الثلاثاء ٢٩ اكتوبر 2024
يعاتبنى كثير من الأصدقاء على صمتى تجاه من يعارضنى فيما اكتب، ممن يتجاوزون قواعد الاختلاف، ويحتشد قاموسهم بمفردات الإساءة والخروج عن الأخلاق السوية، ومنهم من يتقوت على هذا، فى المواقع التى تجندهم لهذا، فى سعيهم الحثيث لكسر قلمى.
ثم يزعمون أنهم حراس الفضيلة.
استعرضت قائمة المهاجمين، واعترف اننى كثيراً ما أمر على اطروحاتهم بغير توقف، ربما لضيق وقتى ولضيق افقهم فى آن، وهم ليسوا كتلة متجانسة.
فمنهم من هالهم الاقتراب من نماذج يعدّونها مثُلهم العليا، والتى لا يأتيها الباطل من أى صوب
وقد تشكلت صورهم الذهنية عندهم عبر آليات صناعة النجم، فى عصر ابهار الصورة
باستخدام تقنيات ومرشحات تنقيتها. ومنهم من تتماهى عنده الشخوص ومواقعهم، بفعل ما ترسخ عبر الحاح متواتر عن قداسة المواقع فى ادبياتهم الرسمية.
ومنهم من يذكّرنى بواحدة من نوادر جحا، تلك الشخصية التى تقدم لنا تفسيراً للغرائب التى تصادفنا، أو ترسل رسائل ناعمة لذوى البطش من السلطويين.
يُحكَى أن جحا ارهقته حشود الأطفال الذين يلاحقونه اينما ذهب، فأشار لهم على بيت فخيم بأن به وليمة
على غير الحقيقة، فهرع الأطفال الى تلك البناية طمعاً فى ان ينالوا نصيباً من الوليمة، الغريب ان جحا
لحقهم سعيا لنصيب فى الوليمة.
يزعمون ويصدقون زعمهم ويسُوقون اطفالهم الذين يثقون فيهم.!!!.
ومنهم من يعيشون ازمنة الذمية وأزمتها، ويخشون شماتة الغير، ويعتبرون كشف واقعهم واختلالاته
المصنوعة أمر يجرح صورتهم الطوباوية، فيهرعون لتكميم الأفواه واغلاق منافذ التنوير، فقد ألفوا الظلمة
ورضوا بكف ابصارهم، وقد تزيفت عليهم وقائع حياتهم.اللافت فى كل هذه التنويعات أن احداً لا يضع
نقاطه الغاضبة فوق حروفى المغضوب عليها، فيناقشها ويفندها ويدحضها، بل يحتشدون صارخين اصلبه اصلبه
ولا أملك إلا ان اتذكر ما قال رب المجد
«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» واردد مع استفانوس «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ».
واتمتع بصلوات الكنيسة وتضرعاتها “الشكوك وفاعلوها أبطلهم ولينقضي إفتراق فساد البدع
أعداء كنيستك المقدسة يا رب مثل كل زمان والآن حل تعاظمهم عرفهم ضعفهم سريعًا أبطل حسدهم
وسعايتهم وجنونهم
وشرهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا يا رب، بدد مشورتهم يا الله الذي بدد مشورة أخيتوفل”
(من أوشية الاجتماعات بالقداس الإلهى)
أيها الرب
إله القوات
ارجع واطلع من السماء
انظر وتعهد هذه الكرمة
اصلحها وثبتها هذه التي غرستها يمينك.
وستظل قافلتى تسير.