الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
الكنيسة القبطية
الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد

(الفصل الثانى من كتاب : الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد ـ كمال زاخر) جزء 3

بحسب أحد علماء اللاهوت الأرثوذكس السكندريين الأكاديميين، فإن من يقترب من منهج الكنيسة فى الشرح والتفسير يجده يلتزم بثلاثة عناصر أساسية :

ـ تفسير وشرح أى عقيدة فى الإطار اللاهوتى الشامل الذى يضم فى تكامل كل العقائد.

ـ تفسير وشرح العقيدة على اساس ما يحدث فى الليتورجية.

ـ تفسير وشرح العقيدة على أساس ما استقر فى التقليد الكنسى نفسه.

ويقول فى هذا :

* “هذه العناصر الثلاثة ذات دلالة روحية فى الأرثوذكسية لأن الإطار الشامل ـ أى العنصر الأول ـ

إنما يعنى الإحتفاظ بنظرة شاملة وكلية، وعدم تجزىء العقائد إلى وحدات منفصلة.

* أما الخبرة الليتورجية والممارسة الكنسية والأسرار ـ العنصر الثانى ـ

فهى تعنى أن يصب الشرح والتفسير فيما يٌمَارس فى الحياة اليومية وإلا أُعتُبر هذا الشرح شرحاً عقلياً

أجوف لا قيمة له.

* وهذا يعنى بدوره ضرورة العودة إلى التقليد الكنسى ـ العنصر الثالث ـ

لأن الشرح العقلى ، مجرداً، يفصل بين الكنيسة والتقليد (التسليم)، ويباعد بين المؤمن وبين الممارسة فى الليتورجية

ويخلق فجوة روحية تسمح بالآراء الشخصية والتفسيرات الذاتية، والتى تأتى فى بعضها متأثرة بالظروف والمناسبات.” (انتهى الإقتباس).

ولعل هذا يدفعنا مجدداً لإعادة الدعوة للشروع فى تأسيس مركز ابحاث كنسى عند أعلى نقطة فى الكنيسة يعكف على وضع المحددات التى تفصل بين العقيدة والرأى والتفسير.

وعلى الكنيسة أن تؤسس لقنوات توَاصُل تطرح فيها الأمور التى تستوجب حواراً موضوعياً راقياً بين جنباتها.

والسؤال للفرقاء : لمصلحة من هذا التراشق وإلى متى؟

للمزيد راجع محاضرة الانبا ابيفانوس رئيس دير انبا مقار:التمييِّز بين الهرطقة والرأي والعقيدة ـ 25 فبراير 2018م

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.