التعريف الدولي المتعارف عليه للذكاء الاصطناعي هو مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة بالذكاء البشري مثل التعلم والإبداع والتعرف على الصور
والهدف منه هو إنشاء أنظمة ذاتية التعلم تستخلص المعاني من البيانات كما يمكن أيضا تطبيق
تلك المعرفة لحل المشكلات الجديدة تشبه طرق الإنسان في التعامل وحل هذه المشكلات
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء نصوص وصور أصلية ودمجه في تطبيقات
لتحسين تجارب العملاء وسرعة الإبتكار كما يستخدم أيضا في أعمال السياسية وخاصة في الحملات الانتخابية
وجذب الناخبي تعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم القضايا الحديثة المرتبطة بحقوق الانسان، والتي تشكل
تحديا كبيراً فيمختلف المجتمعات ، ولا تلقي للأسف الكثير من الاهتمام الدولي نتيجة لحداثتها
والتي بدأت بظهور تأثيرها السلبي على حماية الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية
خاصة في دول العالم الثالث ومن الواضح في السنوات الأخيرة مخاطر الذكاء الاصطناعي
وتأثيره السلبي على حقوق الإنسان التي تهدد العديد من الحقوق والحريات
كالخصوصية والتعبير عن الراي، فبرغم أن انظمة الذكاء الاصطناعي
تمثل قوة لنشر الخير وتساعد المجتمعات على التغلب على بعض التحديات البارزة
في عصرنا الحالي، ولكنها تحمل أيضا أثارا سلبية تصل بعض الحالات إلي أضرار كارثية
إذا ما تم استخدامها دون ضوابط قانونية واخلاقية، والتي سوف يكون لها تأثيرها السلبي
على حقوق الإنسان، وتنعكس على حق الأشخاص في الخصوصية والحقوق الأخرى
بما في ذلك الحق في الصحة والتعليم وحرية التجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير ليبقي سد الفجوة الهائلة
على مستوي المساءلة عن كيفية جمع البيانات وتخزينها ومشاركتها واستخدامها من أكثر القضايا الانسانية
إلحاحاً، ونظر للنمو السريع والمستمر لتقنيات المعلومات الرقمية والذكاء الاصطناعي
والذي لا نستطيع أن نستمر في مجارات وتيرته السريعة، وأن نسمح باستخدامها ضمن حدود معينة
أو تأطير شكلاً من الرقابة القانونية والأخلاقية لتنظيمها، وفي حالة فشل المجتمع الدولي في الوصول
الى اطاراً حاكمياً لنظمية وتقنينه، فسوف يتحتم علينا التعامل مع العواقب الوخيمة
وتأثيرها على حقوق الإنسان في المستقبل ومن نحن بصدده الان هو خطر التمييز المرتبط بالقرارت التى يديرها
ويتحكم فيها الذكاء الاصطناعي .. وهي قرار ت قد تحدث ضرر في حياة البشر
لذلك أصبح من الضروي أجراء تقييما منهجيا لتأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد حجم المخاطر
التي تهدد حقوق الإنسان ومحاولة التخفيف من حدتها خاصة الفئات المهمشة والتي تظل الأكثر عرضة
لهذا النوع من المخاطر وفي دراسة أجرتها الأمم المتحدة واستندت على مقابلات مع أكثر من 400 شخص
على مدار عام بمن في ذلك كبار المسئوليين التنفيذين من شركات ذكاء اصطناعي رائدة
أكد التقرير الصادر عن هذه المقابلات إلي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشكل تهديدا
علي مستوي الانقراض للجنس البشري لأنه من الوارد أن تصبح هذه الأنظمة خارجة عن السيطرة
والذي يشمل على زعزعة استقرار الأمن العالمي مع خطورة أرتفاع وتيرة ما يعرف حاليا بسباق
تسلح الذكاء الاصطناعي
والجدير بالذكر أن جيفري هينتون المعروف باسم الأب الروحي للذكاء الاصطناعي استقال من وظيفته
من جوجل وأطلق صافرة الإنذار بخطورة هذه التكنولوجيا التي ساعد في تطويرها
مشيرا إلي إمكانية أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلي إنقراض 10% من إجمالي عدد السكان بالعالم
في العقود الثلاثة القادمة ومن أهم القرارت التي أعتمدتها الجمعية العامة لمواجهة الأثار السلبية
للذكاء الاصطناعي هو وضع القوانين والضوابط لتوجيه الذكاء الاصطناعي لتحقيق أسرع لإهداف التنمية
المستدامة ال17 كما أكد القرار على وضع أنظمة ذكاء اصطناعي أمنة وموثوقة ومنضطبة اخلاقيا
تحترم حقوق الإنسان وتصون حرمة الحياة الشخصية مع ضمان استعمالها بطريقة سليمة
بضمانات كافية تتوافق مع القانون الدولي خاصة الشركات الرائدة في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي
وفي النهاية أود أن أشيد بمجهودات الدولة المصرية في مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي
من خلال إطلاق الاستراتجية الوطنية للذكاء في يوليو 2021
كما تم إطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي من خلال وضع أطر تنظيمية للاستخدام الأخلاقي
والمسؤول للتقنات الذكية في المجتمع وهو الأمر الذي ساهم بشكل تفعيل أليات السيطرة على هذه التكنولوجيا الخطيرة واستخدامها بشكل واع ويتناسب أيضا مع القوانين والضوابط الدولية
وقد شملت هذه الاستراتيجية على 16 مبدأ توجيهيا تنفيذيا لضمان تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي
بشكل حيادي ويتجنب التمييز القائم على العرق أو الدين أو الجنس أو العمر أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية
مع ضمان التعامل بشكل منصف ومستاو مع جميع أفراد المجتمع والأهم من ذلك حماية الأمن القومي الوطني المصري
وهي إجراءات استبقاية اتخذتها الحكومة المصرية بشكل سريع جعلتها في مصاف الدول التي تعاملت
بشكل مبكر مع هذه الظاهرة الخطيرة والتي تزداد خطورة مع ارتفاع وتيرة سباق تسلح الذكاء الاصطناعي
بين القوي العظمي