كمال زاخر الإثنين ١٩ اغسطس ٢٠٢٤
من السمات اللصيقة بالمصريين – كل المصريين – تفاعلهم مع البيئة المحيطة؛ الارض والنهر والطبيعة حتى الى الشمس والقمر والزرع والخير، ويكلل كل هذا حضور الله فى حياتهم، كمصدر للخيرات والسلام والحماية
وصارت من مفردات لغتهم، خاصة فى تحياتهم ودعائهم، صباح الخير، مساء النور، نهارك سعيد، ربنا يحميك، يحفظك، يخليك، يبارك حياتك. يوسع رزقك.
ربما لأن حياتهم بين الارض والنهر تمنحهم مشاهدة عملية الخلق بشكل متواتر؛ من بذرة تبدو صماء
تغرس فى ارض سمراء وبعض من ماء وعدة اسابيع أو قليل من شهور فاذا بالخير الوفير
يملأ بيوتهم ومخازنهم، وقد ربطوا بين افراحهم وبين مواسم الحصاد، وانعكس كل هذا على ملابسهم
واهازيجهم، المسكونة بالفرح والبهجة، وبين الغرس وجنى المحاصيل توفر للفلاح متسع من الوقت
ملأه بالمواويل التى تحكى تاريخه وأنينه ورموزه واحلامه فى ابداع فطرى رائع يصالحه مع التاريخ
ويحفزه لحياة افضل.هذه اللوحة الانسانية خلقت انساناً مسالماً
لكنها تشوهت عندما اقتحمه النظير المتصحر الذى تشكل على الندرة والقحط والبيئة الجدباء.