الأحد , ديسمبر 22 2024
دكتورة ماريان جرجس

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس

ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل وجود منصات إعلامية على الانترنت ،

يقدم كل بلد فيها أعماله الدرامية ، يصبح من السهل على المشاهد التجول بين تلك الأعمال ، التي يبرز الثمين منها

تأثير القوة الناعمة في الأوضاع المجتمعية في عالمنا العربي.

كان أبرز تلك الأعمال القيمة ؛ المسلسل اللبناني ” ع أمل ” أو على أمل والذي يناقش كثير من القضايا

المتعلقة بالمرأة العربية أو اللبنانية خاصة في بعض الأماكن الريفية ، وهو مسلسل يدور أحداثة حول امرأة

بسيطة تٌدعى سهاد أو يسار من كفر حلم ، كانت تحلم بأن تسمح لها عائلتها بالتعلم والعمل كإعلامية

ولكن تقاليد تلك العائلة كانت تمنع تعلم الفتيات وعملهم أو اختيارهم للزوج وتمنع زواج الفتاة الأصغر

لكي تبقى في المنزل تخدم الأهل ، وعندما قررت تلك الفتاة اللحاق بحلمها

والذهاب إلى بيروت لتلتحق بالجامعة وتعمل ، كان مصيرها القتل على يد أخوها ولكنها نجت بأعجوبة

من الموت واستطاعت الهروب من ذلك الكفر واستطاعت أن تبدأ حياتها من جديد

وأن تحقق حلمها في أن تكون إعلامية مشهورة تتحدث عن قضايا المرأة وتنصف المرأة

ليلحق بها مرة أخري أخوها سافك الدماء محاولا سفك دمها . وخلال الثلاثين حلقة يبرز

صناع العمل ازدواجية شخصية الأخ المتجبر الذي ينتهك حقوق المرأة مدعيًا أنه شخص متدين ولكنه لا يحترم

والدته ، يمارس على العنف على زوجاته الأولى والثانية بسبب وبدون سبب ولكنه لا يأخذ إجراء تجاه الزوجة

الثالثة التي هربت بعد أن قامت بسرقته ، يقتل أخته الصغيرة لمجرد زواجها بموافقة أمها وأخيها الأخر ولكن دون

موافقته لمجرد أن تقاليد العائلة لا تسمح بزواج الابنة الأصغر ، وكاد أن يقتل ابنته لمجرد علمه أنها تدرس

بالجامعة دون علمه حتى تحول إلى سفاك دماء وقاتل محترف . ولكن يتحول خوف ” يسار” التي أصبحت إعلامية

مشهورة ولها برنامج يشاهده كل بيروت إلى شجاعة وبأس بعد أن تفقد أختها وأمها على يد أخيها وتقرر أن تنقل

البرنامج إلى كفر حلم وأن تبدأ تصوير حلقات برنامجها من داخل كفر حلم أمام أخيها وتستطيع أن تصنع قاعدة

شعبية وحماية شعبية من نساء الكفر أو الضيعة أكبر من أي حماية قانونية ، ليلتف حولها كل النساء ويقدمون لها

الحماية والتضامن رغم كل المخاوف التي كانت محيطة بها والألم الذي كان يعتصر به قلبها . يخلص العمل الدرامي

إلى إن الإصرار على النجاح هو نجاح ، وأن الإعلام رسالة ومسؤولية وصناعة قادرة على تغيير المجتمع . سيظل

الإعلام العربي والدراما العربية هما القوى الناعمة القادرة على تغيير كثير من الأوضاع في الوطن العربي وتوعية

المرأة بحقوقها، وإبراز العوار المجتمعي لمعالجته والتوكيد على حقوق المرأة العربية.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.