الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكاتدرائية
الكاتدرائية

فِي الذِكْرَى الـ 56 لِنَشَأَة الكَاتِدْرَائِيَّةٌ بِالْعُبَّاسِيَّة: الْعَلَاَّقَة بَيْن الْبَابَا كَيْرلس وَالرَّئِيس جَمَال عَبْدُ النَّاصِرِ!

د. ماجد عزت إسرائيل

 تزامنت فترة جلوس قداسة الأنبا كيرلس السادس البابا الـ 116(1959-1971م)على كرسي مارمرقس،مع جلوس الرئيس  الراحل جمال عبد الناصر”على كرسي رئاسة جمهورية مصر في يونية1956

(بعد الاستفتاء على الدستور وعلى رئاسته حتى رحيله في 28 سبتمبر1970)، وهو الذي أصدر في15 شوال 1378هـ/23 أبريل 1959م القرار الجمهوري رقم (583) لسنة 1959م بأعتماد إنتخاب القمص مينا البراموسى المتوحد ليكون بطريركاً لكنيسة الأسكندرية.

وبالرغم من البرقيات العديدة التي أرسلت ضد البابا عندما كان مرشحاً ليكون بطريركياً، وحرصا على عدم تدخل الدولة في شئون الكنيسة،طلب الرئيس من وزير التموين “كمال ستينو” متابعة موضوع الشكاوي،وإبلغه الوزير إن أبونا مينا رجل الصلاة، يعطى الناس قطناً مبللا بالزيت لأجل شفاء المرضى”.

 وهكذ، لم تكن العلاقة بين البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر في البداية علاقة قوية، ويُقال أن شفاء أحد أولاد عبد الناصر بصلوات قداسة البابا،كان لها تأثيراً قويا في تدعيم العلاقة بينهما حتى أن الرئيس جمال

قال للبابا:”أنت منذ الآن والدي… أنا ها قولك يا والدي على طول. وزي ما بتصلي لأولادك صلي لأولادي… ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهوري… البيت ده بيتك وتيجي في أي وقت أنت عاوزه”.

وقد عبر الكاتب السياسى”محمد حسنين هيكل” فى بعض مقالاته، عن هذه العلاقة قائلاً:

“كانت العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر ممتازة وعلاقات إعجاب متبادل

وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة جمال عبد الناصر فى أي وقت، يشاء

وكان كيرلس حريصاً على تجنب المشاكل، وقد استفـــاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر في حل العديد من المشاكل”.

كما ذكر القس “رفائيل آفامينا” فى كتابه “مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس” مدى حب البابا كيرلس السادس لمؤسسة الرئاسة،من خلال لقاء جمع ما بين البابا والرئيس “جمال عبد الناصر

حيث تحدث البابا كيرلس للرئيس عبد الناصر قائلاً” إنى بعون الرب سأعمــــل على تعليم أبنائى معرفة الرب، وحــــب الوطن، ومعنى الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قــوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن”.

وقد نجح البابا كيرلس السادس بحبه المعهود في اللقاء الذي جمعه بالريس جمال عبد الناصر فى 8 مايو1965م على تخفيف الإجراءات العشرة لشروط بناء الكنائس، إذ وافق الرئيس على طلب البابا ببناء 25 كنيسة سنويا

يحدد البطريرك أماكنها، كما كان من نتائج هذا الاجتماع أن أمر الرئيس بفتح كنيسة حدائق حلوان التى ظلت مغلفة ما يقرب من العام، وقال الرئيس أن أماكن العبادة لابد أن تنتشر ويجب ان يعرف الجميع الله.

وان الإيمان يجب أن يمس كل القلوب .ولا تنسى الكنيسة القبطية المصرية الموقف الوطنى للزعيم “جمال عبد الناصر” الذى أصدر قراراً بإنشاء الكاتدرائية المرقيسة بالعباسية، ووضع حجر تأسيسها فى24 يوليو1965 م، حتى تتماشى مع مكانة الكنيسة المصرية”.

  وقد عبر الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه”خريف الغضب”قائلاً: كان الرئيس يدرك المركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسى في التاريخ المصري، ثم أنه كان واعياً بمحاولات الإستقطاب التي نشط لها مجلس الكنائس العالمى .. وهكذا فإنه قرر على الفور أن تساهم الدولة بنصف مليون جنية في بناء الكاتدرائية الجديدة نصفها يدفع نقداً ونصفها الآخر يقدم عيناً بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام

والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء…” . وفى حفل إفتتاح الكاتدرائية المرقيسة بالعباسية في25 يونية 1968م، توجت العلاقة بين الكنيسة والسلطة السياسية حيث حضر الرئيس” جمال عبد الناصر”

رغم مرضه، وإمبراطور الحبشة( أثيوبيا ) “هيلا سلاسى”، وممثلو الكنائس العالمية. وفي 26 يونية 1968م

دشن قداسة البابا كيرليس مذابح الكاتدرائية بصلاة القداس،كما أودع رفات مار مرقس الرسول التى أحضرها من إيطاليا تحت هيكلها الكبير.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.