الجمعة , نوفمبر 22 2024
إيناس المغربى

﴿ الأمل .. هو نافذة السعادة ﴾

للكاتبة : إيناس المغربي

* في هذه الأونة الأخيرة سادت الأخبار المحزنة الأليمة، والإشعارات المقبضة الكئيبة التي تقض مضجعك وتكتم فرحك وتزيل بشاشة يومك ..!!

* يبدأ الصباح ببوستات “إنا لله وإنا إليه راجعون ” ثم تليه “حوادث الطرقات، وانتهاكات الأعراض

ومواقع الشذوذ والإغتصابات، ولا مانع من زركشة المواضيع ببعض التنبؤات من العرافين

والعرافات عن من سيموت ومن سيختفي، و من مات من الناس وهو لا يزال حيا على قيد الحياة

ثم الكلام الذي لا ينتهي عن الغلاء والوباء وسوء الأحوال الاقتصادية وما يضمره لنا الغد من فواجع

لا نقدر على حملها ولا احتمالها من العوذ والفقر والمرض والفقد وهكذا..!!

* كل هذه الأخبار المقبضة تعمل على ضيق الصدر وانقباض القلب ومنع استجلاب الرزق وتيسير الأمر ..

* لماذا نبدأ صباحنا ويومنا بأخبار مزعجة خانقة بدلا من أن نستهلها بالتفاؤل والبشر ؟!!

ألم يقل رسولنا الكريم عليه صلوات ربي وأتم التسليم تفاءلوا ولا تشاءموا ؟!!

* هل أوجب علينا ديننا أن نبث الخوف والرعب، والضيق والذعر في قلوب الناس، أو أن نتنبأ

بما سطر في ضمير الغيب وبما هو مخبوء أو آت ؟!!

* ألم ندرك يقينا أن الأمر كله موكل إلى الله ومن الله، وأن يوقن صاحب كل معتقد صحيح أن

“الخوف والفقد والجوع ونقص الثمرات ” هي جنود مجندة من قِبل الله سبحانه وهي ملك يمينه.. وطوع بنانه يسلطها على عباده كيفما يشاء لقوله سبحانه:

“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ”

* لماذا الاضطراب إذاً و قد ذكر مفهوم الأيات في كتاب الله إنها جنوده المجندة وهو القادر وحده عليها، فسنة الابتلاء و الاختبار ماضية في الناس لا يسلم منها احد ..

* نحن فقط من نريد أن نروج الأحداث ترويجا سيئا ونضعها في صورة أكبر من حجمها، فنعظم الأمر

ونوسع دائرة الأخبار و الأحداث ثم نطلقها في فضاء رحب يسمح لها بالانتشار ، وعليه يعول أفتضاح الأمر

وهتك ما ستره الله علينا؛ فمثلا إذا وقعت جريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة سارع الكثير لنشرها على الفور

في جميع وسائل التواصل الأجتماعي فيصبح الأمر معروضا على الملأ بل ومفصلاً تفصيلا تاما بتمثيل الجريمة كاملة على مسرح الأحداث نوضح فيها ما استغلق على الأفهام ومالم يستغلق حتى لنفتح أذهان من غفلوا

عن كيفية تدبير الجريمة ليرتكبوها حقا؛ ثم نعلن عن مرتكبيها وأبطالها وتفضح الأسر على مرأى

ومسمع من الناس حتى إنهم لا يستطيعون مواجهة الحياة الطبيعية كغيرهم فيعيشون

منبوذين يلحقهم الشين والعار .. !!

* ثم نتكلم عن عقوق الوالدين وجحود الأبناء، ونسينا أننا من بدأنا بوضع البذرة العطبة العفنة وتركناها تنمو وتتفرع وتتعمق بتركنا توجيه الأبناء لكيفية البر الحق وحقوق الأباء عليهم، كذكر ما ورد في القرأن والسنة ومواقف الصحابة والأئمة تجاه الوالدين بل تركناهم لمشاهدة مسرحيات هابطة وأفلام تافهة تأتي

في صورة كوميديا لتضحكنا يوماّ ثم تبكينا دهرأ فتتحول كوميديا الأمس مأساة لتصبح تراجيديا الحياة

التي نعيشها اليوم ..!!

* أين واجب الراعي تجاه الرعية ..؟!! أين المعلم وهيبته التي مُحقت إلا مِن منْ رحم ربي..؟!! .. أين الأم والمدرسة التي هي أصل المنشأ والمنبع لتترك أبناءها لمشاهدة كل ما هو مبتذل وساقط في التلفاز

والهواتف الإلكترونية دون توعية عن الحلال والحرام والثواب والعقاب .. ثم نقول: مالذي حدث لأخلاق

الشباب فأصابهم الإنحلال والفسوق والفجور وخيبة الأمل ؟!!

* نُعلم أبناءنا الطمع والجشع بتلبية مطالبهم كاملة حتى إذا ما لبي مطلوب واحد لهم انقلبوا كاشرين

عاقين أصابهم الجحود والكنود تاركين المكان ومن فيه حتى يحصل الواحد منهم على مراده

ونسي في لحظة ما الذي واجهته الأسرة من متاعب ومشاق وصعوبات حتى يصبح فردا نافعا..!!

* أين نحن من الإنفتاح الخارجي الذي اقتحم وغزا بلادنا سلوكا، وأخلاقا وألفاظا، فهل من التحضر أن نغير

أخلاقنا وعاداتنا الشرقية و نحول بعض لغتنا العربية إلى إنجليزية لنكون أكثر تحضرا و رقياً ؟!!

بغض النظر عن النواحي الدينية وإن كانت هي الأهم والأعم والأشمل، ولكن لنجعلها مسألة أخلاقية تربى

عليها مجتمعنا على مختلف أديانه .. كيف للأب والأم أن يسمحوا لأبنائهم لبس المرقعة من الثياب، والمقطع

من السراويل، وأن يسمحوا لبناتهن أن يظهرن أجزاء من أجسادهن لتصبحن شبه عاريات

والتي تعمل بدورها على إغراء الشباب

وتوقعهم في شراك الانحرافات والاغتصابات، وبعد ذلك نسأل أنفسنا بعد أن نعض على الأنامل

ونبكي بكاء من لا حولا له ولا قوة، ونقول لماذا وكيف حدث ذلك يارب ..؟!!

لابد أن نفيق ونصحو حتى نسيطر ونمسك بزمام الأمور قبل أن يقع المحظور، فتمحق الأخلاق، ويهدم الدين، ويضطرب المجتمع بأسره ونصبح على ذلك من النادمين الخاسرين في الدنيا والأخرة ..!!

* لابد أن نُفطًِن أبناءنا ومن حولنا أن ليس كل دخيل علينا نقلده تقليدا أعمى ونعمل به دون التمحيص

والتدقيق فيما يرضي ربنا ويناسب مجتمعاتنا وعاداتنا، وما علينا منه إلا الأخذ بالإيجابيات في جميع المناحي

العلمية والعملية وتطوراتها، والبعد عن سلبياته مع الاحتفاظ بقيمنا ومبادئنا التي تربينا عليها من الاحترام

والتقدير والخلق والدين، وعدم التعدي على حقوق الأخرين، وأن نحفظ كيان الفرد و المجتمع حتي يستقيم ..

* كل هذه السلبيات السابقة هي من تجعل يومك عكرا مقبضاً كئيبا، فعليك بالرضى والإذعان لكل قضاء الله خيره وشره مع حسن الظن فيه، والتفاؤل دائما بإن تنظر للحياة بجانب مشرق وسعيد، وأن تقنع نفسك أنك تملك

أسباب السعادة، وتكسر اليأس بكلمات التفاؤل والفرح، وكلما داهمك اليأس دع الأمل يشرق في قلبك

فما وقعت قدماك في حفرة مرة وأخرى إلا و ستخرج منها أقوى من ذي قبل .. فالتفاؤل يمنحك هدوء الأعصاب وراحة البال وسلامة البدن .. !!

* لونوا حياتكم بألوان الأمل المشرق المبتهج فالحياة لوحة جميلة ولكنها تنتظر الألوان كي تكون أكثر جمالا ..!!

* لذلك يجب علينا ألا نبدأ صباحنا إلا بما هو جميل، كي نشتم من بستان البشريات

عطر الريحان وعبق والياسمين ..!!

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».. ¡!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.