كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤
هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك فرق بين آليات التعبير عن الاختلاف فى زمن الثورة وبينها فى زمن الدولة.
ربما لهذا حرصت الدول المدنية فى طورها الحديث على أن تعتمد نسق المؤسسات، التى استقرت على ثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، فى توازن دقيق، يحميها من الشطط ومن الصراع ومن تدخل احداها فى أعمال الأخرتين، بل يؤكد التكامل بينهم لحساب استقرار وسلام ووحدة وأمن الوطن.
وجاء الإعلام ليصير المتابع والساعى لمعرفة اسرار وأعمال والتزام تلك السلطات، ليصير مرآة الشارع وعينه هناك.
ويأتى العالم الافتراضى ليصبح بآلياته التى صارت فى كل يد، ليفرض وجوده وقوانينه على تفاصيل حياتنا الخاصة والعامة، من الجالس على بوابة مدرسة الى الجالس عند القمة، وبين يدى العالم فى معمله والمتآمر فى مكمنه، بين يدى الصديق وايادى العدو.
چينات الحضارة كامنة ومستقرة فى خلايا كل مصرى ومصرية، ترسم ملامحه السمراء بسمار أرضه الخصبة، وتشكل سماته العذبة عذوبة نهر النيل العظيم، تشكل توجهه السلامى البنائى الراقى، وتغسله من تشوهات التصحر التى تحاول ان تعكر صفو نيله وتبور أرضه الخصبة باحقاد وجفاء ونفور الصحراء.
نحن بحاجة الى بناء جدار الثقة بين اطياف المصريين والافادة من تنوعاتهم وتعدد رؤاهم ومهاراتهم، وقبل هذا وبعده حبهم لمصرهم الارض والتاريخ والمستقبل… الحجر والبشر.
ان ما حدث فى فيصل من اختراق الكترونى – وبالتأكيد هو محل تحقيق وتقصى لمعرفة فاعليه – ينبهنا لحاجتنا للحوار الجاد عبر القنوات الشرعية، ولعودة الحياة للشارع السياسى ولاحترام الاختلاف تحت مظلة الوطن وحماية لسلامته ووحدة اراضيه.
حمى الله مصر وشعبها وجندها ورئيسها ووحدتها وسلامها.