كمال زاخر
السبت ٢ نوفمبر ٢٠٢٤
سألت نفسى من نحن؟!، فإذا بسطورى تترجم ما رصدته سنى عمر اخترقت الكهولة والشيخوخة، ووعت كلمات سليمان الحكيم “قبض الريح”.
فإذ بها، بعيداً عن التشاؤم والتفاؤل، تقرير حالة عن انسان عالمنا الشرقى الذى يولد ويعيش محاصرا بقيود
تحدد له مساراته فى البيت باختلاف موقعه فيه وفى المجتمع بتعدد ادواره ومسئولياته، محاذير مصنوعة
ينتبه لها عندما يشب عن الطوق، ليست كلها منطقية، كثيرها تفرضها القوة والنفوذ وقانون الحاجة
النفسية والاسرية والمجتمعية، وتكتسب بطشها بالأكثر فى مجتمعات القطعان التى يغيب فيها الوعى
والتعليم والثقافة بمفهومها الشامل.مجتمعات تقفز فيها الأنا لتتسيد المشهد الذاتى والعام، فى الأولى
ترفض الأخر؛ افكاراً وآراء وشخوص، وفى الثانية ترفض التنوع والتعدد والحوار الراقى
وفى كلاهما يكون الاستبداد عنوان حياة، والكراهية خبز اليوم وكل يوم
وتصير الكلمات ادوات قتل بعقل بارد، لكنه منتشى.
ومن يرقب المشهد من بعيد يختلط عنده البكاء بالضحك وقد تحول الى لوحة تقترب من لوحات اللامعنى؛ ارض فضاء شاسعة
بلا انهار تحتشد بالسواقى
التى تدور فى اللاشئ، يلف بها كائنات بلا عيون، وبلا توقف، ويبقى الظمأ سيد المشهد
رغم ذلك فالكل يزعم الرواء والشبع، وهم يتضورون جوعاً، فعالمهم، دائرته لا تبرح وقع اقدامهم
حدوده ترسمها القائمة الخشبية للساقية والممتدة منها لكواهلهم، لم يخبرهم احد عن عوالم المبصرين
حولهم، وان سمعوا عنها يحسبونها اساطير صنعها الشيطان.
وربما يشفقون عليها لأنها لم تختبر عالمهم المتفرد!!.
كان سؤالى لنفسى الغارقة فى هذا العالم … من نحن؟
قالت … البؤساء.