ابـرام راجـى
فرض صلاح الدين الايوبى على الاقباط ضرائب باهظة وشدد عليهم فى ملبسهم وركوبهم ودخولهم وخروجهم
وأمر ان تعلق أجراس فى أعناقهم مثل الحيوانات وان تنزل الصلبان من على الكنائس وتطلى قبابها بالطين الاسود
ولما زاد ظلمة امتنع الأنبا جورج المقارى أسقف أسيوط عن الدفع .
اغتاظ صلاح الدين وامر بهدم كل كنائس أسيوط وتحويلها الى مساجد فلم يستطع المسلمين
هدم سوى كنيسة واحدة ولم يستطيعوا بناء مسجد فوقها فقرر صلاح الدين أرسال جيشة لتأديب اقباط أسيوط
ولما وصل الجيش قرابة المدينة نادى الانبا جورج بصوم وصلاة لمدة ثلاث أيام وفى اليوم الثالث
هبت ريح عظيمة وأقتلعت كل خيام المعسكر الذى يقيم فيه الجنود المعتدين فأستبد الرعب
بالجنود وعادوا مسرعين
الى القاهرة فلما سمع الحاكم بهذا قرر أن ينتقم فأرسل جيشه مرة أخرى حتى بلغ أطراف المدينة
وفى يوم الأحد عام 1169 م ومع دقات أجراس الكنائس أقتحمت حملة صلاح الدين الأيوبي المدينة وأقتحموا الدير
وقبض على الأسقف وتم تعذيبة وقطع رأسة وأستشهد من أبناء أسيوط فى هذا اليوم خمسة ألاف
نفس من رجال ونساء وأطفال
وبعدها بسبعة سنوات فى سنة 1176 م حدث تمرد وعصيان لأقباط قفط الذى انهكتهم الجزية
وضاقوا بالاحكام الغير آدامية التى فرضت على الأقباط فلم يدفعوا الجزية فذهب العادل أخو صلاح الدين الايوبى
إلى تلك المدينة فقتل ٣٠٠٠ قبطى فى يوم واحد كما ذكر القصة المؤرخ المقريزى فى تاريخه أن العادل قصد
للأخذ بثأر إخوانه المسلمين بصلب ثلاثة ألاف قبطى من سكان قفط على اشجار المدينة
وأستعمل أحزمة الأقباط وعماماتهم لصلبهم وشنقهم كما رائينا فى حادثتين فقط استشهاد 8000 قبطى
هذا فصل بسيط من فصول تاريخ طويل كتبة اجدادنا الأقباط بالدم من أجل الحفاظ على إيمانا المسيحى
فتقول المؤرخة لويزا بوتشر لقد ابقت العناية الالهية القبط ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد
استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول.. ان وجود الاقباط رغم الاضطهاد والقهر الي يومنا هذا هو معجزة المعجزات
ابـرام راجـى