مش مشكلتي أن تلميذة ابتدائي جاوبت بتلقائية عن سؤال “من رب السماء ” وفقا لقناعتها الدينية اللي اتعلمتها ونشأت عليها ومتأكدة من صحة إجابتها ..بالظبط زي أي تلميذ آخر متأكد برضه من رب السماء وفقا لمعتقده ..
لكن وقاحة هذه الجريمة الأخلاقية في :
كيف لسؤال مثل هذا يوضع في امتحان مادة اللغة العربية ..هل باعتبار أن مادة العربي امتداد تلقائي
وحتمي وقسري لمادة التربية الدينية ؟ !
كيف للمدرس واضع هذا السؤال العنصري يصل بيه الحال من التعصب والنطاعة ليضع هذا السؤال
ويمر أيضا على إدارة المدرسة وهم على وعي تام أن بالمدرسة تلاميذ متنوعين أو مختلفين في العقائد
أم هي موافقة ضمنية على ترسيخ التعصب بين تلاميذ المدرسة.
من المسؤول عن التدهور القيمي والأخلاقي لمثل هذا المعلم ومن على شاكلته
وكيف وهم بهذا المستوى الثقافي والفكري يؤتمنون على تنشئة الأجيال الصغيرة ؟!
سؤال للمصحح.. على أي أساس حضرتك اعطيت هذا الصفر الفاضح ..؟! هل وفقا لقناعتك وحدك ..؟!
فأنت هكذا عنصري وارهابي وتؤسس لقواعد الكراهية والعنف والرفض بين التلاميذ
وتبني حاجز مخيف من العدوانية بينك شخصيا مع كل تلميذ مختلف عن معتقدك
لنتخيل لو كان الاجابات على السؤال تشمل أيضا إجابة لتلميذ ملحد ..؟!
فإن كنت وأنت المعلم واثق ومتعصب لمعتقدك فلا تفرض تعصبك هذا على الآخرين فهم أيضا
يعرفون باليقين من هو رب السماء وفقا لمعتقدهم ..
يا سادة قولوا حقا .. المواطنة ماهي إلا شعار متداول على منابر بعض القضائيات والندوات والمقالات و…
أما أغلب منابر التعليم فهى بكل الأسف مأوى جيد لتنشئة عقول عنصرية إرهابية
مؤقتة لحين يكبر الصغار ويجعلوها معلنة لنكون المصدر الرئيسي لتهديد الأمان في البلاد ..
فلا تتوقعوا مستقبل أفضل خارج حدود سؤال في امتحان لأطفال “من رب السماء ؟!
هل يستفيق أحدهم لمواجهة خطر مخيف هبط واستشرى ؟