مريم صالح مغنية مختلفة ..أشبه بالبحر ..ملامحها المصرية الخالصة وايقاعها الحركي يضعها مابين رقة الفراشات وحدة النسور ..ابنة بني سويف وابنة جيلها وربما الجيل القادم .. قد لا تصنف حتى مغنية كما يرى البعض لكن بدون شك هي حالة متفردة بذاتها ..حالة صدق خارج المألوف.. تأثرت بالشيخ إمام
والشاعر أحمد فؤاد نجم فاختارت أن تكون هي وليست آخر .. قد تبدو غير مقبولة تماما للكثيرين
بل ومحل سخريتهم بسبب ادائها العنيف أحيانا لكنها في كل الأحوال لديها من التمرد والوضوح ما يدفعها
لتجسيد الكلمات وتطويع الموسيقي في أداء يعبر عن مكنونات الداخل كأنها تحكينا من تناقضات ومفارقات وصراعات وأحلام ومواجهات عنيفة ومباشرة بأداء عفوي حر بلا زيف أو تملق .
موسيقاها حلوة وكلمات الأغاني واقعية وصريحة وحقيقية فتنطلق على المسرح لتحكي
“بقيت مجنون ..تسكر تبكي ..أنا دوشة ..أونطة ” وغيرها فتطلق أحاسيسها من دون قيد في محاولة
للاتساق مع تمردها
أو في محاولة لإعادة ترتيب ضجة أعماقها وتنسيق المفردات حولها من جديد وبرؤية غير تقليدية
مريم صالح بطلة فيلم “حدوتة من صاج “واللي أدت فيه دور البطولة بتلقائية مخيفة وتحدي وجرأة
إلى حد الصدق وحد اللا تعليق قد تخشي الكثير من الممثلات القيام بهذا الدور نتفق أو نختلف معها
لكن تظل مريم صالح حالة ابداعية مختلفة وتجربة تستحق المتابعة
فمريم تمثل صراعات المرحلة الحالية والآتية ..