السبت , يوليو 20 2024
رأس الحكمة
رأس الحكمة

أرقام المركزي تجيب أين ذهبت أموال رأس الحكمة؟

منذ أيام نشر البنك المركزي تقرير أداء ميزان المدفوعات عن الـ9 أشهر الأولى من السنة المالية اللي انتهت، يعني من يوليو 2023 – مارس 2024.- التقرير ده كان مهم لأنه بيوضح أثر تدفق استثمارات رأس الحكمة على وضع ميزان المدفوعات والحساب الجاري، والمفاجئة الكبيرة هو أنه الحساب الجاري

مازال يسجل عجز كبير على الرغم من تدفق 15 مليار دولار في نفس الفترة من أموال رأس الحكمة.

– الأرقام اللي انتبه ليها كثير من الاقتصاديين زي الدكتور إبراهيم نوار وكتبوا عنها مهمة جدا، أهميتها

أنها بتوضح أنه التدفقات الاستثمارية الكبيرة زي رأس الحكمة لا يمكن لوحدها تحل أزمتنا الاقتصادية

لكن التدفقات دي بدون تغيير مسار الاقتصاد ككل هيتم استهلاكها عادي في مدفوعات جارية سواء سداد

القروض أو حتى واردات سلعية لبلد بحجم مصر، يعني ببساطة الفلوس دي مهما كان ضخامة المبلغ

ممكن تتصرف عادي جداً بدون ما تغير وجه الاقتصاد يعني.

إيه اللي حصل؟

– في الفترة من يناير 2024 لمارس 2024 ، شهدت مصر تدفقات غير مسبوقة من الخارج منها 15 مليار

دولار من رأس الحكمة ، وحوالي 14.6 مليار دولار من الأموال الساخنة اللي جت عشان الفوائد العالية.

– على الرغم من التدفقات الكبيرة دي إلا أنه ما زال الحساب الجاري بيسجل عجز قيمته 17.1 مليار دولار

في مقابل 5.3 مليار دولار في نفس الفترة السنة اللي فاتت، يعني العجز زاد ب 225% تقريبا.

– الحساب الجاري أو حساب المعاملات الجارية هو أحد مكونات ميزان المدفوعات المعني بتسجيل

المعاملات الاقتصادية بين الاقتصاد المحلي (مقيم)، والعالم الخارجي (غير مقيم)، خلال فترة زمنية محددة.

– ببساطة بيدينا صورة عن الميزان التجاري، ميزان الخدمات، ميزان الدخل، والتحويلات بتاعة العاملين في الخارج.

– الحساب الجاري عجزه زاد عشان عدد من العوامل أهمها:

1. تحول الميزان التجاري للمواد البترولية بالسالب بعد ما كان محقق فائض في نفس الفترة من السنة

اللي فاتت بمقدار 1.7 مليار دولار، تحول لعجز بمقدار 5.1 مليار دولار، وده عشان انخفاض تصدير الغاز بشكل أساسي.

2. تراجع حصيلة قناة السويس بمقدار حوالي 400 مليون دولار، بعد ما كانت مسجلة 6.2 مليار دولار

في أول 9 شهور من السنة المالية اللي فاتت، سجلت 5.8 مليار دولار في نفس الـ9 أشهر من السنة المالية الحالية.

3. تراجع تحويلات العاملين في الخارج بنسبة تقارب 17% عشان تنخفض من 17.5 مليار دولار

في الـ9 أشهر الأولى من السنة المالية اللي فاتت لـ14.5 مليار دولار.

4. زيادة مدفوعات الديون الخارجية وبالأخص الفوائد اللي زادت من 14.7 مليار دولار لـ 15.1 مليار دولار.

كل ده ساهم في زيادة عجز الحساب الجاري وتقليل أثر تدفق دولاري ضخم بـ15 مليار دولار

من رأس الحكمة في الربع الأول من السنة دي.

– مع الربع الثاني من المتوقع أنه يكمل تأثير رأس الحكمة، لأنه من المفترض أن تدفع الإمارات

بقيت الأموال بتاعة الصفقة واللي تقريبا حوالي 20 مليار دولار، لكن مع مدفوعات الديون المرتفعة

وعدم زيادة الصادرات البترولية

وغير البترولية وطبعا انخفاض إيرادات القناة من المتوقع أن يستمر العجز في الحساب الجاري.

– في دول كثير في العالم عندها عجز في الحساب الجاري، لكن الفكرة هي مصدر العجز جاي منين

لو مصدر العجز جاي من واردات لتشغيل المصانع فده مفيهوش مشكلة كبيرة، لكن مصدر العجز في مصر

وجزء كبير من المدفوعات الخارجية للبلد دلوقتي بقى رايح في سداد فوائد وأقساط الدين الخارجي.

– عشان كده رغم تدفقات رأس الحكمة الكبيرة، إلا أنه ده مش كاف سوى لحل الجزء العاجل في الأزمة المالية

وهو شح الدولار، ولذلك بنقول أنه بدون تغييرات في مسار السياسات الاقتصادية والتوقف عن الاقتراض

عمال على بطال وإنفاق دولارات قصيرة المدى على مشروعات طويلة المدى لن نخرج من الأزمة دي.

– بل بالعكس كمان سنة أو اتنين هنلاقي نفسنا مع أول اضطراب في الاقتصاد العالمي داخلين في أزمة جديدة، وساعتها مش مؤكد مين هينقذك ماليا وبأي ثمن ممكن يتم إنقاذك؟

شاهد أيضاً

وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق تثير الجدل من جديد بعد تصديق السيسي عليها

تثير وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق الجدل من جديد في مصر، وذلك بعد تصديق الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.