هو بالميلاد “نصحي فهيم قلدس” ابن محافظة سوهاج، وقد ترهبن وتوحد بدير السريان فى وادى النطرون
وبعدها انتقل لدير الأنبا بيشوى، ثم صار أميناً له بعد رسامته قمصا، وعمل بهمة فى تعميره.
اشتهر بهدوءه ووداعته وانكاره لذاته.
لهمته فى التعمير أعتمد عليه قداسة البابا فى مهمة عسيرة هى أحياء وتعمير اديرة الصعيد
فأوفده أولا لتعمير دير الأنبا متاؤس الفاخوري بإسنا وواجه هناك العديد من التجارب والمقاومات
من بعض المحيطين بالدير وتمكن من شراء ٦٠ فدان مجاورة له
كما عمر فى دير الشهيد الأمير تادرس المحارب بالأقصر.
فى عام ١٩٧٨م رسمه قداسة البابا شنودة مساعد أسقف (خورى ابسكوبس)
للعناية بالأديرة القديمة بالصعيد
(بداية من ديرين فى الأقصر هما دير الرزيقات ودير الأنبا باخوميوس الشهير بالشايب)
وهناك بنى وعمر معماريا ورهبانيا، وكان محبوبا من الأهالى سواء أقباط أو مسلمين لمساعدته للجميع
ولجؤهم له طلبا للصلاة من اجل اخراج الاروح الشريرة والشفاء، وكانت أبرز انجازاته
في دير مارجرجس بالرزيقات ترميم الكنيسة الاثرية وبناء قلالى وبيت للخلوة ومضايف ومرافق
كذلك شراء مساحة ١١١ فدان أمام الدير، وهى المساحة التي يُقام عليها خيام مولد نهضة مارجرجس بالرزيقات.
كذلك رمم وبنى فى دير الشايب واشترى له عشرة أفدنة. واجه الكثير من العقبات والمعضلات فى طريقه
وكان نشاطه فى تعمير الأديرة يثير ضيق نظام السادات، ونتيجة لذلك ففى عام ١٩٨١م
تم إعتقاله خلال قرارات سبتمبر المشئومة مع سبعة أساقفة آخرين بخلاف ٢٤ كاهنا
والعديد من الخدام والشخصيات العامة القبطية.ظل الآباء الكهنة والأساقفة المفرج عنهم
مبعدين بأوامر حكومية لسنوات قليلة او كثيرة عن كنائسهم وابراشياتهم وبعضهم لم يعودوا أبدا
بعد خروجه من المعتقل اقام فى الدير المحرق بأسيوط لمدة عام تقريبا
وخلال وجوده هناك رسم دفعة من ابنائه رهبانا لدير الرزيقات
وتمكن بعد سنوات من الذهاب للرزيقات فى زيارات قصيرة.
بعد ذلك إقام لفترة بدير القديس الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر وفى قلاية بدير الانبا رويس بالعباسية
ثم دبر له الله عن طريق احبائه مبلغاً اشترى به مقرا بمصر الجديدة
(وأصبح ذلك حاليا مقر لدير الخطاطبة فى القاهرة)، حيث اقام فيه، وكان يستقبل زواره من طالبى الصلاة والبركة
كما كان يستضيف الرهبان المرضى أثناء فترات علاجهم بالقاهرة، وخلال تلك الفترة ( نهاية عام ١٩٨٢م)
عرفه المهندس “رمسيس ويصا” على شخص يدعى الأستاذ “إلياس عوض”
وهو احد مستصلحى الأراضى فى الخطاطبة المجاورة لوادي النطرون
فطلب منه ارشاده لكيفية شراء أرض هناك. وكانت أرضا صحراء جرداء.
ذهبوا لهناك لكن لم يتمكن من الحصول على الأرض وتعثر الأمر ، فعاد الأنبا بموا
بصحبة المهندس رمسيس، وخلال عودتهم سمعوا شخصا ينادى عليه بأسمه :
ابونا بموا .. ابونا بموا، فحينما توقف، وجد شابا عربياً عرفه بنفسه قائلا له انه حينما كان طفلا
كان يدرس له أمام مغاراته بالقرب من دير الأنبا بيشوي ، فتذكره الأنبا بموا
وحينما سأله عن سبب قدومه لتلك المنطقة، كان الرد بأنه كان يسعى للحصول على قطعة أرض هناك
ليرد الشاب البدوى: “أى قطعة أرض تريدها شاور عليها بس”
وبالفعل اشترى الأنبا بموا ٥٠ فدانا بدأ بها فى إنشاء الدير عام ١٩٨٣م.
كان الأمر صعب للغاية، فلم يكن الأنبا بموا يملك مالا، وكانت صحراء نائية
تمام بدون اى بنية تحتية بل كانت أرض محاجر مليئة بالحفر الكبيرة.
بدأ بإستصلاح الأرضى وزراعتها بأشجار الموالح والفواكه وكان يقوم بالبناء من عائد المحصول
وما يصله من عطايا من احبائه.
وكان هو مقيما فى تلك الفترة بالمقر فى القاهرة ، ويذهب ويأتى بشكل دورى على العمال للوقوف
على عملية البناء.
واخذ الدير فى النمو والأكتمال وشراء قطع أرض اخرى مجاورة، وفى يوم ١٣ إبريل ١٩٩٥م
أصدر المجمع المقدس قرارًا بالاعتراف به كأحد الأديرة العامرة، وذلك بعد أن أوفد قداسة
البابا شنودة الثالث وفدًا من ١٥ أسقفًا لمعاينة الدير.
ثم سامه فى نفس العام أسقفًا على دير مارجرجس بالخطاطبة.
بعد جهود كبيرة لسنوات عديدة لتقنين الدير تكللت اتعابه وصلواته بالحصول على قرار جمهوري
ببناء كاتدرائية بالدير، وكان ذلك قبل شهور قليلة من سفره للسماء.
نياحته
غادر عالمنا الفانى فى ٣٠ مارس ٢٠٠٢م وصلى عليها قداسة البابا فى ٤ إبريل ٢٠٠٢م
عقب عودة جسده من لندن حيث كان يعالج مدة الثلاث أشهر الأخيرة قبل رحيله، ودفن بدير مارجرجس بالخطاطبة الحبيب لقلبه.