جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
سألني أحدُهم منذ عدةِ سنوات عن معنى اسمي؟ فأجبتُ إجابتي المعتادة: إنه اسمٌ مذكورٌ في القرآن الكريم، يرمزُ إلى عين ماءٍ في الجنة يشربُ منها المقربون الصالحون، فاستكملَ حديثه مؤكدًا أنه لا يسألُ عن المُرادِ من اسمي،
وإنما يسألُ عن المعنى اللغوي! عن معنى كلمة تسنيم في القاموس؟
ولم أكن فكرتُ في هذا الأمر من قبل! بسرعةٍ كبيرةٍ وفضولٍ أكبر.. توجهتُ إلى جوجل
وفتحتُ قواميس اللغة العربية وبحثت، فعرفتُ أن أصل اسمي هو: الفعل “سنّم”، أي: ارتقى وارتفع
عن الأرض ومنه المصدر: “تسنيم” أي: علوّ وارتقاء، وأن عينًا في الجنةِ سُميت بهذا الاسم
لأنها تجري فوق الغرف والقصور، فهي بالأعلى ذات شأن عظيم
يقال: إن “لكل شخصٍ من اسمه نصيبًا”..تذكرت ذلك أثناء بحثي، وتذكرتُ كم من النبوءات منذ طفولتي
تشهدُ لي بالتميز وتتوقع لي شأنًا كبيرًا، وصلتُ إلى ما وصلت ومازلت أسعى، فأنا أحبُ هذا السعي
اسمي تسنيم؛ ودومًا أشعر أن لي أجنحة، وأحب التحليق حتى أنك إن رأيتني أمشي فلن تلحق بي.
السعيُ تحليق والمشيُ تحليق، قدماي لا تكادان تلمسان الأرض، لا أنتمي للأرض
أنتمي للبراح للسماء للخفة وللتحررِ من الأثقال.. أكرهُ الركود.
الركود يعني موتًا، والحركة تعني حياة وأنا أحبُ الحياة وأرفض الموت فيها.. أرى الموت الأخير
تحررًا كبيرًا وارتقاءً لعالمٍ أجمل عالم جديد بلا شرور أو حروب، عالم يكون لي فيه بيتٌ جميل
على تلةٍ خضراء، أقفُ في شرفتِه فألمسُ السماء وتجري فيه عينُ ماء اسمها “تسنيم”، أشربُ منها
فلا أظمأُ بعدها أبدًا ولا أحزن..
مرحبًا اسمي تسنيم، وسيكونُ لي شأنٌ عظيم..
