الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
التقويم القبطى

التقويم القبطى والزراعة والفلكلور”عام قبطي جديد ….١٧٤١ش”.

د. ماجد عزت إسرائيل

المثل الشعبي هو عبارة عن جملة قصيرة تحمل معني ومضمونا كبيرًا، ولا يعرف لها مؤلف، بل يتوارثها الناس جيلاً بعد آخر ويحتفظ منها كل جيل بما يتناسب مع حياته وفكره وثقافته، كذلك فإن الأمثال تعكس لنا المعتقدات الدينية المختلفة والنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

وعادة ما يراعى في المثل أن يكون به بعض السَجع وان يكون جملة قصيرة لكي يسهل حفظة ،وهذه الأمثال من توليدات المعرفة والفطنة، وهي تبين كيف تحكم الجماهير علي الرجال والأشياء وغالباً ما تحتوى على مجموعة من الأمثال الدينية والحكم المأثورة عن القدماء.

منذ آلاف الســنين، كان التقـــويم (السنة المـــالية) دليلاً نافعاً ودقيـــقاً للطقس وللفصول وللـزراعة ولأحوال النيل وفيضانه وتحاريقه (انخفاضه)، ولا يـــزال المـــزارعون يراعونه في كل ما يخص البــذر والحـــصاد، كما كان يفــــعل المصري القديم، ولا تــزال تجري على ألسنتنـــا الأمثــال التي تـدل على حــالة الطـــقس ،فـعن شهـــــور الســنة القبـــــطية، – التي كـانت تستخدم عند تقويم السـنة المـالية- يقال عن شـهر تٍــوت:

“في توت لا تـــدع الفرصة تفـوت” أو يقـل: ” توت يا تروي يا تفوت” وهو يوافق فيضان نهر النيل

وبــذر القمـح، ويقال أيضا”توت ري ولا تفوت” أي أن الفلاح الذي لا يستطيع أن يروي أرضه هــذا الشهر

لا يستـــفيد من زراعتها.

والمثل التالي “توت يقول للحر موت” نسبة إلى انكسار نسبة الحرارة في هذا الشهر، ومن أشـهر الأمثلة “تـوت حاوي توت” أي أن الحاوي يتكلم بالعلم والمـــعرفة بلسان الإله توت لـدى الفراعنة، ونقــــول في شــهر بابه: “أدخل وأقفــل البوابة” ويقول المثل أيضا “إن صح زرع بابه يغلب النهابة، وإن خــــاب زرع بابه ما يجيبش ولا لبابه” أي أن كثرة المحصول في بابه مربحة مهما انتهب منه. 

وقيل في المثل عن هاتور: “إن فاتك هــــاتور اصبر لما السنة تدور” و يقال بنفس المعنى:”إذا تركت بذر البذار

في هاتــور فانتظر السنة حتى تدور” و”هاتور أبو الذهب المــنثور” ويقصـــد به هنا القمح، وعن شهر “كيهك”يقال”كياك صباحك مساك، شيل يدك من غداك، وحطــــها في عشاك” إشارة إلى قصر النهار

في هذا الشهر وطول الليل، ويقول المثل أيضًا “البهايم اللي متشبعش في كياك ادعي عليها بالهلاك”

أما في طـــوبة فيقول:”أبو البرد والرطوبة” شهر برد ومطر، وكان يسمى بالقبـطية طوبى التي تعنى الغسل

أو التنقيـــة أو المطر – برد من ماء طوبة – “شهر طوبة يخلى العجوزة كركوبة”، أيضا

” طوبة تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة” و “طوبة تزيد الشمس طـوبة” ويقـول المثل

“الغطاس عيد القلــــقاس واللي ماياكــلش قلقاس يوم الغطـــاس يصبح جتة من غير راس”

وفي طوبة يشتد البرد، ،ونجد  في المثل أيضا “الاسم لطوبة والفـــعل لأمــشير”

ويقسـم الفلاح المصري طوبة من حيث الطقس إلى ثلاثة أجزاء هي: “طـــوبة” العـــشر الأيام الأولى من الشهر، حيث يشتد البرد، والثانية هي”طبــطب” حيث البرد الذي يجعل الإنسان يطبطب أي يرتعش، أما الثالثة

فتعرف بـ “طبـــــاطب” وتحتل العشر أيام الأخيرة، وتعني تقلب الجو من الصــحو إلى الممــــطر، ويقول المثل كذلك”والله مريتي يا طوبة وما بليتي عرقوبة.

ونقول عن أمشير:”أبو الهواء والزعابير”، أو “أمشير أبو الزعـــابير الكتير يا خد العـجوزة ويطــير

“و ” أمشير يقول لبرمهات عشرة منى خـــد وعشرة منك هات، نطير العـــجوز بين السكات”، وقد قسمه الفـلاح المصري إلى ثلاثة أقســـام وهي: مشير ويقـــال لها عشرة الغنـــامي (الراعي)

حيث ينخدع الراعي بالدفء،ومشرشر أو عشرة المـــاعز، حيث يعود البرد للاشتـــداد

ويكثر هبوب الريح وسقـوط المطر وتنفـق الماعز من شدة البرد، وشراشر ويطلــــق عليه عشرة العجوز

حيث تبدأ العجـــائز في الحركة بعد ظهور الدفء ،بينما نقول عن شهر برمهات: “برد العجوز”.

ويقول المثل “برمهات، روح الغيط وهـات قمـحات وعــدسات وبصلات” وهو ما يــــدل على اكتمال نضج المحاصيـــل، وأنها أصبحت صالحة لأ تكون غـــذاءً للإنسان.

 وفي شــهر برمودة يقول المثل: “برمودة دق العامـــودة” أي دق سنابل القمــح بعــد نضـجها، ويقــول في شهـــر بشنس: “يكـــنس الغيـط كنـــس” و ” في بشنس خلي بالك من الشمس”   .

أما في شهر بؤونة فترتفع درجات الحرارة نتيجة تعـــامد الشمس على مدار السرطــان

ويكـــون ذلك في( 21 يونيو) فيحدث الصيـــف في مصر، ويكون الجـــو شــــديد الحرارة، فتــقول عنه الأمثـــال:” شهر بؤونة يفــــلق الحجر” أو” بؤونة الحــجر” ويقــال أيضا “بؤونة تكتـــر فيه الحرارة الملــعونة”

ويقول المـثل “بؤونه نقـل وتخزين المـونة” أي المؤنة، للاحتـفاظ بها بقيـــة العام

وكان التـــخزين أحد عـــادات المصريين القدماء، خشيـــــة الفيضان الجـارف أو انقــطاع الفيـــض.

أما في شهر أبيب، وهو شهر الفيضان نقــول: في” أبيب يفور النيل”

ويقال “أبيب فيه العنب يطيب””أبيب طباخ العنب والزبيب””كمــــا يقال ملــوخية في أبيب هات لبطنك طبيب”

ويقول المثل أيضا” أبيب مــية النيل تريب” نسبة إلى الفيضان، ويقال عن شهر مسرى “تجرى المـــية في كل ترعه عسرة” حيث تزداد مياه الفيضان فتغمر كل مصر، أو “إذا فـــــات مسرى من غير فيضـــان

فـــلا أمــــل من فيضـــان يأتي في توت “ويقــال “عنــــب مسرى إن فاتك متلقـــاش ولا كــسرة”، حث على الإسراع في زراعة الذرة .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.