فى واحد من اكتر الأفلام اللي بحبها وبتفرج عليها ومبزهقش منها فيلم . يا عزيزي كلنا لصوص.. محمود عبد العزيز “مرتضى السلامونى” – خسر كل أمواله وافتقر بعد ما كان غنى ومن البهوات .. فـ راح يقيم فى سرايا العزبة اللى فضلت من أملاكه .. كان مِفلّس ، وطلب فلوس سلف من عبد الله فرغلى “عبد الرازق”
اللى كان معرفة قديمة بوالده .. فـ أول مرة – عبدالرازق فِرح بطلب مرتضى منه – لأن إنطباعه “السابق”
عن البيه كان لسة فى ذاكرته ، وقال لمراته جُملة بتشرح إنطباعه : (إحنا نطول لما نسلّف البيه !!) .
– عبد الرازق إعتبر مساعدة مرتضى بيه السلامونى .. شرف وفخر إنه يسلّفه ، ويكون ليه فضل وجِميلة عليه .. – لكن مع تكرار طلبات السلف من البيه ، ومع سفه إنفاقه – بدأ إعتراض عبدالرازق عليه – لأنه كان شايف البيه بياخد الفلوس علشان يبعترها على رفاهيات فارغة وعلى “مزاجه” – مش على أساسيات ضرورية
شاف البيه “إستسهل السلف” والدين ، وشافه غير جاد فى بحثه على طريقة “لإنقاذ نفسه من الأزمة” ، ولا جاد فـ “الإعتماد على نفسه” .. عبدالرازق (برمزية الإسم) بدأ يتأفف ، وبدأ يعترض .. وبعد ما كان بيسلّف البيه بدون نقاش ، وبيسلّفه وهو فرحان وفخور بـ”شرف مساعدته”
– أصبح البيه حِمل تقيل عليه ، وعايز يخلص منه .. – بدأ عبد الرازق يسأل البيه ، ويراجع مصاريفه ، ويتدخل فى شؤونه الخاصة ، وفى إنفاقه .. وبدأ وكأنه (بيشترط عليه) مقابل السلف – حتى إنه إستنكر عليه تدخينه لسجاير “مستوردة بالعُملة الصعبة” وهو مش “لاقى الجنيه”
– فـ طلب من البيه صراحة : (يوقّف تدخين المستورد ويستبدله بالمحلى عشان أرخص) .. وكان رد البيه الإستنكارى عليه : (إنت هتتحكّم فى مزاجى)؟!! ..
* نقف لغاية هنا ، وناخد معانا المثال ده وإحنا بنقرأ باقى النماذج الجاية ..
– نموذج 1
: 1976 .. تم إنشاء حى “الشيخ زايد” بالإسماعيلية .. وهو أول وأقدم حى يحمل إسم الشيخ زايد بمصر .. وكان إهداء ومساعدة “غير مشروطة” من حاكم الإمارات لأهل الإسماعيلية “مصر”
بعد رجوعهم من التهجير لتعمير الإقليم من جديد .. وكان وقتها مساعدة زايد لمصر “شرف ليه” ، وفخر بإطلاق إسمه على حى مصرى كامل ..
– 2023 .. مسؤول إماراتى : (على مصر تغيير سياستها الإقتصادية – كـ “شرط” لإستمرار دعم أبوظبى لها) .
نموذج 2 :
1975 .. بعد سنتين من المساعدة “الغير مشروطة” من الملك “فيصل” لمصر فـ حربها ضد الكيان
بقطع البترول عن الغرب – السادات يطلق إسم فيصل على شارع من أهم شوارع الجيزة – تخليد لإسمه ولموقفه الداعم ..
– 2023 .. مسؤول سعودى : (الإنتهاء من عصر دعم مصر “بدون شروط”) .
نموذج 3 :
1986 .. مسجد إسمه “الحمد” – تم إنشاؤه إهداء من “ورثة شيخة كويتية” – كان أقصى طموح أبنائها يشوفو إسم أمهم مكتوب فى ديباجة بيانات مسجد فى مصر – حتى “بدون مقابل تسمية المسجد بإسمها” ..
– 2023 .. برلمانى كويتى : (إنتهى عصر مساعدة مصر “بدون مقابل” ، وعليها مراجعة أولويات إنفاقها) .. –
ناخد التلات نماذج التى تم سردها ونتأمل كلام “عبد الله النفيسى” أحد أشهر السياسيين العرب – حينما قال فى لقاء تليڤزيونى : كانت العقيدة فى الماضى عند الخلايجة تجاه مصر الكبيرة والعزيزة : أن مصر ( إذا طلبت – تُكرَم ) ..
– مصر إذا طلبت – الكل يتنافس على “شرف مساعدتها” .. إذا طابقنا كلام النفيسى على مواقف الماضى
– وقارنّاه بتصريحات الحاضر – هنلاقى إن مصر فـ السابق كانت عزيزة ، وكانت بطلب أو بدون طلب منها – كانت “تُكرم” ، وكان الجميع يتسابق لخدمتها .. كانو الملوك والأمراء والشيوخ – حتى الورثة –
الكل بيتسابق فـ مساعدة ومجاملة مصر وأهل مصر لمجرد شرف المساعدة – سواء كان شرف معنوى
بدون مقابل ، أو بمقابل تأريخ وتخليد إسمهم على حى أو على شارع أو حتى فى ديباجة إفتتاحية مسجد ..
كانت عقيدتهم هى نفس عقيدة “عبد الرازق” :
( إحنا نطول لما نساعد البيه ) !! ..
– لكن لما البيه (سابقاً) يصرف فلوس السلف والدين على (مزاجه) – يبقى من حق الدائن يتدخل فى شؤونه الخاصة ويملى شروطه .. – للأسف .. من حق (عبد الرازق) – يتحكّم فـ مزاج البيه