الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
كريم كمال

كريم كمال يكتب : الكنيسة وعصر الدربوكة

أعرف أن العنوان صادم وقد يتعجب البعض منه والبعض الآخر قد يستهجن العنوان ولكن أخي القارئ العزيز

لا تتعجل من أمرك في الحكم قبل القراءة والتفكير في مضمون هذا المقال الذي أكتبه لكي يستريح ضميري

أمام الله وأكون مستريح الضمير حتي لو أغضب البعض ولكن في نفس الوقت أنا علي يقين تام

أن قول الحق لا يغضب غير فاسد أو منتفع أو منافق صاحب مصلحة ولكنه لن يغضب أي غيور

علي البيعة المقدسة.

نرجع للسؤال الصعب …  ما هو عصر الدربوكة وما علاقة الدربوكة بالكنيسة؟

 للإجابة علي هدا السؤال الصعب يجب أن نستعرض سمات عصر الدربوكة

وأنا أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر حزنا علي الواقع الذي يهدد مستقبل كنيسة عريقة بناها الآباء

بتعاليمهم القويمة والشهداء بدمائهم الذكية علي مر التاريخ منذ أن أسس هذا الكرسي

العظيم القديس مرقس الرسول في المدينة العظمي الإسكندرية

 ليبدأ تاريخ حافل ومشرف لكنيسة حافظت علي الإيمان القويم وتعاليم الآباء الرسل الأطهار.

 ومنها كتب التاريخ أسماء البطاركة العظام أمثال البابوات أثناسيوس الرسولي

وبطرس خاتم الشهداء  وكيرلس عمود الدين وديمتريرس الكرام وإبرام ابن زرعة

وكيرلس الخامس وكيرلس السادس وشنودة الثالث.

ولكن في غفلة من الزمن دخلت الي الكنيسة أشياء غريبة عنها لا تمد الي عقيدتها وطقسها وتقليدها المسلم

من الآباء الأولين برابط بل هي تقاليد أخذتها الكنيسة في عصرنا الحالي من كنائس أخري

رغم ان هذه الأشياء كانت عامل اساسي في انهيار هذه الكنيسة ولكن واضح أن هناك من لا يقرأ

ولا يتعلم من تجارب الآخرين.

سمات عصر الدربوكة :

١: أستقبال الأب البطريرك والآباء المطارنة والأساقفة امام الكنائس وفي فناء الكنائس علي نغمات الدربوكة

وهذا اسمها الحقيقي والالات الموسيقية الأخرى التي تستخدمها فرق الكشافة بدل من استقبال الشمامسة

بالألحان كما جرت العادة من الفين عام وحتي أعوام قليلة ماضية حيث أصبح اقتصار دور الشمامسة

علي استقبال الآباء من داخل الكنيسة بعد استقبال الدربوكة.

٢: الحفلات الراقصة علي أنغام الموسيقي التي اصبحت تقام حتي في المؤتمرات التي تعقد في الأديرة

وآخرها مؤتمر الشباب المنعقد في مركز لوجوس في دير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون

في انتهاك واضح للحياة الرهبانية وتقاليد المجتمع المصري التي تقدس دور العبادة

 ولا تسمح بحدوث هذه الأفعال فيها وانحراف واضح عن تعاليم الكنيسة التي تحس علي استغلال

هذه الموتمرات في تدريب الشباب علي الخلوة والصلاة واداء الترانيم الروحية.

وأنا استعجب جدا المدافعين عن هذه الأفعال المسيئة المشينة حيث يقول البعض الكنائس الأن تفعل

مثل داود النبي الذي رقص والحقيقة هو عبر عن فرحته بطريقته ولكن لم يكون ذلك بأمر آلهي

وفي قصص الأنبياء دائما لابد أن يكون أعيوننا علي توبتهم وليس علي أخطائهم

ومثال لذلك فقد ذكر الكتاب المقدس أن داود النبي قتل وذني قبل أن يتوب

فهل سوف نفعل كل الافعال التي فعلها أم تكون أعيننا علي توبته والاقتضاء بها.

الحقيقة ما يحدث في بعض اللقاءات من غناء ورقص وخصوصا التي تقام في الأديرة

هي تدنيس لا يقبل الشك لهذه الأراضي المقدسة.

٣- الكشافة التي تخطت دورها في حفظ النظام وأصبح دورها عثرة داخل الكنيسة

بل اصبح المسؤلين عنها مراكز قوي تماثل مراكز القوة في ستينات القرن الماضي

مع اختلاف الأفعال وسوف استعرض بعض الامثلة ومنها قيام أعضاء الكشافة بالدخول الي الهيكل

في مخالفة صريحة لقوانين الكنيسة التي تحظر دخول الهيكل إلا لرجال الكهنوت والشمامسة

بملابس الخدمة فقط بل وصل الأمر في بعض الواقف أن يعطي اعضاء الكشافة. تعليمات للشمامسة

داخل الهيكل في الحركة والنظام في كسر لقانون الكنيسة

بل الأصعب من ذلك شاهدت فيديو لاحد أفراد الكشافة يمسك رولة الميرون أثناء تدشين قداسة البابا تواضروس الثاني

 لاحدي الكنائس ويدهن بالرولة احدي الأيقونات في كسر لقوانين الكنيسة ايضا

التي تحرم حتي علي الكهنة تدشين اي أيقونة حيث تنص قوانين الكنيسة أن الآباء الأساقفة فقط من يحق لهم التدشين.

وأتذكر كيف رايت بعيني طريقة تعامل الكشافة في الكاتدرائية المرقسية في العباسية خلال احدي الاحتفالات

 مع الآباء الأساقفة والكهنة بطريقة تخلو من الأدب ولا اعرف من أعطي لهم هذا السلطان.

والنقطة الأخطر في قصة الكشافة أن أغلب أفراد الكشافة يعتبرونها خدمة وبالتالي لا يشارك في اي خدمة حقيقية

 داخل الكنيسة ويظل خلال القداسات في فناء الكنيسة أو لحفظ النظام في اي موقع دون المشاركة في الصلوات

وهذا القضية تحتاج الي حسم واضح وسريع من قيادات الكنيسة لتعود الكشافة الي دورها في حفظ النظام

 مع رعاية افردها من النواحي الروحية ومتابعة حضورهم الصلوات والقداسات

 مع تحديد فترة محدده يتم استبدال أعضائها بعناصر اخري حتي لا يتحول أعضائها الي مراكز قوة داخل الكنيسة

 كما هو حادث الأن بجانب الحفاظ علي دمج الأعضاء في خدمات أخري حقيقية مثل مدارس الأحد أو خدمة أخوه الرب.

٤- انشاء مطاعم وكافتيريات في معظم الكنائس دون وجود رقابة ورعاية روحية أصبح خطر داهم

علي الشباب وبالطبع لا أتحدث عن الكل ولكن البعض وهنا يجب الأشارة الي نقطة غايه في الأهمية

وهي أهمية تشكيل لجنة عليا مستقلة تتابع وتراقب لمن يتم تأجير هذه المطاعم والكافيتريات

ومنافذ البيع والتي يتم منحها في حالات كثيرا للمقربين وأصحاب المصالح المشتركة

 وحرمان قطاعات كبيره من أصحاب الكفاءات من الشباب في الحصول علي فرصة لتأجير اي مكان

 داخل معظم الكنائس ويجب أن تكون هذه اللجنة برئاسة احد الآباء المطارنة أو الأساقفة

مع مراجعة المجمع المقدس لأعمال هذه اللجنة سنوياً لأن الوضع أصبح مخزي في حالات كثيرا.

٥- اصبحت هناك ضرورة ملحة لتشكيل لجنة من الآباء المطارنة والأساقفة لمراجعة أعمال المدارس التعليمية

التي تدرس اللأهوت والعقيدة وإن كان بعضها جيد فهناك البعض الآخر ليس كذلك ويكون منوط بهذه

اللجنة مراجعة المناهج وسلامة عقيدة أعضاء هيئة التدريس وأيضاً مراجعة الكتب

في جميع المكتبات القبطية لأن هناك العديد من هذه المدارس تدرس كتب ومناهج تتعارض مع عقيدة الكنيسة.

لقد عرضت في هذا المقال بعض وليس كل المسائل التي تهدم تاريخ هذه الكنيسة العريقة

وتسير بها نحو عصر الدربوكة الذي ذكرنا أهم السمات التي تشير الية.

وأخشي أن يكون عصر الدربوكة بداية لعصر كنيسة لادوكية التي قال عنها الكتاب:

الرسالة إلى لاودكية (رؤ 3: 14- 22) تُشير إلى شخصية وأحوال المدينة.

وبالرغم من نشاطها، فإن المدينة لم تُنتج قوة شفاء الماء الحار، مثل جارتها” هيرابوليس”

 ولا قوة انتعاش الماء البارد الموجود في “كولوسا”، ولكن ماء “لوكورم” نافع فقط للتقيؤ.

والكنيسة مثل المدينة غير نافعة.

ومثل المدينة، الكنيسة اعتبرت أنها” غير محتاجة لشيء”، مع أنها في الحقيقة تحتاج” الذهب”، والثوب الأبيض”

 و”الكحل” أكثر من احتياجها للبنوك وبائعي الأقمشة والدكاترة.

ومثل المدن التي وفرت للمسافر بضائع رخيصة الثمن، فإن الكنيسة أغلقت أبوابها

وتركت” ينبوع الماء الحي” خارجًا.

من فاتحة الرسالة نفهم أن كنيسة لاودكية كانت تحتاج الثبات في الإيمان والحق.

فالكنيسة كانت غير قادرة على مفاومة تجارب وغواية العالم، ولذلك فقد رُفضت بقوة من الله الحق الذي

يرفض القلب المنقسم.

أخيرا

أناشد ابونا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثاني والآباء المطارنة والأساقفة

 أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية اتخاذ إجراءات حاسمة

 لوقف تلك المهازل التي سوف تؤدي حتما  الي انصراف الاجيال القادمة عن الكنيسة

 مثلما حدث في العديد من كنائس الغرب فكل كنيسة وسعت الباب الضيق

كانت النتيجة خروج من في الداخل وليس دخول من في الخارج وأذكر آبائي الأجلاء

 أن قوانين الدسقولية تقول يحاسب الخادم عن خدمته والكاهن عن شعب كنيسته

والأسقف عن ايبارشيته والبطريرك عن كل المسكونة

 أكتب هذه الكلمات وأنا كلي ثقة في تحرك عاجل من قداستكم  ومن أصحاب النيافة أعضاء المجمع لإنقاذ

مستقبل الكنيسة وأنا اثق في أمانتكم  وحرصكم علي البيعة المقدسة المؤتمنين عليها من السيد المسيح.

لدي أمل كبير أن تجد كلماتي صدّا لدي الآباء الأجلاء.

شاهد أيضاً

«باستثمارات 450 مليون دولار».. «مدبولي» يشهد توقيع عقد لإنشاء مركز «كيميت» للبيانات باقتصادية قناة السويس

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، صباح اليوم، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.