مارى ملاك صادق
ظننت يوما أن الحزن يتضائل مع مرور الأيام ولكنك كما كنت مختلفا عن كل من عرفناهم فكذلك إختلفت قاعدة الحزن عليك أيها المحبوب
كلما مرت الأيام كلما زاد الألم و الحزن وكلما افتقدناك.
نفتقد ضحكتك ودمعتك وحنيتك وحتى شخطتك .. كلما مرت الأيام عرفنا مقدار محبتك فى قلوبنا ومحبتنا
كيف كانت فى قلبك وعملك على الدوام كلما مرت الأيام عرفنا مقدار ما تحملت من غدر وسهام ومؤامرات المقربين
والبعيدين كلما مرت الأيام عرفنا كم كنت جبلا لا يهتز بتهديد أو وعيد أو أحكام كلما مرت الأيام
عرفنا كيف حفظت الأيمان وحاربت وحوشا تريد إفتراس البيعة المقدسة فكنت كالأسد الذى تهرب من أمامه الذئاب
ولا يعد لها مكان.. كلما مرت الأيام عرفنا كيف أجبرت الجميع على إحترامك “ البابا شنودة “وحفظت هيبتك ومكانتك اذ لم تظنها يوما مكانتك وهيبتك بل مكانة وهيبة من أوكلك ومكانة شعبك الذى أحببته بل ومكانة كرسى مارمرقس
كرسى الإسكندرية الذى كنت تعرف مقداره وقيمته وعظمته وتعرف أنك وكيل على الوديعة فحفظتها ولم تبددها
بل زينتها وزدتها بهاءا ولمعانا فكنت نعم الوكيل الأمين الحكيم الذى أقامه السيد على عبيده وعرفت
كيف تعطينا الطعام فى حينه .. أطعمتنا الإيمان المسلم مرة للقديسين وأوصيتنا أن نحفظه ونحارب لأجله الي
الممات ..أطعمتنا طعام الأقوياء شددت الركب المخلعة جبرت المنكسرين وقدت شعبك فى أصعب الظروف
بالأصوام والصلوات و الزهد فى الماديات ..كلما مرت الأيام يا أبى تزداد قسوتها بدونكاشتقنا للبسمة بإطمئنان
حين كنا نراك تبتسم ..اشتقنا للنوم براحة متكلين أنك كنت من يسهر ويرعى ويصد العدوان ..اشتقنا لحكمتك ونصحك ومشورتك النازله من فوق.. اشتقنا لتفصل لنا كلمة الحق بإستقامة .. اثق انك لازلت تصلى عنا
وعن كنيستنا التى زينت عمرك فى خدمتها فالآن تجنى ثمر خدمتك وتعبك ونراك فى كل حامى
ومدافع عن الإيمان وندرك جيدا جدا أنك غرست وسقيت والرب ينمى غرستك وينبت كل يوما بطلا جديدا من أبطال الإيمانحتى مع وجود الزوان لكن نثق أن الحنطة لازالت تنمو وستظل لوقت الحصاد الذى قد لاح وبان ..
إشفع فينا يا أبى
ميشيل حنا وتمثال البابا شنودة الثالث البابا شنودة الثالث والدكتور سمير سرحان الراهبة راعوث مع البابا شنودة البابا شنودة الثالث البابا شنودة الثالث