“العزيز الحبيب والأخ الإيجومينوس القمص متي المسكين..بقبلات الحب والأشواق أُقبل روحك وقلبك وفكرك ووجنتيك ورأسك، داعيًا الرب من أجلك، مع أننى أيضًا فى حاجة إلى صلواتك عنى، أن يحفظك الرب متمتعًا بالسلام الروحانى الذى يفوق كل عقل، وأن يدفع عنك كل ما يكدر صفوك وصفائك روحيًا ونفسيًا وجسديًا، لتظل دائمًا
كعهدى بك ناميًا بغير توقف إلى ملء قامة المسيح له المجد”.
“هذا خطاب مجرد تعبير عن أشواقى إليك، ورغبتى العارمة فى الاطمئنان على صحتك وأحوالك، شاكرًا
لك كتابك الأخير عن القديس بولس الرسول، وكتابك الأسبق منه عن الإنجيل للقديس يوحنا
وكل منهما جهد ضخم لا يقوى عليه إلا راهب ناسك تجرد من الاهتمامات والشواغل التى تعوق الذهن والقلب
إنى أهنئ قلبك وروحك بهذا الجهد الروحى والعلمى المتميز”.
“كلما أسال عنك أسمع أنك معتكف، ولا تقابل أحدًا ولا أعلم إذا كنت تقيم حاليًا بدير العظيم القديس أبو مقار
أم أنك تقيم فى مغارة خارج الدير، لا بأس باعتكافك واعتزالك، ليتنى أنا أيضًا مثلك، فأنا فى جميع الأحوال مطمئن قلبيًا إلى منهجك الرهبانى، ولم يتزعزع إيمانى فى محبتك، إنك طراز الراهب الذى منذ البدء قصد الرهبنة لذاتها
وفى ذاتها، وهو المفهوم الأصيل للرهبنة الأصيلة لآباء الأسكيم”.
“أريدك أن تحيا سعيدًا بما أنت عليه، وأن تصلى من أجل الرهبنة ومن أجل كنيسة الله الأرثوذكسية، ومن أجل شعب الله فى الأيام والسنوات القادمة، حتى يبقى المسيحيون جميعًا ثابتون غير متزعزعين، متوقعون مجىء المسيح فى مجد”.
“تقبل فى الختام قبلات محبتى واعتزازى وتقديرى، وأرجوك ملحًا أن تصلى من أجلى، الرب معك دائمًا، ولتشملنا نعمته”.
الأنبا غريغوريوس الجمعة 24 يوليو 1992م”17 ابيب 1708 الرقم البريدى 11381
شهادة القديسة اوفيمية العذراء من قدس الأب متي المسكين ردًا على رسالة نيافة الأنبا غريغوريوس:
“بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس أسقف التعليم العالى ومعلم الكنيسة، أقبل يديكم الطاهرتين ملتمسًا صالح دعواتكم”.
“استلمت خطاب نيافتكم بكل احترام وشكر على سؤالكم عنا المملوء محبة ومشاعر مقدسة
وأنا لست أهلًا يا سيدى أن تكتب إلى، ولكن هو اتضاعكم الذى يفيض مودة خالصة
أنت يا سيدى كنت ولازلت معلمنا الذى نشأنا نحمل لك كل احترام وإجلال
ونعتبر أقوالكم وحياتكم منبعًا للمعرفة الصحيحة والعقيدة القويمة، وكنا ولازلنا نراك أبًا للكنيسة
ومعلمًا لأرثوذكسيتنا السعيدة، وأنا لا أنسى أبدًا اليوم الذى عرجت عليكم فى الكلية الاكليريكية
لأستودع منكم كلام عزاء ومنفعة قبل ذهابى للدير مباشرة”.
“كان ذلك فى ربيع 1948م، وقدمتنى إلى كبيرنا آنذاك الأستاذ حبيب جرجس
وتقبلت منكما كلمات التشجيع والدعاء، فكان هو الزاد الذى تزودت به فى طريقى الضيق
وكان نعم الزاد، عشت عليه 42 سنة ونيف
وروح الكنيسة تتأجج فى قلبى وتضئ على دربى، وتشد من أزرى فى أحلك ساعات عمرى
فما عثرت قط ولا أعوزنى العزاء أبدًا”.
“وها أنا لا أزال أجتر كلماتكم، ودعاؤكم يسندنى، وقد قارب الطريق النهاية وما أسعدها نهاية
حينما نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب؛ فهذا منتهى المنى حين يقودنا الحمل لنستقى من نهر الحياة”.
“أقبل منى يا سيدنا كل الحب والاعتزاز، فأنت أهل لكل تكريم و كرامة”.
متى المسكين
كتاب رسائل القمص متي المسكين