ان يصف
من ينفخون في النار وهنا ابرز نموذج مسيحي ونموذج مسلم وصفهم كالاشباح التي تنفخ في النار
لتشعل المُدن والقرى وتحرق الاخضر واليابس، لم يبرر العلاقات ولم يعطها تصريح وفتوى
ولكنه وضعها في مكانها الصحيح سواء بين المُدرس والمُدرسة او الطالب والطالبة، وتخيلت لو كان هناك
صوت عاقل في هذا الامر يضع الأمور في نصابها الصحيح، لو كان هناك دائرة امان تلجأ لها الفتاة
وتعبر عن مشاعرها بكل حرية بلا خوف لتسمع صوت العقل والاهتمام اعتقد كانت اغلب المشاكل
من هذا النوع قد اختفت ولم نسمع بها اصلا.
تحية لصناع العرض الجميل المبهج وتحية لصوت الزمن الجميل الذي جعلني ارجع بالذاكرة
واسمع له اغاني اثرت في تراثنا كتتر مسلسل الايام الذي ورد الى ذهني وانا ارى هذا الفنان
يؤدي استعراضات وهو يحافظ على قيمته وقامته الفنية الكبيرة.
تحية الى المسرح القومي والقائمين عليه لاختيارهم مسرحيات هادفة جميلة
لا تخجل الاسرة ان تأخذ اطفالها معها وفي انتظار المزيد من العروض الرائعة.