وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.” (لو 1: 23).
فتحت السماء بابها وجاءت الملائكة بفرح عظيم وترانيم بالنواقيس تضرب ,بالبوق تهليل وتسبيح ناقلة رسالة ربنا والهنا مخلصنا يسوع المسيح
“قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.” (مت 25: 23).
ودعت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بسمالوط اليوم الثلاثاء الموافق 4/9/2024 الأب الورع المحبوب
طيب القلب شيخ كهنة إيبارشية سمالوط القمص بولس إبراهيم راعي كنيستي الملاك ميخائيل
والأباء الرسل بقلوصنا عن عمر يناهز 80 عام نصلي لرب المجد الفادي المخلص يسوع المسيح
أن يعطي العزاء والسلام والفرح السمائي لأبينا المطران نيافة الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط
والآباء القمامصة والكهنة والشمامسة وشعب الإيبارشية وأسرته .
ونحن شعبك من غرست فينا الحياة الأفضل روحياً واجتماعياً وثقافياً بأبوة حانية مليئة بالحب الجارف
مما جعلتنا نلتف حولك ونمكث تحت ظل شجرة عطائك المفيد ونأكل من الثمار الشهية التي كان الرب يعطيها
لك في خدمتك قداس أو اجتماعات و نهضة روحية وعلى مستوى الخدمة الفردية فقدمها لنا من أجل
أن نعيش كما ينبغي لإنجيل المسيح بأمانة أيها الخادم الأمين كنت أمين في خدمتك ورسالتك
مع أهل بيتك وشعبك هيا أدخل فرح سيدك فهنيئاً لك السماء, اذكرنا أمام عرش النعمة .
نبذة صغيرة عن حياة القمص بولس إبراهيم من دير العذراء بسمالوط
درس بالاكليريكية في عهد المتنيح البابا شنودة الثالث عندما كان أسقفا للتعليم , أشرف علي مكتبة الكاتدرائية المرقسية وزد من حصيلته الثقافية أن يكون متحدث جيد باللغة الإنجليزية وبعض لغات أخري
خدم بالقوات المسلحة 6 سنوات , سيم قساً عام 1973 م باسم أبونا بولس بيد نيافة الأنبا بفنوتيوس
مطران سمالوط علي مذبح السيدة العذراء بدير العذراء بجبل الطير ومعه رفيقه وقريبه أبونا متى من
دير العذراء أيضاً .
وفي بداية عام 1977 م عند زاد عدد شعب كنيستي الملاك ميخائيل والأباء الرسل وتقدم السن لأبينا المتنيح القمص يوحنا شنوده طلب الشعب من نيافة الأنبا بفنوتيوس لكي يكون لنا قسيس يعاون أبينا القمص
فأرسل سيدنا أثنين من لجنة كنائسنا لأبونا بولس بدير العذراء ولكن أعتذر أبونا لهم لحبه الجارف لامنا العذراء مريم وهو علي مذبحها يخدم.
لكن بإرشاد الروح القدس لأبينا المطران وصلوات القمص يوحنا شنوده وشعب كنائس قلوصنا
وبالعمل بوصية ابن الطاعة تحل البركة خضع أبونا بولس لطلب المطران وبالفعل أتى لقلوصنا
في شهر مايو تقريباً 1977 م .
51 عام في الكهنوت . له من الأبناء بالجسد عدد 5 ثلاثة أولاد وبنتين وأب روحي لشعب قلوصنا
وكم تتلمذ علي يده من الشمامسة ودرسوا بالكلية الاكليريكية وصار بعضهم أباء كهنة .
كان شغوف ومحب للقراءة لديه مكتبة كبيرة بها مجلدات عديدة باللغة الإنجليزية والعربية
من كافة الكتب الكنسية تتميز بها عن الكثير من المكتبات علي مستوى الكرازة المرقسية بمصر
في رحلة حياته الكهنوتية , كان أب ورع تقي راعي مدبر لأمور شعبه ,لديه بذار متنوعة
“محب جداً لمذبح الرب لا يتأخر عن ميعاد القداس ويعيشه كأنه في السماء في حضرة الرب يسوع
الموجود علي المذبح فيؤثر في شعبه وينقلنا معه فنري الرب , فيخرج الجميع ليبدأ تطبيق ما بالقداس .
محبة أبوية متميزة في كيفية التعامل مع شعبه ومن يلجأ له , أسس الخدمات الاجتماعية .
كانت شدة محبته لأخوة المسيح الأصاغر غيوراً عليهم فيلبي احتياجهم بما لديه في الخفاء
دون أن يعرف احد ويصلي للرب فيرسل له ما ليس عنده ليقدم لبقية الأخوة .
محبة فياضة للباباوات وللمطارنة والأساقفة والقمامصة والكهنة و الرتب الكهنوتية طائعاً عاملا
في حياة شركة معهم محافظاً علي ما تسلمته الكنيسة منذ بدايتها .
قنوع وراضي بما لديه . يعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه فعندما يكون عنده عمل خاص بمنزله
فكان يعطي العامل الأجر بالزيادة ومباركته وشكره , مضيف للغرباء .
يشارك شعب قلوصنا مسلمين ومسيحيين في المناسبات يصلي من أجل خير البلد .
يحترم القيادات وكل من في عمل .
كان يمتلك قدر كبير من الحكمة الجيدة بها كان يدبر الأمور بصلاح وفائدة ذات جودة روحية عالية – خبرة ثقافية عالية في الدراسات والعلوم والكهنوت – بالروح القدس كان ملئ مما جعله يكون أب روحي لكهنة
ولشعبه بتفسير وتوضيح الكتاب المقدس في الاجتماعات الكنسية وغيرها – جرئ حازم بشدة
عند الخطر الهدام عمل كربان يقظ واعي للسفينة ” الكنيسة ” عند الزوابع والرياح حتى لا تجنح بعيد أو تكسر – بالصلاة والصوم كان يتحمل الصدمات والتجارب المتنوعة التي كانت تحدث له سواء علي مستوى حياته الشخصية وهي كثيرة كانت صعبة عليه جداً كذلك في الراعية
– وطني يحب وطنه من كل كيانه مصلياً للقيادة والحكومة ولشعب مصر والعالم
باكياً مصلياً بقلب خاشع عندما تكون هناك أزمات أو مشاكل لمصر وشعبها ولكنيسته .
لم يكن كانزاً للمال الأرضي بل جعل له كنز في السماء .
مكتفياً بالصلاة ابَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
أحبائي سيرة هذا الأب الورع تحتاج لمجلدات ونطلب شفاعته أن يصلي من أجلنا أمام عرش النعمة .
رفعت يونان عزيز