ابتسام سلامة
وأنا أمشى فى الطريق المظلم وحدى ، فكم أعشقُ هدوء الليل والسكون فيه ، سمعتُ صوتُ بكاءٍ عالٍ أوقفنى خوفاً وارتجفَ جسدى ، ظننتُ أنهُ جانٌ وبدأ صوتُ البكاءِ يرتفعُ وأنا اقتربُ من الصوتِ وكادَ قلبى يقفُ من خفقاتهِ
المسرعه، رأيتُ امرأةً ترتدى عباءةٌ سوداء وتضعُ وجهها على قدمها وتبكى بحرقةٍ قلت لها :
منْ أنتِ ؟؟!!
وصوتى تهتزُ نبراتهِ من الخوف رفعت رأسها فرأيتُ امرأةً جميلةُ الوجهِ سألتُها :
أنتى انسيةٌ أم جنيةٌ قالت : لا تخافى أنا انسيةٌ ولكننى عشقتُ الوحدةُ بعد انخداعى فى كل البشر
وعشقتُ الظلام بعد كرهى للنورِ والزحام ألا تخافينَ هُنا وحدك لم يعد فى قلبى للخوفِ مكان
فلم أعُدْ أشعرُ بالأمان فقد امتلأت عينى بالدموع وقلبى بالأحزان فقد ارهقني كثرةُ الكتمان
فقد كان لى أغلى إنسان قابلتهُ صدفةٍ عبرَ الأزمان فعشقتهُ ولقبتهُ بأميرِ الأحلام ولكنهُ تركنى
وحيدةٌ وسط الزحام كالطفلةُ التائهةُ فى الظلام كم كان قاسى الطبع وفاجرٌ فى الخصام
تركنى غارقةٌ فى الآلام لم أرى يوماً ما يرتديه من قناع فقد غرنى مظهرهُ الخداع كفاكى :
لم أحتملُ قصتك المؤلمه قومى معى وامسحى دموعك أينَ ابتسامتك وبراءة طفولتك وجمالك
وفرحتك كونى قوية الإراده وإياكى يوماً أن تجعلى قلبك وعقلك فى يدى بشريتحكمُ فيهما بجهازِ
تحكُم يمتلكهُ هو فقط إياكى أن تنحنى لرجل وتستسلمينَ للضعفِ والهزل وتصدقين كلامهِ الغزل
فما هم إلا أشباهِ رجال كونى أنتى لنفسك وجمالك وحُسنِك فلا تجعلى يداً تطبطبُ عليكى إلا يدك
ولا ترتمى فى حضنٍ إلا حضنك ولا تسمحى لأحدٍ يداوى جرحك إلا ربِك ونفسِك
واعلمى أنَ الله خلقنا أحرار وبداخلِ كل منا أسرار وقوةٍ تحطمُ كل الأسوار وبقوةِ إيماننا نتعدى كل الأخطار
وبرحمتهِ سنُحشرُ مع الصديقين والأبرار قومى قبل أن يتركك
ويمضى القطار