السبت , أكتوبر 5 2024
عبدالواحد محمد روائي عربي

الأدب السومري والسمك المسكوفي أيقونة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي

الحضارة المصرية القديمة زاد كل تاريخ الحضارة المصرية القديمة شقيقة الحضارة السومرية القديمة بكل ملامحمهما الإنسانية والثقافية والإبداعية السومرية كما ذكر الباحثين أولى الحضارات البشرية التي اكتشفت فيها الكتابة تمركزت في بلاد الرافدين جنوب العراق.

يمتد عمر هذه الحضارة لآلاف السنين.

لاريب للأدب السومري والسمك المسكوفي معا نكهة لا تقاوم لكل عشاق الثقافة الإنسانية

في عالمنا الممتد بلا حدود مع الآخر فالحب شعر وقصيدة والبيت غذاء وعادات وتقاليد والبيت العراقي

منذ قديم الأزمان سومري الرائحة والعطر والغناء والشهامة ومسكوف السمك الذي لا يقاوم شهيته

منذ أن تجلس في صحبة

أهل الديار والكرم أهل العراق الذين يكتبون أروع قصائد الشعر والسفر والغزل

والإبداع من التاريخ إلي التاريخ فالسمك المسكوفي أيقونة وطن !!

لاريب كان للسومريين السبق في معرفة علوم الطب والطبيعة وسن القوانين الإنسانية الحاكمة

واختراع الكتابة بثلاث مراحل فضلاً عن معرفة الزراعة وتدجين الحيوانات وبناء الأسر وتنمية الإنسان.

كما ردد العراقيون مثلاً شعبياً عند الأزمات والكوارث يقول إن “لا أحد يموت من الجوع”

وهي حكمة سومرية رددها الأجداد بسبب عيشهم حول الأنهار وجوار الأهوار والبحيرات

وعيون الماء داخل المدن وحول القرى والشعاب فيحتاج العراقي فقط إلى شبكة صيد صغيرة أو “فاله”

وهي عصا من قصب البردي

تحمل في رأسها قطعة حديدية مدببة، يصطاد بها السمك كي يشويه من دون عناء

وقد توصلت بعثة أثرية إيطالية تنقب في منطقة بالقرب من أور السومرية منذ ثمانية أعوام إلى اكتشاف

أقدم طبق “سمك مسكوف” في التاريخ بموقع يدعى “تل أبو طبيرة” وهو اسم محلي لموقع أثري مهم، حيث أعلن

عن الكشف رئيس البعثة العالم فرانكو دي أوغستينو من جامعة روما، بعد أن أمضى تسع سنوات

في الموقع قال العالم الإيطالي “فوجئنا بالعثور على طبق طعام يحتوي على عظام سمك معد بطريقة السمك المسكوف المشهور في العراق حالياً إذ يبدو من التحليل وآثار الحرق على بقايا العظام أن السمكة شقت

من الظهر وطبخت شوياً تماماً كما تشوى حالياً وهي المرة الأولى التي يكتشف فيها طبق سمك بهذا الشكل

مما يؤكد أن كثيراً من عادات الطبخ ونمط الحياة والمعيشة متوارثة لدى العراقيين الحاليين عبر آلاف السنين”

والعراقيون هم الوحيدون الذين تفردوا بشق السمك من الظهر وليس البطن

مثلما درجت عليه الشعوب الأخرى، ليسجل هذا الاكتشاف للبعثة الإيطالية أنها طريقة متوارثة

من السومريين أقدم شعوب الأرض الذين عاشوا في الأهوار وعند حواف المياه ولاريب الأدب السومري

يعد أقدم الآداب في العالم.

أخترع السومريين أول نظام للكتابة، وقد بدؤوها بالتصوير المسمارية، التي تطورت إلى نظام كتابة مقطعي.

ظلت اللغة السومرية لغة رسمية وأدبية في الإمبراطورية الأكدية والبابلية حتى حينما أختفت اللغة عن

ألسن ناطقيها وكانت القراءة والكتابة منتشرة والنصوص السومرية التي قام بنسخها الطلاب

كانت متأثرة جدا بالأدب البابلي القديم لم يأت الأدب السومري إلينا بشكل مباشر بل تم اكتشافه

من خلال التنقيب الأثري

ومع ذلك فإن الأكديون والبابليون أقترضوا الكثير من التراث الأدبي السومري ونشروا

تلك التقاليد في الشرق الأوسط، مؤثرة على جميع الآداب التي تلت الأدب السومري

في المنطقة، ومنها الكتاب المقدس !! تاريخه!!

وتعتبر اللغة السومرية فريدة في نوعها لأنّها لا تنتمي إلى أي جذر لغوّي معروف.

وهي مع اللغة المصرية القديمة ( الحضارة المصرية التي مازالت تلهم العالم حياة !!

تعد أقدم لغة مكتوبة بدأ ظهورها برموز للأشياء الدّالّة عليها،

ثم تحوّلت مع الزمن إلى الخط المسماري وشاعت خلال الألفية الثالثة ق.م.

كلّها في بلاد ما بين النهرين ولكنّها ما عتّمت ان تأثّرت بالأحداث التاريخيّة يقينا

ققدت الكثير من أهميّتها وأصبحت لغة الطقّوس الدينيّة بعد أن تغلّبت عليها اللغة الأكدية السامية

ومع ذلك هناك منها نصوص ترقى إلى ما بعد ظهور المسيحيّة.

وتزامنت اللُّغتان، وتجاورتا عقودًا كثيرة، وظهرت آثار مكتوبة في كلّ منها. ومن ذلك ملحمة جلجامش

التي صُنِّفت أصلًا بالسّومريّة ووصلت بالأكدية !! وكان شعراء الغزل السومريون يميلون إلى استخدام

لغة بسيطة بعيدة عن التعقيد، مثال ذلك قصيدة «غزل في الملك»

وهي من النماذج المكتشفة ذات التراكيب اللغوية البسيطة (بالعامية)

ويقول كريمر في «ألواح سومر»: وجدت قصيدة «غزل في حب الملك» في متحف إسطنبول بتركيا

وترجع تاريخياً إلى الحضارة السومرية، وقصيدة الحب «العروس المختارة للملك»

وهي من القصائد المغناة، وغنيت في الاحتفال الملكي عند عقد القران الذي عرف ب«بالزواج المقدس»

بين الملك والملكة، وتحمل عبارات الغزل في حب الملك ومطلعها يقول: “أيها العريس الحبيب

إلى قلبي جمالك باهر، حلو، كالشهد أيها الأسد الحبيب إلى قلبي جمالك باهر، حلو كالشهد»

كما عثر على ألواح سومر ضمن قصائد الفخر «الحب الوطن» وهو النشيد الوطني السومري، بلغة بسيطة تبتعد عن التعقيدات اللغوية:

«يا سومر أيها البلد العظيم يا أعظم بلد في العالم لقد غمرتك الأضواء المستديمة

والناس من مشرق الأرض ومغربها هم طوع شرائعك المقدسة إن شرائعك سامية

وقلبك عميق” لتكتب الحضارة السومرية

والمصرية القديمة روائع كل زمن وتاريخ مهما كانت التحديات الثقافية المعاصرة لكونهما

أصل كل تقدم وإبداع بل هما الحياة والسلام والانتماء والوطن هما الحب والسلام والوطن !!

شاهد أيضاً

العيد 51 لانتصار أكتوبر

تهنئة قلبية خالصة بالعيد 51 لانتصارات أكتوبر  لجميعنا شعب مصر الأصيل والسيد الرئيس عبد الفتاح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.