الأحد , ديسمبر 22 2024
مختار محمود

مختار محمود يكتب: القرآنجية وتلويث البيئة!

يلجأ معشر القرآنجية إلى استخدام أجهزة الترددات الصوتية الصاخبة؛ للتغطية على عيوب أصواتهم، وللتعمية على قبيح أدائهم، وحتى يتمكنوا من سرقة الأنفاس كما يحلو لهم.

يحرص معظم القرآنجية على اقتناء أجهزة مستوردة باهظة الثمن، ويحتفظون بها في سياراتهم الخاصة؛ حتى تكون

عونًا لهم في عملهم، فيما يلجأ البعض منهم إلى التعامل مع فنيين محترفين دون غيرهم؛ لأنهم يقتنون

مثل هذه النوعية من الأجهزة المزعجة والخادعة في آن واحد، ويجيدون توظيفها في الغرض المطلوب.

ولأن “الساوندات” صارت جزءًا أصيلاً في عمل القرآنجية، فإنها تسللت أيضًا –بكل أسف- إلى الأمسيات وتلاوات الفجر والجمعة التي يتم بثها تليفزيونيًا وإذاعيًا.

إذا اضطر أحد القرآنجية، لظروف خارجة عن إرادته، إلى التلاوة دون “ساوند معتبر”، وقعت الواقعة، وحلت الكارثة، وظهر الصوت على حقيقته شائهًا، وبدا الأداء تائهًا.

كبار القرآنجية من أصحاب الأجور الباهظة لا يقرؤون –مهما حدث- دون هذه الأجهزة الصاخبة التي تعتبر –في ظل إساءة استخدامها- أحد مسببات التلوث الضوضائي بامتياز.

الدراسات العلمية المتخصصة تقول: إن التلوث الضوضائي –ومن بين أسبابه هذه الأجهزة المذكورة آنفًا- يتسبب بمشاكل صحية للناس وللحياة البرية والبحرية والنباتية على السواء. يُعرف التلوث الضوضائي –ابتداءً- بأنه

“صوت خارجي غير مرغوب فيه أو ضار ناتج عن الأنشطة البشرية، يؤثر سلبًا على رفاهية الإنسان والكائنات الأخرى”.

لا يعد التلوث الضوضائي مشكلة حضرية فحسب، بل يؤثر على المناطق الريفية أيضًا؛ بسبب الإفراط

في استخدام هذه الأجهزة بشكل عشوائي في الأفراح ومناسبات العزاء، بعيدًا عن رقابة الأجهزة المعنية

والمختصة، وهي كثيرة ومتعددة ومتشابكة، ولكنها متقاعسة ومتخاذلة

ويحمكها مبدأ: “المصالح تتصالح”، و”النهاردة عندي وبكرة عندك”.

يمكن أن يؤدي التلوث الصوتي إلى عدة مشاكل صحية، مثل: فقدان السمع، الإجهاد، ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب والأوعية الدموية.

التلوث الضوضائي يجسد خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.

إن التعرض المستمر لمستويات الضوضاء المرتفعة يشكل خطرًا جسيمًا على الصحة العامة للإنسان.

في وقت سابق.. تم إعداد الخطة القومية للحفاظ على البيئة بمشاركة جميع الوزارات المعنية

من خلال تنفيذ مسئولياتها والتزاماتها المحددة حسب دورها في الخطة وتقديم الدعم الفني

والبيانات المطلوبة التي من شأنها المساهمة في تفعيل بنودها.

ويبلغ عدد الوزارات المشتركة في هذه الخطة إحدى عشرة وزارة، هي:

الداخلية، السياحة، التنمية المحلية، الأوقاف، الطيران المدني، التخطيط، الصحة، التربية والتعليم، التجارة والصناعة، الإسكان، النقل، والبيئة.

تهدف هذه الخطة المُجمدة -فيما تهدف وهو كثير ومتعدد- إلى التوسع في الحملات المشتركة

لضبط المخالفات الخاصة بالضوضاء، وتقنين استخدام مكبرات الصوت

والالتزام بمستويات معينة لا تتجاوزها.

كما تنص الخطة على منع إقامة سرادقات الأفراح والمآتم بالشوارع والسماح بإقامتها

في دور المناسبات فقط، واستخدام سماعات داخلية ولا يتجاوز مستوي الصوت حدود الدار المقام فيها

وهو ما لا يحدث حاليًا

ويبرز ذلك في حفلات العزاء التي تقام في سرادقات واسعة مدعومة بأجهزة صوت صاخبة جدًا

كذلك مراجعة وتعديل المعايير والحدود القصوى لمستويات الضوضاء الواردة في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة

وتنفيذ حملات للتفتيش على مصادر الضوضاء الثابتة والمتحركة، وتنفيذ مشروع إقامة شبكة رصد

للضوضاء البيئية وإعداد خريطة للضوضاء البيئية وقاعدة بيانات عن مستويات الضوضاء

للاستفادة منها عند إقامة منشآت جديدة وتصحيح الأوضاع الحالية، وبحث الشكاوى الخاصة

بالضوضاء الواردة من الخط الساخن لتلقي الشكاوى واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها.

القرآنجية لم يقوضوا دعائم دولة التلاوة المصرية، ولم يفسدوا أذواق المصريين

فقط، بل يسهمون بنصيب موفور أيضًا في تلويث البيئة، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.