بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي .
فنان كبير ومتعدد المواهب زكي رستم الذي حول الفيلم السينمائي إلي كتاب يقرأ بضمير الفلسفة التي اعتنقها مذهبا في تجسيده لكل ادواره السينمائية بضمير المتكلم الذي لا يعرف غير الفن لغة له مهما كانت أوجاعه التي فيها الكثير من فلسفات مثقف غير تقليدي لذا اعتبره العديد من النقاد العالميين احد اكثر الفنانين موهبة على مستوى العالم و اختارته مجلة “باري ماتش” الفرنسية كواحد من افضل عشرة ممثلين في العالم ،و وصفته مجلة “لايف” الامريكية بانه اعظم ممثلي الشرق و لا يختلف عن الممثل البريطاني “تشارلز لوتون”
أنه الفنان المصري القدير “زكي رستم ” . هو “زكي محرم محمود رستم”
ولد في 5 مارس عام 1901 في قصر جده اللواء “محمود رستم باشا” بحي الحلمية ، و والده كان “محرم بك رستم” عضوا بارزا في الحزب الوطني و صديقا شخصيا للزعيمين مصطفى كامل و محمد فريد .
حصل زكي رستم على البكالوريا عام 1920 و رفض ان يستكمل تعليمه الجامعي و اتجه الى التمثيل متمردا على تقاليد الاسرة فطردته والدته من السرايا معتبرة اياه مثل سيء لاخوته وعائلته العريقة .
كانت بداية زكي رستم في التمثيل من خلال “سليمان نجيب” و الذي كان والده صديقا لوالد زكي رستم ، فقدمه لعبد الوارث عسر، الذي نجح في ترتيب لقاء مع “جورج ابيض”
وعندما رآه طلب منه اداء مشهد تمثيلي و بعد نجاحه في اداء هذا المشهد بتفوق واضح ،وافق على انضمامه لفرقته و ظل يعمل بها عام و نصف و رفض زكي تقاضي اي اجر من “جورج ابيض”
فكان حبه للتمثيل يجعله سعيدا لانه يمارس هوايته بالرغم من الاجر المحدد له كان 7 جنيهات ،و هو ثروة بمقاييس هذا العصر . ظل زكي يعمل بدون اجر في فرقة رمسيس التي انتقل اليها بعد فرقة جورج ابيض الا ان “يوسف وهبي” اقنعه باهمية الاحتراف و تقاضي الاجر فكان راتبه الاول 15 جنيها و بعدها التحق بعدة فرق
اخرى منها “عزيز عيد” ، و “فاطمة رشدي” و اتحاد الممثلين و تعد محطته الاخيرة في التمثيل المسرحي “الفرقة القومية” .
تعد “الفرقة القومية” التي استمر بها الفنان زكي رستم 10 سنوات و التي قدم من خلالها العديد من العروض المسرحية اكثر الفرق تأثيرا في حياته ثم اقتحم عالم التمثيل السينمائي من خلال فيلم “زينب” امام الفنانة بهيجة حافظ .
اشتهر زكي رستم بأدائه المتميز و قدرته الفائقة على تقمص الشخصيات التي يؤديها حتى اطلق عليه “رائد مدرسة الاندماج” ،و في عام 1962 حصل على وسام الفنون و العلوم و الادب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
يعد زكي رستم من اشهر الفنانين الذين لم يتزوجوا في السينما المصرية و كان دائما يقول ان زواجه هو للفن فقط و كانت حياته الطبيعية لا تقبل السهرات الليلية و لا الذهاب الى اماكن غير الاستديوهات واماكن التصوير
والتسجيل و كان له صديقان هما “زكي نجيب” و “عبد الوارث عسر” و عاش طوال حياته بدون زواج ، لا يشغله سوى الفن .
كبر زكي رستم في السن و قام كل من حوله بالضغط عليه حتى يتزوج امرأة في سنه الا انه رفض قائلا
” لا انا مش هظلم حد معايا” و عرف وقتها بالانطوائية و العزلة و كان يردد ” انا لا اطاق وعارف اني صعب العشرة ”
واتجهت طريقته في الحديث نحو العصبية و لا يريد ان يراه احد و لا يقوم بزيارة احد .
و كان زكي رستم يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان في شارع 26 يوليو و لم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته اكثر من ثلاثين عاما و كلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية .
عانى الفنان زكي رستم في سنواته الفنية الاخيرة من ضعف السمع ثم اعتزل التمثيل نهائيا عام 1968
وابتعد عن السينما ، بعد ان فقد حاسة السمع تدريجيا و في 15 فبراير 1972 اصيب بأزمة قلبية ادت الى وفاته .
اهم اعمال الفنان الكبير زكي رستم ” العزيمة ” ، “نهر الحب” ، “خاتم سليمان” ، “رصيف نمرة 5” ، “الفتوة ” ، “ياسمين” ، “معلش يا زهر”
رحم الله الفنان العبقري زكي رستم الذي مازالت أعماله السينمائية جزء لا يتجزأ من ذاكرة الرواية العربية
التي هي رواية سلام وإبداع ووطن .