أمل فرج
الانتحار أو التخلص من النفس من أكبر الكبائر، والتي نعلم جميعا أنه لا يقدم عليها إلا ضعاف النفوس و الإيمان، ولكن إذا كان رجل دين هو من أقدم على هذه الكبيرة فلابد أن نقف، وبما أن قوة الإيمان الحقيقي يشكل حاجزا منيعا للإقدام على مجرد التفكير و لو لثانية واحدة فيما يغضب الله فهو ما يعني أنه حتما هناك
خلل ما في إيمان و قلب محفظ القرأن المنتحر في سوهاج، و المدعو إسماعيل عبد الحليم الخطيب ، أو أن يكون مجبرا على ذلك.
وبأي شكل من الأشكال فعلى الأشخاص الذين يمرون بأزمات نفسية أن يستعينوا بالله أولا ويزدادوا
تقربا له ثم يستعينوا بطبيب نفسي لحل بشاركه في تجاوز الأزمة، وفيما يلي تفاصيل الواقعة:
أنهى محفظ قرآن في العقد الثالث من العمر حياته شنقا داخل “الكتاب” الذي يتردد عليه
وذلك عقب صلاة فجر بالمسجد، ناحية دائرة مركز العسيرات بمحافظة سوهاج.
وتلقت الأجهزة الأمنية إخطارا أفاد بالعثور على جثة المدعو “إسماعيل” يعمل محفظ قرآن
والذي تم العثور عليه جثة هامدة داخل كتاب القرية بدائرة مركز العسيرات، وتم نقل الجثة لمشرحة المستشفى المركزي.
وذكر بعض أهالي قريته، أنه أدى معهم صلاة الفجر، داخل المسجد بصحبة أهالي بلدته وأصدقائه، وتم اكتشاف الجثة عقب الانتهاء من الصلاة بحوالي نصف ساعة تقريبا.
كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصية له نشرها على صفحته عبر “فيس بوك”
قبل إنهاء حياته جاء نصها : “يارب كم كنت أتمنى ألاًّ آتيك بمعصية ولكن أتيتك بأكبر معصية
وهي الانتحار ولكن يارب عفوك ورحمتك وسعت كل شيء فسامحني ياربي واغفر لي، وأرجو أن يسامحني
كل من أخطأت في حقه، وتصدقوا عليا ولو بشق تمرة وأرجو من طلابي الأحباب الدعاء لي بالرحمة
والمغفرة وختم المصحف كل رمضان لمن استطاع ذلك صدقة علي وأرجو أن يسامحني أبي
وتسامحني أمي وأخواتي وجدتي وأحبابي على مافعلته وماحدش يزعل عليا ولا يلبس أسود، أنا أكيد في
مكان أحسن إوعي يا أمي تزعلي أو تلبسي أسود”.
وأكمل : “ووصيتي الدعاء وأن تصلوا عليا وقت في مسجد الخطيب من أوقات الصلوات المفروضة
ياريت التراويح وتصلوا عليا صلاة الجنازة بمسجد الخطيب لأودع الأحباب، وأن تذاع الجنازة في كل المساجد
زي أي جنازة عادية وصيتي للجميع أرجوا الالتزام بها، بالله عليكم لازم تلتزموا بالوصية دي
مهما يحصل حتي لو اتأخرت الجنازة لتاني يوم عادي، كل ما في الدنيا مُتعِب وكل من فيها متعب”.
و ختم وصيته: “لبيك إن العيش عيش الآخرة، وماحدش يكرر غلطي دا لأني والله مش حابب دا أصلا
سامحوني وأسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة والجنة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
أخوكم في الله إسماعيل عبد الحليم الخطيب”.