الأحد , ديسمبر 22 2024
عبدالواحد محمد روائي عربي

لبني وقيس والوطن !!

.بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي

في دفتري الصغير حكايات حب بدأت منذ الصغر منذ المراهقة عندما كنت اسمع عن تلك القصة الرومانسية التي مازالت بلا منازع هي قيس ولبني بكل بوحهما الروائي العربي الذي كتب أعذب مشاعر الحب المجرد من كل الأهواء فهل الرواية في زمن الإنترنت هي قيس ولبني ودفتري الصغير الذي احبببت فيه ابنة الجيران ليلي التي كانت نور وهيام ظل معي في كل دروب الليالي الباردة في كل سطور قلبي الذي لم يعرف غير الحب طريقا إلي الوطن

لا ريب تبدلت مشاعرنا جميعا في زمن الإنترنت العولمي ولم يعد حب ليلي لقيس في قاموس جيل الادب

الكتروني البتة أينما كان في الخليج العربي او المغرب العربي او سائر الأوطان كما كان قديما لكن الحب وطن .

وهذا طبيعي وليس شاذ حقيقة بين هذا الجيل الذي ولد من رحم الهاتف الذكي ذو الأيقونات المتعددة

والتي تحمل كل تساؤلات وصور ومعلومات وافلام ثقافية من نوع خاص ومؤلم فيها كل ذاكرة العشاق

جاءوا من عوالم الادب الكتروني الذي يغذي عقولهم ليل نهار وبلا هوادة او إنقطاع بصور المحبوبة

ومفردات العشق الوهمي العشق المزعج لعقل مفتون بصور افتراضية نعم وحقيقة التي ازعجت

بكل تاكيد شعراء القصيدة العربية من المحيط إلي الخليج اليوم لكنها فلسفة الحب في زمن الكتروني

زمن الذكاء الاصطناعي .

الذي جعل من حكايات العشق في الادب العربي القديم والحديث لغة من ماضي الاجداد

الذين ظنوا انهم إحياء بكل قصائدهم المكية والصوفية والرومانسية فلا عزاء لقصائد ابن عربي والبحتري

وبشار بن برد والمتنبي وحافظ وشوقي ومطران ومخائيل نعيمة ونسيم عريضة واحمد ناجي ورامي الخ

وجهة نظر خاصة ربما خاطئة فتبدلت مشاعر الفتي والفتاة معا بلغة عصرهما الذي لم يعد فيه مكان

لحكمة الاب والام وكبار العائلة

بل أصبحوا غرباء بين ابناءهم الذين سكنت عقولهم ثقافة الحب بل كل الثقافات التي هي الكترونية

سواء كانت محمودة او مذمومة ودون خروج عن النص .

فلو افترضنا معا عودة جبران خليل جبران وابراهيم ناجي واحمد رامي وغيرهما لادركوا انهم افضل

في حياتهم البعيدة عن الضجيج بل النسيان ارحم كثيرا في عصر الكتروني لا يرحم عقل

ووقت وكبير وبالطبع المرأة صانعة الوجود في حبها تغيرت هي الاخري اليوم

في زمن الإنترنت وأصبحت تبحث عن حكاياته التي ترتدي

فيها ثوب الحرية الافلاطونية الإلكترونية بضميرها هي وليس هو نعم تبدلت كل قصائد الحب

وعشاق السينما والمسرح والحدائق والمتنزهات والشوارع العتيقة شوارع فيروز شوارع القدس العتيقة

شوارع ميادة حناوي وصباح وناظم الغزالي الخ إلي ايقونات حب يكتب صفحات اخري من الألفية الثالثة

التي هي ألفية الكترونية ليس لها شمس وقمر بل نهار دائم!!

عزيزي الحب القديم وداعا عزيزتي ليلي ولبني ونادية لطفي صاحبة النظارة السوداء

وداعا لكنه حب العصر وسنوات القلوب الإلكترونية في زمن الرواية غير العربية !!

لكنه أيضا الحب في زمن الرواية العربية

بكل مفردات إلكترونية تمنحنا حق البوح والسرد والتساؤلات التي تبدو مزعجة ومرهقة لعقول

عاشت الحب قبل زمن الإنترنت لكنها تعيش الحب في زمن الإنترنت بلا قيس ولبني لانه العصر

وكتابة كل حكايات الحب بلا ملل فالحب الحقيقي هو الوطن .

الحب و الرواية العربية هما الوطن .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.