د. ماجد عزت إسرائيل
الْبَابَا شِنُودَة الثَّالِث(1971-2012م) مُتعدِّد المواهب فَقَدَ عَرَفَ عَنّه التَّعَمُّق فِي الدَّرَّاسَات اللاَّهُوتُية والتَّدْقيق والشّرْح للمُفْرَدَات اللغوية.
وأيضًا تُخَصِّصه فِي الدراسات العقائدية حيث شَرْحٌ الْأُرثوذكسِيَّة وتمسك بطقوسها وتقاليدها وقَدَّمهَا للقارىء بطريقة سهلة.
كما كانَ عالمًا فِي الدراسات الآبائية فكتب عن إِبراهيم أبا الآباء، والآباء السواح، وذكر أشهرهم مثل الأنبا بولا، وآبا نفر، والأنبا بيجيمي، والأنبا هدرا، والأنبا غاليون، والأنبا ميصائيل، وخصص كتابًا عَنَّ تأملاته فِي حياة القديس أنطونيوس.
وكان البابا شنودة مسكونيًا عالميًا وروحانيًا حيث عاشَ حياته للمسيح وشَرْحٌ تعاليمه للإنسان المثقف وغير المثقف.
وَقَد عَرَفَ البابا كمعلم مِثاليّ ونموذجًا فريدًا حيث كتَبَ مؤلفاته الَّتِي بلغت141 نصًا بطريقة مَبْسَطَة للقارىء الْعَادِي والْمُثَقِّف، فَضُلَّا عن قَصَائِده الشَّعْرِيَّةُ الَّتي بلغت42 قصيدة والَّتي أصبحت ترانيم روحية يرددها الشعب.
وكانت عظته الأسبوعية ينتظرها كَلَّ المصريين.
وأيضًا هو صاحب قلم شهد له الجميع سَواءُ مقالاته بجريدة الجمهورية أو الأهرام أو جريدة وطني أو مَدَارِسُ الأحد أو مجلة الكِرازة.
وقد كرمته العديد من الجامعات والمؤسسات الْعُلْمِيَّة فِي شتى دول العالم، واتسعت الكرازة فِي حبريته فِي عُدّة دول عَالِمِيَّة فكانَ الرَّاعِي الصَّالِح لِشَعَّبه سَواءُ داخل مصر أو خارجها. وله العديد من المواقف الَّتي تأكَّدَ محبته وحَنَّيْته لِشَعَّبه فلا يَمُكُّنّ نَسَيان بكائه على شَباب ماسبيرو في 9 أكتوبر 2011م.
وهنا لاَبِدٌ من الْإشَارَة إِلَىدَوَّره الوطني سَواءُ قبل أو خلال أَحْداثُ حرب1973م لتشجيعه الْجُنُود وبث الحَمَاسُ لديهم. فقد زار البابا الجبهة فِي فبراير1973م أي قبل قيام الحرب بثمانية أشهر ووجه كلمة لجنودنا الْبَوَاسِل قائلاً:إن بِلَادكُم عَظيمة، وَمَحْبُوبَة والدَّفَّاعُ عنها شَرَفَ واجَبَ، إِنَّنَا نُصَلِّي باستمرار من أجلكم أن يُحَفِّظكُم الله ونرجو أن تنتهي الحرب بِسُلَّام دون أن نفقد أي واحِد منكم ولا حتى شعرة من رأسه، وإذا كانت أَرَوَاحكُم رَخِيصَة مَنَّ أَجِلَ وَطِنكُم فهي غالية عَنَدْنَا…. أَشْكَرَ قِيَادَتكُم على الحَلَّةُ الْعَسْكَرِيَّة الَّتي أَهَدَّتهَا إلي.
ولقد إرتديت هذه الحلة مدة تطوعي فِي الجيش.. إِنَّنِي أَفَارَقكُم إلى حَيَّنَ وَصَوَّركُم مَطْبُوعَة فِي قَلِّبِي”.
ويذكر أيضًا للبابا شنودة الثالث موقفه من القضية الفلسطينية.
وقد لَقَّبَ بعدة ألقاب منها بطريرك الإسكندرية وبَابَا الكرازة المرقسية وسائر بِلادٌ المهجر، ومُعلَم الأجيال لتعاليمه المستنيرة.
ولوطنيته وعروبته ومواقفه محليًا وعربيًا لقبوه بـ«بَابَا الْعَرَب» وشَمْعَة القَرَنُ،وأثناسيوس القَرَنُ الْعُشْرَيْن.