تصور الأيقونة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث واقفًا في المنتصف ممسكًا بالصليب والحية النحاسية مرتديًا ملابسه الكهنوتية والتاج على رأسه، ويلف زنار حول وسطه على مثال السيد المسيح الذي اتذر بمنديل ليخدم ويمسح أرجل التلاميذ، في إشارة لخدمة البابا الباذلة والمتضعة، معلَّق في هذا المنديل نبلة وكيس به حجارة للنبلة
وذلك كما جاء في الأنتيفوناريون القبطي عن البابا أثناسيوس حيث يقول “… تشبهت بداود مرتل الأقداس القديس الذي أخذ أحجارًا في مقلاعه ودكّ الغرباء، أنت أيضا أيها الرسولي أغلقت أفواه الهراطقة أعداء الكنيسة بعقائدك المستقيمة”.
وعلي الرغم أن الكلام يوصف ما فعله البابا أثناسيوس الرسولي إلا أنه بالطبع ينطبق علي المتنيح البابا شنودة الثالث، كما يمسك البابا بيده مصباح زيت مضيء، دلاله علي قوة روحانيته وفضائله متشبهًا بالعذارى الحكيمات في اليقظة الروحية، ونري مكتوبًا على ملابسه الكهنوتية كلمات لحن (ني سافيف تيرو)
الذي يقول: “يا كل حكماء إسرائيل صناع خيوط الذهب، اصنعوا ثوبًا هارونيًا لائقًا بكرامة كهنوت أبينا رئيس الأساقفة البابا شنودة“.
كما يقف البابا بهيئة تغمرها الفرح والقوة والثبات، يقف على أرض مزهرة بها شجرًا ممتلئ أثمارًا، دلاله على فضائله وأعماله التي عملها وتعاليمه المستقيمة، والنفوس التي ربحها برحمته ومحبته، كما يظهر ثعبان تحت
قدميه يطعنه بالعصا النحاسية، دلاله على قوته في مواجهته الهراطقة والتعاليم المندسة والمُهلكة لشعبه، كما يظهر نبع ماء رمزًا للنقاء والقوة التي تتجدد بداخله بعمل الروح القدس الساكن فيه.
يظهر في الخلف القديس مارمرقس الإنجيلي، يضع يده اليمني على كتف البابا بينما عيناه تنظران للسيد المسيح، مؤكدًا على التواصل الحادث بينه وبين البابا شنودة والسيد المسيح، كخليفة رسولي حقيقي، يتمم وينفذ وصية الإنجيل ويعلم تعاليم المسيح التي استلمها من الرسول مرقس الكاروز بكل أمانه.
يقف القديس مارمرقس الرسول على عامود يرمز للثبات والقوة والصمود أمام الشر وتعب الخدمة، كما يمسك إنجيله وعليه صورة الأسد مكتوبًا فوقه (يسوع المسيح المنتصر).
أما على الناحية المقابلة للقديس مارمرقس الرسولي، يقف البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرون، ممسكًا بلوح مكتوب عليه بداية قانون الأيمان (نؤمن بإله واحد)، وهو ينظر للقديس مارمرقس في نظرة تعبر عن التتابع والتكملة للمسيرة المقدسة الأرثوذكسية المستقيمة، وهو يظهر هنا مع البابا شنوده، ليؤكد على أرثوذكسية تعاليمه وأنه خليفته الثابت علي الإيمان المستقيم.
في أعلي الصورة يظهر الرب يسوع المسيح الله الكلمة فاتحًا يده فباليمنى وباليسرى يمسك الإنجيل، في وضع احتواء، فهو رئيس الكهنة الأعظم ومحب البشر الصالح، الذي من أجله ومن أجل محبته تعب وتحمل الأباء الكثير من المشقات والاضطهادات والأتعاب.
وما هو مكتوبٌ في الهالة من حول السيد الرب كلمة (الكائن) ويمينًا ويسارًا اختصارات كلمتي (يسوع المسيح).
أما عن الكتابات على جوانب الأيقونة فهي باللغة القبطية اللهجة الصعيدية من الأنتيفوناريون القبطي.
ناحية اليمين: مكتوب “حاربت الملوك وحفظت الإيمان يا رئيس الكهنة”
وعلى اليسار: “صار آباؤنا القديسون كواكب عظيمة تنير المسكونة كلها”.
وفي الأسفل مكتوب “آفا ماركوس ناظر الإله” و”البابا أثناسيوس الرسولي”.
أخيرًا، اطلبوا من الرب عنا أيها الأباء الذين عاشوا الايمان وسلموه ودافعوا عنه ثابتين في المسيح بالحقيقة، حتى يثبتنا الرب الإله في الإيمان المستقيم، ويحفظ الكنيسة حتى مجيئه الثاني، لك المجد أيها الثالوث القدوس من الآن وإلى الأبد آمين. تذكار نياحة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث البابا ال١١٧