كمال زاخر
يخايلنى هاجس بشكل ملح ان اكتب رؤية شخصية عن اسباب الحالة التى صرنا اليها فى كنيسة بحجم وتاريخ وثقل كنيستنا القبطية الارثوذكسية؛ اللافت ان هذا الهاجس يقابله حالة اكتئاب تترصده داخلى، فتخنقه وترده بعيداً!.
ما عاد فى القلب قدرة على احتمال اجترار ماض عشته؛ ولم يعد للقلم رغبة فى التوقف عند كل حدث
وشخص بهامش خارج المتن يفسر ويشرح ملابسات ودوافع هذا أو ذاك، أو يتحصن بشهود اغلبهم غادرنا
فيفتح المريدين والمنتفعين نيران مدافعهم.
ربما لهذا اكتب مع توالى رحيل شهود وشركاء العقود الأخيرة معاتبا قعودهم عن كتابة شهاداتهم.
اقول هذا ليس نكوصاً فقد كتبت غيض من فيض فى ثلاثة كتب، لم تنقصها المصارحة فيما قد يحسب تأريخاً
واشتبكت عبر مئات المقالات وعشرات البرامج الحوارية المتلفزة مع الاحداث الكنسية والقبطية والعامة.
واُثخِنت نفسى بجراح غائرة من حملات من رأوا فيما كتبت وقلت كشفا لما حرصوا على تجميله، وبعضه مشين ومؤلم.
وصرخ بعضهم.. قد جدف لسنا بعد بحاجة الى شهود، ورد مريديهم… اصلبه… اصلبه ؛ واعتبرت آنذاك
الصراخ والرد وسام افخر به، أن اشبه – بغير استحقاق – سيدى وحبيبى.
ظنى ان أوراقى المعلنة فيها قدر وافر من الكفاية، وقد حرصت فيها على طرح الأزمة
ومعها تصورات ومفاتيح تفكيكها، وقدمتها فى حينها لمن يملكون القرار داخل الكنيسة.