الإثنين , يوليو 8 2024
الكنيسة القبطية
وحيد متي

جريمة الأقباط الأرثوذكس النكراء

جميع ( ولن أقول أغلب ) الأقباط الأرثوذكس مفصولون تماماً عن الواقع الروحي لعهد النعمة بكل إرهاصاته الرائعة ، والذي دشنه الرب يسوع بدمه الثمين وبقيامته المجيدة .. ذلك لأنهم بعد – ويا للعار الأرثوذكسي – يؤمنون بكهنوت العهد القديم بكل تبعات وجوده الكارثية ، حيث لا يزال حجاب الهيكل يفصل بين الله والناس وكأن صلحاً لم يحدث ، وحيث العجز التام عن حل قضية الخلاص ( فالإنسان لا يستطيع أن يُخلص إنسان ، ولو كان خلاصاً بكهنوت العهد القديم فلقد مات المسيح بلا سبب )

وحيث الفشل في تحرير الإنسان من أغلال الخطية ومن طبيعته الفاسدة ، فإن كان أحدٌ في المسيح – وليس الكهنوت – فهو خليقة جديدة ( لو إستطاع كهنوت العهد القديم أن يجعل من الإنسان خليقة جديدة ، فالمسيح أيضاً قد مات بلا سبب ) .. ولا أعرف – في الواقع – أين ذهبت عقول جميع من لا بزالوا يؤمنون بهذا الكهنوت الفاشل / الفاسد / الفاشي / الساقط روحياً وأدبياً وأخلاقياً وإنسانياً

أين ذهبت عقول أولئك الذين يصدعون رؤوسنا بإيمانهم المستقيم ( وياله من إيمان ويالها من إستقامة )

رغم أنهم لو فتحوا كتابهم المقدس لدقائق قليلة فقط لا غير ، سيكتشفون جريمتهم النكراء .. نعم .. هي جريمة

بكل ما للكلمة من معنى .. جريمة التنكر لكل هبات ومفاعيل عهد النعمة المسيحية ، والردة – السخيفة والغبية والعبثية – إلى عهد الكهنوت البشري القاصر والمحدود ، الذي كان رمزاً وقد إنتفت صلاحية وجوده بتجسد

وموت وقيامة المرموز له ” الكلمة صار جسداً “

هذا الكهنوت الذي لم يُسمن ولم يشبع من جوع الإنسان وتوقه الحثيث منذ لحظة سقوطه وإنفصاله عن الله

إلى من يخلصه من خطيته ومن طبيعته الفاسدة وإلى من يستطيع أن يصالحه مع الله الآب .. لقد كانت صرخة أيوب ” ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا ” هي صرخة البشرية كلها ، عندما عجزت تماماً عن حل قضية الخلاص

فلا الشريعة الموسوية ولا الكهنوت اللاوي ولا الفلسفة اليونانية ولا الفلسفات الشرقية بكل روحانياتها ولا الأعراف الأخلاقية قد نجحت في إنقاذ الإنسان من براثن الخطية والطبيعة الفاسدة .. تقول كلمات ترنيمة لبنانية جميلة ” يا عطش الأرواح .. أرنا محياك .. قلبنا لن يرتاح .. إلا بلقياك ” .. لقد باءت كل محاولات الإنسان في تخليص نفسه بالفشل الذريع .. وباتت عيون البشر مثبتة نحو السماء في إنتظار مجئ المخلص الذي سيخلص البشرية من عار الخطية .. ولا غرو ، ففي كل الحضارات والثقافات القديمة سنجد نبؤات عن الإله الذي يتجسد ويأخذ على عاتقه قضية خلاص الإنسان .. وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. مفتاح الحياة ( عنخ )

في الحضارة المصرية القديمة والذي يشبه الصليب .. كان رمزاً للحياة الأبدية ، وفي الصليب قد صارت لنا حياة أبدية في المسيح ، وقد تم الفداء ومات المسيح بدلاً عن الإنسان ” الفخ إنكسر ونحن نجونا ” .. وأيضاً في الفلسفة اليونانية ، قال سقراط ” يا أهل أثينا ، في كل حياتكم وأنتم نائمون ، أنتم تدنون من الموت ، وقد تمكنت من إيقاظكم من نوم الظلام ، سوف تنامون حتى يأسف الله ويرسل إليكم الشخص الذي سيوقظكم حقًا ”

أما أفلاطون فلقد كان أكثر وضوحاً ، عندما قال في كتابه القانون” الصديق الذي ظلموا وجلدوا وضربوا ، في نهاية المطاف سوف يُصلب ” .. وأيضاً ، تحتوي ” دولة ” أفلاطون على نبؤة عجيبة ، حيث يقول ” سيتم تجريده من كل شيء ما عدا العدالة ، لأنه كان معارضاً بطبيعته ، ومن دون إدانة أي شخص ، سوف يتعرض للخديعة إلى حد كبير ، ويوصف بأنه غير عادل ، ويتعذب من أجل العدالة ، وسوف يمتلئ بالدموع ، سوف يكون مشوه الجلد ، ومن بين الجروح الكثيرة التي تظهر على وجهه ، سوف يستحم ، وفي النهاية ، بعد كل شر ، سيُسم على خشب عالٍ ”

وفي جبل آثوس باليونان توجد مخطوطة بعنوان ” النصب التذكاري للرسول المقدس فيلبس” ، يرد فيها ما يلي ” بعد مرور فترة طويلة ، سيأتي الإنسان إلى هذه الأرض الهادئة ، ويولد بتضحيات غير محدودة ، مع حدود إلهية لا تنضب ، سوف يستبدل الإنسان ، وسوف يحسده الناس غير المؤمنين به ، ويعلقونه ليموت “

وأيضاً ، في كتاب لأفلاطون بعنوان ” فيدورس ” تقول العرافة ” من يفعل كل شيء عن طريق السبب ، وسوف يشفي كل إنسان ، وسوف يكسر الرياح بكلمته ، وسوف يطمئن البحر المرتجف ، بعد أن مشى بسلام وإيمان

وسيُقدم الخدين والظهر المطهر بالسياط ، بينما هم يصفعونه ، سوف يصمت ، حتى لا يمكن أن يفهموا من هو

ما هو ( الإبن ) ، من أين أتى ليتحدث إلى الموتى ، وسوف يرتدي تاج الشوك ” .. وفي نفس الكتاب ، تتنبأ العرافة ودلفي ” بالإبن العظيم ، الذي أظهر المجد ، الذي لم يولد من زوجين إثنين بسبب الجسد

وظهر وإستحم في تيارات نهر الأردن ” .. وفي موضع آخر من نفس الكتاب ، تقول العرافة ”

أنت لم تتعرف على إلهك ، الذي سُكب في مجرى الأردن ، وطار روحاً لفترة طويلة

هو الذي كان قبل الأرض ، وكانت نجوم السماء الكاملة مهيمنة بكلمة الأب والروح الطاهرة

ورغم أنه كان قوياً في الجسد ، فقد طار سريعاً إلى منزل أبيه ”

ويمكن القول أن كل الشعوب القديمة قد وضعت في تراثها المعرفي والحضاري نبؤات عن مجئ المنقذ

الذي يسترد العالم ، وإن كانت هذه النبؤات أقل وضوحاً من نبؤات فلاسفة اليونان .. ومع كل هذا

وبعد ألفان من الأعوام على تحقق نبؤات أنبياء العهد القديم ونبؤات فلاسفة الأمم وتوق الشعوب القديمة

لمجئ المخلص .. فلا يزال الملايين يتنكرون – في غباء منقطع النظير – لتجسد الكلمة

لا يزالوا يؤمنون بكهنوت بشري خاص !!

ويُنكرون كهنوت الرب يسوع ( فلا مجال على الإطلاق للجمع بين الكهنوت البشري الخاص والكهنوت الإلهي

للرب يسوع إلا في عقول وقد تشوهت بالموروث الإيماني الفاسد والمغرض والذي يضرب بحتميات

خلاص المسيح عرض الحائط ، والتي من أهمها على الإطلاق إنتفاء وإنتهاء كهنوت العهد القديم إلى غير رجعة ) .. تلك هي جريمة الأقباط النكراء ( وكل الطوائف التي تؤمن بكهنوت بشري خاص في العهد الجديد )

ومن ثم ، فليس الإستغراق المتنامي في كل مظاهر العبادات الوثنية في المعابد الأرثوذكسية ( والكاثوليكية )

إلا نتيجة حتمية ومنطقية تماماً لخطيئتهم الكبرى .. عندما قبلوا – ولا يزالوا – بوجود كهنوت بشري متسلق

على كهنوت المسيح وسارق له .. من هنا بدأ السقوط الروحي والأخلاقي العظيم للأقباط الأرثوذكس

( ومن على شاكلتهم )

من هنا بدأت مأساتهم الوجودية .. من هنا بدأت عوامل ضعفهم وتشرزمهم وتآكلهم وهي تنخر تباعاً

في حياتهم البائسة وواقعهم المنكود ووجودهم المشوه .. من هنا قد بدأ سفر الخروج – الفردي ثم الجماعي – من المستنقع الأرثوذكسي الآسن بكهنوته الشيطاني والذوبان – للأسف الشديد – في الأغلبية المسلمة ، أو في تيارات الإلحاد

واللا دينية .. من هنا ، من رفضهم الغبي والمقيت لكهنوت الرب يسوع وإصرارهم على التشبث الأحمق

بكهنوت اللصوص والمرتزقة .. قد دق الأقباط الأرثوذكس – عن سابق إصرار غبي وترصد أحمق – أول مسمار

في نعش وجودهم المشوه والمزيف .. وعندما تختفي هذه الجماعة الغبية ( بل شديدة الغباء في الواقع ) من الوجود نهائياً

لن يشعر بإختفاءها أي أحد .. لأنها جماعة ميتة وجودياً وروحياً وأدبياً وأخلاقياً .. وليس إختفاءها

من الوجود سوى تحصيل حاصل ، وحتمية تفرضها كل مقومات المنطق العقلي والروحي والأخلاقي ..

ولا عزاء للأغبياء .

شاهد أيضاً

رياضة

أحمد رفعت برحيلك سقطت الاقنعة

دائما ما تموت الاشياء والمكنونات والاسرار بوفاة الشخص ولكن نحن الأن أمام ظاهرة غريبة وهى …

6 تعليقات

  1. لعل الموقع يسمح لنا بالرد وباستخدام مفردات الكاتب الجهبز فلته زمانه والذى وحده يفهم الكتاب المقدس ..مع أن الف باء الكتاب المقدس تقول من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب الحكم لكن هذا الغبى الجاهل الذى يصف مليارين – أقباط وكاثوليك بالجهل – فهو يجهل أبسط تعاليم الكتاب المقدس الذى يدعى معرفته . أضف الى ذلك هذا المقال يدجل تحت بند الردح الشرقى وليس له علاقه بالنقد ولا بمقارنة أى شئ بل قمة البذاءه والتدنى الأخلاقى والمعرفى من الكاتب الذى لا يملك الحد الأدنى من أى شئ ..يتبع

  2. وهل اختلف الأقباط والكاثوليك على مفهوم التجسد أو أنكروه مثلا أم هذا جهل وغباء منك ؟ ثم من قال لك أن الأقباط والكاثوليك يكهنون بالعهد القديم ؟ ألا تدرى يا غبى وأبو الجهل أن السيد المسيح أسس كهنوت العهد الجديد ؟ ألا تدرى يا غبى ويا جاهل أن السيد المسيح هو رئيس الكهنه الأ‘عظم .؟وهو من أسس لذلك وأرسل تلاميذه الذين رسموا قسوس وشماسمه وأساقفه ؟ ألا تدرى يا غبى أن الكنيسه حتى القرن السابع عشر كانت تكهن بنفس الطقوس .؟ الا تعرف يا غبى أن هذه الطقوس تسلمها الأباء الأوائل من الرسل أنفسهم ؟ اذا كنت أنت غبى وجاهل ولا تعرف تاريخ الكنيسه فهذه مصيبتكم وحدكم يا غبى وليس غباء من الأخرين ..فهمت ؟ يتبع

  3. وهل السيد المسيح موجود معنا على الأرض وهو الذى يكهن الان مثلا والأٌقباط والكاثوليك رفضوا أم علمنا كهنوت العهد الجديد قبل صعوده الى السماء ؟ يا غبى قليل من القراءه وقليل من الفهوم لا يضر . يا غبى ويا جاهل حاول تقرأ وحاول تفهم قبل ما تتبرز هذا الكلام من فمك . أنت البائس والمشوه وصاحب الوجود المنكود ولا أحد غيرك وليس الاٌقباط . أما كهنوت الشذوذ والمرتزقه فهو يرتع عندكم يا غبى . وهل هناك جدال أو شك أن السيد المسيح هو كاهن الى الأبد بل رئيس الكهنه الأعظم ؟ تأكد أنت الشيطان نفسه يتقزز مما جاء فى مقالك ..فعلا ان لم تستحى فاكتب ما شئت ..ولا عزاء للأغبياء أمثالك . مقالك تجاوز السفاهه بمراحل كان الله فى عون أهلك ومن بستحمل بذاءتك من المحيطين حولك .

  4. والذين ذهبوا الى الالحاد أو اللا أدرى والى عبادات أخرى هم اخوانكم أتباع الكنائيس الغربيه لأسباب أنا ذكرتها لك وليس الاٌبقاط يا غبى …الأقباط وحتى الان يستشهدون على اسم السيد المسيح ولا يفرطون فى ايمانهم .. حاول تهدأ وتقرأ ردى عليك لعلك تفهم ..وأنصحك الاستعانه بصديق بشرط أن لا يكون من نفس عجينتك حتى يساعدك على الفهم . لعل الموقع ينشر ردودى على المقال دون حذف عملا بحق الرد .

  5. شكرا جزيلا للموقع الذى نشر تعليقاتى وأتعشم أن ينشر البقيه التى أرسلتها بالأمس ..مع تحياتى

  6. يا وحيد عصرك و زمانك اسلوبك في الردح يؤكد انك لم تفهم الكتاب المقدس علي الاطلاق . لانك لو كنت قد فهمت لما تكلمت بهذا الأسلوب و أيضا لكنت فهمت ان الرب يسوع و هو رئيس الكهنة قد اسس سر الافخارستيا بنفسة في وقت العشاء الاخير و الذى يستوجب وجدو الكهنوت البشرى و الذى يفهمه ببساطه اي طفل في مدارس الاحد و ينكره اصحاب الاجندات من امثالك بكل هذه الكراهية غير المبرره و التي هي احدي نتائج عدم الفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.