د.ماجد عزت إسرائيل
أربعاء أيوب طبقًا للتقويم الميلادي يوافق يوم ١ مايو ٢٠٢٤ أي رابع أيام أسبوع الآلام عند الأقباط.
وتتذكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم تشاور التلميذ الخائن يهوذا مع اليهود لتسليمهم السيد المسيح مقابل ثلاثين من الفضىة.
أربعاء أيوب طبقًا للتقويم الميلادي يوافق يوم ١ مايو ٢٠٢٤ أي رابع أيام أسبوع الآلام عند الأقباط.
وتتذكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم تشاور التلميذ الخائن يهوذا مع اليهود لتسليمهم السيد المسيح مقابل ثلاثين من الفضىة.
فقد ذكر القديس متى في إنجيله قائلاً:”حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ.(مت ٢٦: – ١٦ 14).
وقد نُسب هذا اليوم إلي أيوب النبي.
وهناك وجهتا نظر لتفسير هذا الارتباط، أولاهما دينية، حيث تقرأ في الصلوات الكنسية التي تقام مساء ذات اليوم «قصة أيوب البار» وهذا النبي اشتهر بصبره على فقد أهله وماله وما أصابه من أمراض فردّ الله عليه صحّته وماله ورزْقه وأولاده.
كما ورد ذكرها بالكتاب المقدس، أما وجهة النظر الأخرى فتعتمد على الإعتقاد الشعبي السائد، بأن أيوب اغتسل مدلكا جسده بنبات أخضر يسمي الرعرع فشفي من أمراضه وكان ذلك يوم الأربعاء هذا فنسب إليه.
وترمز قصة هذا البار إلي السيد المسيح في آلامه وتجاربه، وأيضاً في نهايته السعيدة ، لذا يقال عند العامة أربعاء أيوب.
فمن هو أيّوب؟ وما هي قصته في الكتاب المقدس؟
أيّوب؛ اسم عبري. ولا يعرف مصدره ربما قريب من اللفظ العربي “آيب” ويعني “الراجع إلى الله” أو “التائب”، وآخرون يقولون أنه “المُبتلى” من الشيطان ومن أصدقائه ومن الكوارث التي حلّت به.
ويقول هؤلاء أن الاسم في هذه الحالة مأخوذ من “إيثاب” أي “المُعادي”.
وهو الذي ورد ذكره بالعهد القديم الأبرار وكان يقطن أرض عوص (أي 1: 1) وأول مَنْ ذكره هو حزقيال (حز 14 : 14، 16، 20) وكان يعيش في بيئة صحراوية شبيه ببيئة الآباء الأولين.
وقد وردت في سفره العديد من الاختبارات وتأثير أصدقائه، وأيضًا عن مرض أيّوب”فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ. فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً لِيَحْتَكَّ بِهَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.
فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!». فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟». فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ”( سفر أيوب 2: 7-10).
أيّوب يعلن توبته” فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ فَقَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ. فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ وَلكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا. اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. 5 بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.
لِذلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ»( سفر أيوب 42: 1-6).
وخاتمة أيّوب كانت عظيمة حيث اتسعت ثروته في أواخر أيامه لما باركه الرب (أي 42: 7-17) وقد تم شفاء أيّوب من كل أمراضه وكتب لنفسه نهاية سعيدة. واليوم يذكره العالم كنموذجًا للصبر والتوبة والرجوع إلى الله.
وتدور الاحتفالية الشعبية ليوم أربعاء أيّوب حول الطقوس والممارسات المرتبطة بالنبات الأخضر الرعرع، وإستخدام بكور القمح فى عمل عروسة، إضافة إلى تناول القمح الأخضر (الفريك) لايزال يعرف ليومنا هذا.
ومن الجدير بالذكر أن أهل شمال سيناء يحتفلون بـ “أربعاء أيوب“، حيث يعتقدون أنه إحياء لذكرى شفاء نبى الله أيوب من مرضه العضال، وأن هذا الشفاء تم بعد أن غمرت مياه البحر جسده، أثناء غروب الشمس، فتماثل للشفاء، وأن كل مريض تغمر المياه جسده فى نفس التوقيت، يعود متشافيا مما ألم به من مرض.