أمل فرج
ضرب أطباء مستشفى أبو تيج النموذجي باسيوط، مثلا و نموذجا حيا لمعنى أن الطب رسالة إنسانية، بعد سرعة تدخلهم، و اتخاذهم قرارا بإجراء جراحة ولادة قيصرية لسيدة في العقد الرابع من عمرها
توفيت في حادث سير ووصلت للمستشفى جثة هامدة، وهي حامل في شهرها التاسع.
و ذلك دون الاعتناء بالإجراءات المتبعة؛ في سبيل إنقاذ مولودها بعد اكتشافهم
بأنه على قيد الحياة و كان لابد من سرعة التخل؛ حيث إن كل دقيقة تمر تعرضه للموت
إذ أنه كان قد توقف وصول الأوكسجين له، بوفاة الأم، فكان قرارهم بإجراء الجراحة
لإنقاذ المولود وسارع الأطباء والتمريض بإجراء الولادة القيصرية.
و خرج المولود و قلبه متوقفا، و قام الأطباء بعمل الإنعاش القلبي والرئوي للمولود لدقائق
حتى عادت له الحياة.
وحول هذه الواقعة قال الدكتور هشام الشريف ،مدير مستشفى أبوتيج النموذجي واستشاري النساء والتوليد:
“ أثناء مباشرة مهام عملي بمكتبي اتصل به قسم استقبال الطوارئ،
أفادوه بقدوم مصابين في حادث وسيدة متوفية، وهي حامل في شهرها التاسع
وفي حالة وضع أسرعت على الفور بالنزول إلى قسم استقبال الطوارئ
وكان وقتها الدكتور سامح ارميا ،أخصائي النساء والتوليد، وقع الكشف الطبي عليها باستخدام السونار
ووجد أن الجنين به نبض على قيد الحياة واتخذنا قرارنا سريعا بدخولها عمليات لإنقاذ الجنين
وقمنا بإدخالها غرفة العمليات الصغرى، والتي كانت اقرب إلينا بالاستقبال
حيث كنا نسابق الزمن؛ لإنقاذ حياة الجنين بحضور أطباء الجراحة والأطفال وطاقم التمريض.
وأضاف الشريف: وقمنا بإجراء جراحة قيصرية للسيدة المتوفية وأخرجنا المولود
واستغرقنا في العملية وقت لا يتعدى الدقيقتين لأن عامل السرعة كان مهما للغاية
وبعد خرج المولود بدأنا عمل الإنعاش الصناعي له؛ حيث كان القلب في حالة توقف تام
بسبب نقص الأكسجين، بسبب وفاة الأم في الحادث، ونجح أطباء الأطفال والعناية المركزة
في إنعاش قلب المولود حتى بدأ الطفل في الحركة
وتم تركيب أنبوبة أكسجين تنفس صناعي له ونقله إلى الحضانة.
و ذكر مدير مستشفى أبوتيج النموذجي أن هذه الحالة نادرة أن نتمكن من إنقاذ مولود
من رحم والدته، بعد وفاتها؛ خاصة و أنه كان غريقا؛ بسبب عدم وصول أكسجين له
بعد وفاة الأم والذي كان يعرضه كل لحظة للموت ولكن عناية الله وسرعة التعامل مع الحالة ساعد في إنقاذه.
كما ذكر الدكتور ياسر شكري نائب مدير مستشفى أبوتيج النموذجي أن استخراج طفل على قيد الحياة
من أم متوفيه من الحالات النادرة، خاصة وإنهاء توفيت في حادث، فكان عامل الوقت يفرق كثيرا
لأن بعد توقف قلب الأم يتوقف الأكسجين عن الجنين، ولكن ساعدت سرعة اتخاذ القرار
بعد عناية الله في إنقاذ المولود، فضلا عن أن يقظة الطاقم الطبي بالمستشفى
فور وصول الحالة كان له دو رئيسي، والإخطار بها؛ حيث كان أطباء النساء والتوليد والأطفال
والجراحة والعناية المركزة والتمريض على رأس الحالة، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في إنقاذ المولود .
و على جانب أخر قال الدكتور ياسر هلال ،مدير طوارئ مستشفى أبوتيج النموذجي
فور وصول الحالة إلى قسم الطوارئ وبفحصها تبين أنهاء حامل في الشهر التاسع
وكانت متوجهة إلى إحدى العيادات الخاصة للولادة.
قمنا بإخطار الدكتور سامح ارميا ،أخصائي النساء والتوليد، بالمستشفى
وحضر سريعا إلى قسم الطوارئ وبفحصها بجهاز السونار تبين أن الجنين به نبض
وعلى قيد الحياة، و الذي قام بإبلاغ الدكتور هشام الشريف ،مدير المستشفى
واستشاري النساء والتوليد والذي على الفور اتخذ قرار بإجراء جراحة قيصرية للسيدة
لاستخراج المولود وإنقاذه .
وقال الدكتور سامح ارميا أخصائي النساء والتوليد بالمستشفى أنا كنت في قسم النساء والتوليد:
” كنت أتابع الحالات الموجودة بالقسم وتم استدعائي من قسم استقبال الطوارئ
فور وصول السيدة المتوفية وهي حامل في الشهر التاسع، توجهت مسرعا إلى قسم الطوارئ
وقمت بالكشف الطبي عليها بجهاز السونار وتبين أن الجني به نبض
وعليه قمنا بالاتصال بالدكتور هشام ،مدير المستشفى، والذي حضر وكان القرار الحاسم
من مدير المستشفى بإجراء ولادة قيصرية لها لإنقاذ المولود وفي خلال ثواني تم نقلها
إلى غرفة العمليات الصغرى وإجراء العملية القيصرية، واستخراج المولود وكان قلبه متوقفا تماما
وتم عمل إنعاش للقلب لدقائق حتى نجحنا في إعادة عمل قلب المولود وتم نقله إلى الحضانة لاستكمال علاجه .
جدير بالذكر أن الدكتورة منال شارف ،نائب مدير مستشفى أبوتيج النموذجي
قالت إنه بعد النجاح في إنقاذ الطفل، و بدأ القلب يعود للعمل، تم نقله إلى وحدة الأطفال المبتسرين
وتم نقله على أجهزة التنفس الصناعي، وحالته مستقرة ولكن بسبب نقص الأكسجين
أثناء تواجده برحم والدته وهي متوفية؛ تسبب ذلك في التأثير على خلايا المخ للمولود
وحاليا يخضع تحت الإشراف في العناية لاستكماله العلاج .