الإثنين , أكتوبر 28 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

دعني أتكافل معك

ماجد سوس

ما أصعب هذه الأيام وما أقساها، حين يعتصر القلب ويدمي، حين يرى الأب أو الأم أولادهما في احتياج لمأوى، ملبس، مأكل، دراسة، وخلافه، وهما عاجزي اليدين لا حيلة لهما ولا وسيلة شريفة يسددان بها تلك الاحتياجات. ظروف اقتصادية سيئة للغاية، لم نرها ولم نسمع عنها من قبل.

كسرت قلوب الناس قبل ظهورهم. يتزامن مع هذا المشهد، مشهد آخر، يتصارع فيه السياسيون

وأتباع الأديان وجمهور من الفريقين على صفحات الجرائد والميديا ووسائل التواصل الاجتماعي

على من هي الجماعة الأفضل، في مشهد أليم، مؤسف.

فما عليك إلا أن تضغط على زر حاسوبك أو هاتفك حتى ترى وتسمع التناحر والتشاحن والشللية.

أمور باتت لا تفرق بين رئيس ومرؤوس، راعي ورعية.

جاهل ومتعلم. ضجيج غطى سماء كوكبنا في ذات الوقت الذي ينام فيه ملايين البشر بلا مأوى، بلا عشاء.

لم أجئ إليكم اليوم لألقي باللوم على هذا أو ذاك، جئت أدعو للتحرك العملي نحو تكافل اجتماعي

يبدأ من الشعوب دون انتظار الحكومات.

هكذا رأيت في المهجر وأعجبتني الفكرة.

جمعيات ودور عبادة تقدم طعام اسبوعي مجاني وأخرى تقدم خضروات طازجة وما لفت نظري أن الذي

يقدم هذه الخدمة الإنسانية الرائعة هم متطوعون من كبار السن الذين يشعرون بالسعادة أنهم يقوم بها.

الأمر الآخر ان هذه الخدمة تقدم لكل من يطلب دون أن توجه للطالب أية أسئلة كاسمه

أو وظيفته أو ديانته او حتى ظروفه الاجتماعية.

تقدم فقط بمحبة وابتسامة.

انتشرت هنا أيضا محلات للأجهزة والأثاث والملابس المستعملة مقدمة بأسعار زهيدة جدا.

ولا يخجل إنسان للشراء منها.

وهي دعوة لكل ما يوجد في بيته أشياء أو ملابس غير مستخدمة عليك أن تقوم بتنظيفها جيدا

ثم اعطاءها مجانا لهذا المكان.

قدم كل الأشياء حتى التي تبدو لك أنها بسيطة.

المدرسة، المسجد، الكنيسة والإعلام، عليكم دور كبير

لتغيير المفاهيم المترسخة في المجتمع بأنه ليس عيبا على الإطلاق حتى وإن كانت ظروفك المادية

جيدة أن تستعمل أشياء مستعملة او ان تقبل من جارك او قريبك أشياء لا يحتاج إليها.

عندما يزورك قريب او صديق وانت تشعر أنه في حاجه إلى شيء وانت لا تستعمله قدمه له.

وفي ذات الأهمية، يجب أن يتعلم الطلاب المحافظة على كتبهم ومذكّراتهم

وكتبهم الخارجية وتقديمها لغيرهم وأدوات المكتب الزائدة عن حاجتهم.

هو أمر أيضا موجودا في كل الدول المتقدمة وليس له علاقة بالأحوال الاقتصادية.

كما أني أقترح على المثقفين الذين لديهم وقت ورغبة وموهبة بأن يقتنوا الكتب الخاصة بالثانوية العامة

ويدرسوها جيدا، ويقدمون دروساً مجانية للطلبة في اللغات والرياضيات والعلوم، الأمر الذي سيرفع العبء

الكثير من على كاهل الأباء والأمهات، حيث المصاريف الباهظة التي تصرف على الدروس الخصوصية

والتي لم يعد من السهل احتمالها في هذه الأيام.

عزيزي، لقد ملأنا الدنيا ضجيجا وصخبا، ملأنها خصاما ومشاحنات، ملأنها صراعا وخلافات، ألم يحن الوقت لنملأها بالحب وبالخيرات.

شاهد أيضاً

الهدم يبدأ من التعليم ..الجريمة الوقحة

مش مشكلتي أن تلميذة ابتدائي جاوبت بتلقائية عن سؤال “من رب السماء ” وفقا لقناعتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.