كمال زاخر
الأحد ٢٥ اغسطس ٢٠٢٤
سأظل اكتب،لا من باب الرفاهية، او تمضية لوقت طال بثوانيه التى تتقمص بُعد الساعات، الكتابة عندى إلزام تفرضه سنوات تثقل كاهلى، وتصقل حروفى وتختطفها من مربع الوعظ ثقيل المردود، الى براح مراقبة التغيرات الجيلية المتسارعة، ومحاولة الاسهام فى انارة دروبهم.
سأظل اكتب
رغم ما جلبته الكتابة علىَّ من متاعب تجاوزتنى الى دائرتى الحميمة، بفعل فارق السرعات فى استشعار الأخطار التى تتشكل حولنا بشكل مخادع، ترتدى اغطية مقدسة، فى دائرة، وأردية وطنية فى دوائر أخرى
وتلعب كلاهما على اشتياقات الشارع لحياة افضل، مع نضوب الامكانيات، واستبعاده من المشاركة فى رسم مستقبله الدينى والسياسى، فهو مازال قاصرا لا يعرف مصلحته، فى كلا المسارين، والوصاية عليه أمر الهى.
أو هكذا يروجون!!
سأظل اكتب
رغم ان القلم قاب قوسين أو ادنى من السقوط بفعل اقترابى من خط نهاية مارثون طال.
وكثيرا ما سألنى من يقابلنى لمن تكتب؟ كانت اجابتى التى لم تتغير بامتداد عقود؛ اكتب لجيل وربما أجيال لم تولد بعد، ستأتى وقد تشكل وجدانها وذهنها بعيدا عن الانحياز لشخوص صنعوا سيطرتهم فى مراحل مفصليه بأدوات مخاتلة، وحجبوا عن مريديهم حق التنفس بعيدا عن دوائر سيطرتهم.
وإلا طالهم الاتهام بثلاثية التكفير (الهرطقة ) والتخوين وضلوعهم فى مؤامرة كونية، تهدد سلام واستقرار وأمن الكون.
سأظل اكتب
مادام فى العمر بقية، لأجيال الفضاءات المفتوحة العصية على المصادرة والحرم والقطع والحجر، وأثق أن زجاجتى العائمة على وجه الغمر سيلتقطها نفر من تلك الأجيال يفكون أسر سطورى ويترجمونها الى فعل استنارة يصنعون بها غد افضل.
سأظل اكتب
لأنى رغم كل شئ مازلت متفائلاً حتى لو كان التفاؤل ضرب من ضروب الجنون… أو درب الى الجنون.