كمال زاخر الأحد ١٦ يونيو ٢٠٢٤
نخاف الموت ونهابه، وكثيراً ما نحسبه شراً، وحين يذكره احد ويحكى عنه نقاطعه “الشر بره وبعيد”، بل ان القديس بولس الرسول يعتبره “عدو” وعدو لا يهدأ؛”آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.” (١كو ١٥ : ٢٦).
بينما فى نفس الاصحاح يعود فيؤكد بأننا انتصرنا عليه ونتحداه “قائلين اين شوكتك يا موت ؟؟
اين غلبتك ياهاوية ؟؟” (١ كو ١٥ :٥٥) واقعياً كيف يمكن ان نصرخ بهذا الهتاف (الحقيقى)
وإنساننا العتيق باق ولم يمت، ولم نعش الحياة الجديدة، ولم نختبر – او حتى نطلب – الحياة فى المسيح،؟.
التعليم السائد القى بنا فى متاهة “مسيح المقايضة”، فصارت ممارساتنا التعبدية، صلاة وصوم وصدقة، … الخ، فى مقابل ان يحمينا ويرزقنا ويحقق مطالبنا هنا.
وفى طيف من التعاليم المتصحرة؛ التى وجدت بيننا مكان والناس نيام، استغرقتنا الغيبيات الغائمة
فصرنا لا ندرك إلا “مسيح المعجزات والخوارق”، مسيح اسطورى، وفيها لا املك ان أتعامل معه
بشكل مباشر بل عبر وكلاء معهم مفاتيح الباب اليه.
وبشكل حصرى. (هكذا)!! لن يقوى على تحدى الموت الا من اختبر القيامة، وذاق العشرة مع المسيح
واشترك قبلها – وإليها – فى الامه وموته.
هذه ارثوذكسيتى كما عركتها واستوعبتها واجتهد فى أن اعيشها، بعمل النعمة، واستنارة كلمة الحياة، وفعل الاسرار المقدسة، وفى محفل القديسين الذين حفظوا لنا الايمان، اكملوا جهادهم، وصاروا داعمين لنا
لأنهم اعضاء معنا بل شركاؤنا فى جسد المسيح.
وقد تحرروا من ثقل الجسد الترابى.
دعونا نعود الى ق. بولس وهو يختتم كلامه فى نفس الاصحاح:
“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلًا فِي الرَّبِّ.”(١ كو ١٥ : ٥٧ – ٥٨)