الثلاثاء , يوليو 16 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

العِميان وبطريرك هذا الزمان

ماجد سوس

ما قام به قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك هذا الزمان من تطوير وإصلاح للعديد من الملفات الكنسية، منذ اختيار روح الله له لقيادة الكنيسة القبطية، كثير ومؤثر للغاية.

الأمر الذي يجعلني في حيرة وتعجب ممن لا يرون هذا الأعمال المباركة إما لغرض سيء في نفوسهم وإما عن جاهل قادهم إلى جهل، أو لهم عيون ولا يبصرون.

أياً ما كان الأمر فالمؤكد لنا أن لأبليس أجندة وجنود لتنفيذها. البابا الذي منذ أن تبوأ سُدة الكرسي المرقسي وهو يسبق الزمن في تطوير الكنيسة القبطية مبتدئاً بتعديل لائحة انتخاب البابا في 2014 وإشراك أكبر عدد من الإكليروس والخدام والشعب في انتخابه، مروراً بلوائح اختيار الأسقف ووضع برنامج تدريبي قبل تجليسه، ثم لائحة اختيار الكهنة، تليها، لائحة تنظيم الرهبنة والحياة الديرية.

ثم قام بتنظيم مجالس الكنائس والحرص على وجود خادم وخادمة فيها. بعد كفاح مرير من كل البطاركة الذين سبقوه منذ العصر العثماني، استطاع أن يقدم للحكومة قانون بناء الكنائس الموحد والتي أرقته في 2016 والذي بسببه تم تقنين جميع كنائس مصر الني بنيت في السابق فلأول مرة في التاريخ تقدم الدولة ترخيصاً رسمياً لكل كنيسة بنيت دون ترخص في كافة العقود السابقة.

بعدها أصدر البابا لائحة المجلس الإكليريكي وقراره التاريخي الرائع الذي نقل به ملف الأحوال الشخصية من يد أسقف واحد وحيد، إلى نظام عادل حيث قام بتقسيم ملف الأحوال الشخصية إلى خمسة مناطق على مستوى الكرازة وكل منطقة أو مجلس يشكل من أسقف وكاهن وطبيبة ومحامي ومن أجل الشفافية قرر أن يكون الأمر بالتناوب فلا يمسكها أسقف واحد كل الوقت ولا كاهن واحد ولا طبيبة أو محامي واحد.

ومازال قداسته يعمل جاهداً على إصدار الدولة لقانون الأحوال الشخصية الجديد الذي سيحل

العديد من المشكلات الأسرية المنتشرة في أنحاء الكرازة. لا يسعفني الوقت أو المساحة

للحديث عن الإيبارشيات الجديدة التي انشأها في أوروبا في اليونان و هولندا وجنوب فرنسا، باريس

وشمال فرنسا وفي شمال القارة الأمريكية إيبارشية ميسيساجا بكندا، وإيبارشيتي نورث وساوث كارولينا، ونيويورك بأمريكا.

ولا بالمناطق التي أنشأها وسام عليها آباء أساقفة كالإسكندرية والجيزة والمنيا وغيرها من أجل نهضة الكرازة ولنجاح الخدمة.

ولا بناءه لأكبر مكتبة كنسية قبطية بالطراز الروماني الذي عاش فيه المسيح لتضاهي مكتبة الفاتيكان وتعيد للمسكونة عظمة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية والعلمية.

أما ملف الوحدة مع الكنائس الأخرى والذي بدأه البابا كيرلس والبابا شنودة، فهو لم يحد عنه فهو يحمله

بكل حنكة وتروي ، بحكمته المعهودة، محافظا على جوهر الإيمان الأرثوذكسي بكل أمانة، ولا تصدق

من يقول لك غير ذلك، فحين تدارس مع بابا روما عدم إعادة معمودية إخوتنا الكاثوليك، كان الأمر يتعلق

بما بالأشخاص الذين تم معموديته بالتغطيس وهنا كنيستنا لا تعيد تغطيسهم وتقوم بدهنهم بالميرون فقط

وهذا ما كان يفعله قداسة البابا شنودة

وأنا شخصيا لي صديق تزوج من كاثوليكية قام بتزويجهم القمص نادرس يعقوب الذي اتصل بالبابا شنودة الذي سمح له أن يدهن العروس بالزيت فقط وهذا ما قاله نيافة الأنبا سيرابيون مطران كرسي لوس أنجلوس وهاواي.

وللمصداقية ذكرت الأسماء ولا أدري حتى الآن لماذا هاجم البعض البابا تواضروس عن أمر كان يقوم به البابا شنودة.

أما توحيد الأعياد الكنسية مع مسيحيي العالم فهو ما طالب به مجمع نيقية والذي أعطى لبطريرك الإسكندرية أن يدعو الجميع لوحدة عيد القيامة وهو ما فعله البابا تواضروس ولم يقل إطلاقا أنه سيتخلى عن ميعاد العيد، بل قدم دعوة لكنائس العالم لدراسة الأمر.

أخيراً يا أحبائي أود أن أشير إليكم إلى أمر هام لا بد أن نعيه، أن روح الله الذي عمل في مجمع نيقية قادر ان يعمل الآن، فالقانون الخامس في مجمع نقية حدد أن على المجامع المحلية أن تجتمع مرتين كل عام، لكن البابا شنودة رأى أنه يكفي أن يجتمع المجمع مرة واحدة في العام أليس هذا كسراً لأحد قوانين نيقية.

القانون العشرون منع السجود أو الركوع آيام الآحاد، ولكن الكنيسة الآن تركع وتسجد عدة مرات في قداس الأحد فهل هذا كسرا لقوانين نيقية. ما يستشف أيضا من قوانين نيقية أنه في البداية، كان القداس الإلهي

مقسّمًا إلى ثلاثة أقسام: قداس السامعين، قداس الموعظين، وقداس المؤمنين.

هذا التقسيم كان يعكس المراحل المختلفة التي يمر بها المؤمن في رحلته الروحية داخل الكنيسة.

ولكن مع مرور الزمن، تلاشت بعض هذه الأقسام نتيجة لتغير الظروف والمتطلبات.

فهل كسرت الكنيسة قوانين نيقية. يا أحبائي من ينكر حق الكنيسة في استخدام سلطانها الروحي لخلاص نفوس أولادها، ينكر عمل الروح القدس وقدرته على الحل والربط الذي أعطاها للكنيسة.

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.